هل توجد خارطة طريق عربية لإنهاء الازمة السورية؟

آخر تحديث : الجمعة 23 ديسمبر 2022 - 6:52 مساءً
هل توجد خارطة طريق عربية لإنهاء الازمة السورية؟

د.فارس قائد الحداد *


بكل تأكيد أن  اندلاع الأزمة السورية منذ قرابة 11 على اثر الفوضى في عام ٢٠١١م ودخول الدولة والشعب السوري في منعطف خطير والاقتتال والحرب الداخلي بين النظام السوري والمعارضة المدعومة من التحالف الدولي وتحويل سوريا إلى ساحة حرب مفتوحه كان لأطراف النزاع السوري بقيادة نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة  وقوى أخرى مثل تركيا وإيران  دوراً بارزاً في صناعة وتغذية الأزمة السورية وتوسيع رقعتها بل وتدمير سوريا .

ولو نظرنا للموقف العربي على مستوى الرسمي  للانظمة العربية او على  المستوى الشعبي إزاء الأزمة السورية كان موقف مخطئ وكارثي   وسلبي  بامتياز  ولا يترقي إلى مستوى  الاستحقاق العربي الواحد كانظمة او شعب عربي واحد  يجمعهم روابط كثيرة والجميع يعرفها بقدر كان  الموقف العربي  الرسمي او الشعبي《 موقف المتفرج》 الذي كان وما يزال خطأ فادحا من  نتائجة الكارثية والمؤلمه أنه ساهم في التخلي عن سوريا في ظرف استثنائي وخطير وحساس وجعلها تواجه قوى الاستعمار والاطماع الإيرانية التركية ومن لف لفهم بمفردها في وقت كان بإمكان القوى العربية الرسمية والشعبية الوقوف إلى جانب سوريا العروبة دولة وشعبا واحتواء الأزمة من بدايتها  بغض النظر عن اي شيء.

كما اعطى فرصة لقوى الاستعمار الإقليمية الايرانية والتركية وقوى دولية الطامعة بسوريا  التي استغلت اشتعال نيران الأزمة السورية لتحقيق اطماعها الاستعمارية وفرصتها التي حلموا بها منذو سنوات لتدمير سوريا واحتلالها عسكرياً او سياسياً تحت عنوانين استعمارية كلها سوى كانت تحت مبرر  دعم نظام الرئيس بشار الأسد او دعم المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد والدولة السورية  وعززت تلك القوى الاستعمارية الإيرانية التركية ومن لف لفهم  من  تدخلها  العسكري والسياسي السافر في الشأن العربي السوري فأصبحت إيران  وتركيا وقوى دولية اخرى تحتلان سوريا و تتواجد  قواتهما ومليشاتهما وأدواتهما  ومن خلفهم أمريكا يصولان  ويجولان  ويعبثون ويدمرون سوريا ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك وامام مرىءومسمع من الدول العربية والأسرة الدولية والمنظمات الاممية. 
ما يحدث اليوم في سوريا شيء خطير للغاية من تدمير للدولة السورية  وبناء قواعد عسكرية إيرانية او تركية او غيرها واحتلال لأجزاء من  أراضيها وتفخيخها بالإرهاب  وتحت اي عنوانين كانت فهي  تبقى في دائرة استهداف سوريا ككل ليس النظام السوري للرئيس بشار الأسد مستفيد ولا المعارضة مستفيدة وليس بإمكان  اي احد ان يتشدق ويبرر لتوجود اي قوات اجنبية سوى كان من دوائر صناعة القرار في نظام الرئيس بشار الأسد فيما يخص تواجد المحتل الإيراني وقواته ومليشياته لجانب النظام او المعارضة السورية  فيما يخص تواجد قوات المحتل التركي والقوى الدولية  الأخرى لجانبها .
وبما أن تصاعد حدة الحرب والصراع المستمر في سوريا وتنامي تواجد قوى الإرهاب والاحتلال الإيراني والتركي والأجنبي ليس من مصلحة أحد فلا المحتل الإيراني سيحقق اطماعه الاستعمارية مهما فعل او استغل اوحشد او  تواجد او توارى  تحت اي عنوانين ولا المحتل التركي والقوى الدولية الأخرى  سيحقق أهدافه الاستعمارية مهما فعل او حشد او توراى تحت عنوانين دعم المعارضة .
استمرار الأزمة السورية في عامها الثاني عشر خلف مآسي رهيبة وتدميرا لمقومات الدولة والشعب السوري وتنامي قوى  الإرهاب والاحتلال التي اصبحت تتصارع فيما بينهما على الساحة السورية ليس  المستهدف نظام الرئيس بشار الأسد والدولة السورية  اوالمعارضة  فحسب وإنما اصبحت تستهدف الامة العربية أنظمة وشعوبا من المحيط الى الخليج  لاعتبارات كثيرة كما تستهدف الأمن والاستقرار العربي والدولي  .
وهذا ما يجعلنا ان نؤكد ان الازمة السورية يجب ان تنتهي وتتوقف، وان الموقف العربي الرسمي والشعبي لا اقول عاجزاً بل قادراً على انتشال سوريا وإخراجها من أزمتها والوقوف الى جانبها ودعمها والانتصار لقضاياها وهذا يحتاج الى موقف عربي  رسمي وشعبي واحد وشجاع  لانهاء الازمة وإيقاف الحرب وهذا سيتحقق من خلال البنود التالية:
١_ توحيد الموقف العربي الرسمي والشعبي الواحد الرافض لتدخل فى الشؤون الداخلية لسوريا من قبل إيران وتركيا والقوى الدولية الأخرى .
 ٢_ الدعوة إلى  احترام سيادة ووحدة واستقلال  سوريا والتأكيد على ظرورة إن سوريا عربية والتخلي عنها ليس من صالح الأنظمة العربية  وإنهاء الحرب واجب عربي اولاً واخيراً.
٣_ المطالبة بخروج كل القوى الغازية والأجنبية من سوريا بالطرق المشروعة السلمية او قطع العلاقات الدبلوماسية او انتهاج سياسة الخيارات المفتوحة اذا استدعت الضرورة لذلك . 
٤_ الدعوة إلى عقد قمة عربية للقادة والملوك والرؤساء العرب والادارة الروسية والامريكية والأمم المتحدة  والجلوس معاً بضرورة إنهاء وخروج القوات الأجنبية من سوريا كخطوة اولية لإنهاء الأزمة السورية وإيقاف نزيف الدم السوري. 
 ٥_ تفعيل المصالحة العربية _السورية  .
٦_ اعادة تطبيع  العلاقات الدبلوماسية  وفتح السفارات بين سوريا والدول العربية. 
٧_انهاء العزلة العربية لسوريا واعاده مقعدها في جامعة الدول العربية. 
٨_تشكيل لجنة عربية تتولى مهمة التنسيق مع مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بظرورة خروج كل القوى الاجنبية وإنهاء الأزمة السورية  وإيقاف الحرب واحلال السلام .
٩_ تتولى الجامعه العربية  والأمانة العامة لدول الخليج العربية والأمم المتحدة  مهمة التواصل لتفاهمات ملزمة مع ” النظام السوري بشأن إخراج قوات ومليشات إيران وحزب الله من سوريا في المقابل مع المعارضة بإخراج قوات ومليشات تركيا الداعمة لها وغيرها “وتهيئة  الاجواء لسلام سوري نهائي ومثمرة .
١٠_ وقوف ودعم  الأنظمة العربية والادارة الأمريكية والروسية مع كل الشركاء الدوليين والمانحين  والدولة السورية وتخصيص صندوق اعادة اعمار ما خلفته الحرب في سوريا .
اعتقد ان هذه البنود تمثل فرصة سانحة امام كل القادة والملوك والرؤساء العرب والادارة الروسية والأمريكية  وخارطة طريق لإيقاف الحرب  والعبور نحن السلام الشامل في سوريا الذي سيقطع الطريق أمام كل المحاولات الإيرانية _التركية ومن لف لفهم  الرامية إلى تدمير سوريا وتحويل سوريا إلى قاعدة انطلاق لتهديد  للامن والاستقرار العربي والدولي وتهديداً للمصالح الأمريكية والروسية على حد سواء    وليس هناك مستفيد من استمرارها. 
 لكن السؤال الذي يطرح نفسه:هل سيقبل القادة العرب بهذه الدعوة التي تمثل خارطة طريق لإيقاف الحرب في سوريا التي ستقتطع الطريق أمام كل الأطماع  الرامية لتحويل سوريا كقاعدة انطلاق لتهديد الأمن والاستقرار العربي والدولي ؟ ولما لا يفعلها القادة العرب اليوم قبل الغد ؟
باحث في التنمية الديمقراطية والقانون الدولى _ الجمهورية اليمنية *

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com