د. عماد الدين الجبوري
كاتب عراقي مقيم في لندن
يُعدّ “جيش رجال الطريقة النقشبندية” المنضوي في القيادة العليا لجبهة الجهاد والتحرير، أحد أكبر فصائل المقاومة العراقية، التي جابهت قوات الاحتلال الأميركي وحلفائه، سواء بالاشتباك الميداني المباشر أو القصف المدفعي أو زرع العبوات الناسفة، كما أمتلك قسم التصنيع الصاروخي، ومنها صواريخ “البشير و”النذير” التي دكت فيها قواعد الجيش الأميركي المنتشرة في ربوع الوطن، حتى أن صحيفة الواشنطن بوست في شباط/فبراير عام 2014 خصصت مقالة عن خطورة هذا الفصيل الصارم.
وبعدما حققت المقاومة العراقية هدفها من إجبار خروج قوات المحتل الأميركي، إلا أن الولايات المتحدة منذ البدء تلقت عونًا وسندًا من إيران في غزوها إلى العراق، وقالها محمد أبطحي، نائب الرئيس الإيراني محمد خاتمي، في محاضرة القاها بتاريخ 13 كانون الثاني/يناير عام 2004 في ختام أعمال “مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل” عقد بإمارة أبو ظبي: “لولا إيران لما سقطت كابول وبغداد”. وكذلك قول هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام عن هذا التعاون مع الجانب الأميركي، وأقوال غيرهما من المسؤولين الإيرانيين.
ونتج عن هذا التعاون الإيراني الأميركي ظهور “دولة الإسلام في العراق والشام” (داعش) عام 2014، التي بسطت سيطرتها بسرعة مريبة على مساحات شاسعة تضم أراضي زراعية ونفطية ومدن سكنية، شكّلت ثلث المساحة العراقية، ونصف المساحة السورية، وبذريعة محاربة الأميركان، فرضت خيارها على فصائل المقاومة: أما البيعة والطاعة لأمير دولة الإسلام أو القتال! وباشرت بالصدام المسلح مع بعض الفصائل، وبالأخص مع “الحركة الإسلامية لمجاهدي العراق”. وبما أن قادة المقاومة على دراية من هذا المخطط الهادف إلى تدمير القوة القتالية لدى فصائلها، لذا قررت الالتزام بنهجها الميداني، وذلك بعدم الانجرار في نزاع مسلح جانبي يستنزفها، والاستمرار بالاحتفاظ في مباغتة العدو، من خلال اختيار الهدف وتحديد الزمان والمكان في عملية التنفيذ.
وعن تلك الفترة، أخبرني مصدر موثوق، قال: إذا كانت الدورات القتالية الشديدة في مراكز التدريب العسكري تعطي نسبة 5 في المئة خسائر، فإننا لم نعطي غير 3 في المئة من الخسائر ضد داعش. إشارة توضيحية منه وتأكيد على أن قادة الجيش النقشبندي لم تنجرف لمثل هذا النوع من القتال المنحرف عن الهدف، وأن خسائرهم بالأرواح كانت محدودة وقليلة.
بعد هذه المقدمة الضرورية، ومضي سنوات عدة، وبحكم كوني أحد كُتاب المقاومة، يراودني كما يراود الكثير من العراقيين والمهتمين بالشأن العراقي، هذا السؤال: أين وصل الجيش النقشبندي في مسيرة كفاحه وجهاده، لا سيما بلغت الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي العراقي بُعدًا تجاوز كل التوقعات، ونمت سطوت الفصائل المسلحة الموالية لإيران على الدولة وعلى المجتمع بدرجة مفزعة، كما أنها تلاقي دعمًا من واشنطن خاصة، وعواصم الغرب عامة.
من هنا، أود القول إن المعلومات والتأكيدات التي استقيتها من جهة، وما يمكنني أن أستشفه بالتحليل والاستنتاج من جهة أخرى، أن أشاوس “جيش رجال الطريقة النقشبندية” موجودون، وعلى العهد ماضون، وما زالوا يتمتعون بحواضن شعبية وبحضور مجتمعي وصوفي متواصل، وإن كان بشكل متواري، لأن المخطط الأميركي الإيراني الإسرائيلي مستمر في إضعاف وتدمير العراق عبر العملية السياسية، التي يدعمونها ويثبتونها داخليًا وخارجيًا. وعليه، فإن تلك الدول تتربص بكل عراقي أصيل مناهض لهم، فما بالك تجاه قوى مسلحة تستهدف إسقاط العملية السياسية برمتها. ولهذا، فإن الجيش النقشبندي مثل بقية فصائل المقاومة العراقية، هم الذين يحددون ساعة الصفر حيث النصر أو الشهادة، كما فعلوها ضد القوات الأميركية الغازية، التي دخلت بغداد في 9 نيسان 2003، وأخرجوها بانسحاب رسمي في 8 كانون الأول/ديسمبر 2011.
وعلى الرغم من ذلك، هل يمنع أن تلتقي الأجنحة السياسية لفصائل المقاومة، وتضع خريطة طريق لمشروع سياسي تحرري واحد؟ خاصة أن بعض الفصائل اتخذت مشروعها السياسي عبر فصائل أخرى، جيش النقشبندية نفسه مع حزب البعث العربي الاشتراكي، وكذلك “كتائب التمكين” و”كتائب محمد الفاتح” مع جبهة الجهاد والتغيير. لماذا كانت الجبهات الجهادية تمتلك هدفًا مشتركًا بطرد العدو الأميركي المحتل، وكانت تتعاون مع بعضها البعض ميدانيًا وأمنيًا في تحقيق ذلك الهدف، ولا تلتقي على هدف سياسي موحد؟
على أي حال، سواء اقتربنا أو ابتعدنا عما نطرحه آنفًا، فإن “جيش رجال الطريقة النقشبندية” وبقية الفصائل المسلحة البطلة هم وحدهم في الميدان. وبذلك، هم أعلم وأدرى بما يخص شؤونهم القتالية والأمنية والسياسية عن مَن هم خارج الميدان. إذ أن مجال العمل التنظيري قد لا يتوافق أحيانًا مع مجال التطبيق العملي.
هاشم السعيد- بغداد منذ سنتين
كل الدول تتدخل في العراق ، تركيا بكيفها تضرب وتعين رئيس برلمان وعدها قواعد، لولا ايران والفصائل منو يستطيع محاربة داعش الارهابي ومنو يمسك الارض السائبة ويحفظ الامن، لا يوجد اي شكوى من الفصائل في المحافظات السنية،سنين والعراق تحت حكم الجيش الشعبي للبعث المقبور والنتيجة انهزموا عند وصول المحتل الامريكي لو ضربو الدبابة على جسر الجمهورية جان اكول والله اكو زلم وطنية ؟
ابو علياء- حديثة منذ سنتين
نعم فصيل النقشبندية كان موجود وانتهى دوره او اختفى حاليا لا ندري لكن لا يوجد اخرين الا في رؤؤس البعثيين المقبورين
ابو فرقد الفهادي -الانبار منذ سنتين
اي جبهة تحرير وجهاد واي مقاومة ولماذا استمرار الاكاذيب، لا احد يصدق هذه الخزعبلات