بغداد- بيروت- قريش:
يبدو الخبر عاديا في مظهره العام، لكن ما وراءه يمثل مفاتيح التحديات في المنطقة وفي مقدمتها العراق ، فقد
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، حرص العراق على نهجه الوسيط والمتوازن إزاء القضايا الإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال تلقّيه مساء الأحد (4 كانون الأول 2022)، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وجرى خلال الاتصال، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسوداني، البحث في عدد من الملفات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تنمية الشراكة العراقية الفرنسية في مختلف المجالات.
و أكد السوداني للرئيس الفرنسي، حرص العراق على “نهجه الوسيط والمتوازن إزاء القضايا الإقليمية والدولية، واستمرار العمل من أجل إنجاح وتحقيق أهداف مؤتمر بغداد بنسخته الثانية المقرر عقدها في العاصمة الأردنية عمان”
فيما قالت مصادر فرنسية لمراسلة -قريش -في بيروت ان فرنسا وضعت العراق منذ اكثر من سنتين في استراتيجيتها للسنوات العشر المقبلة، وان الاليزيه يرى ان العراق اعطى موشرات في غاية الوضوح في الاتجاه نحو المعسكر المنافس الجديد وهو الصين وان روسيا ترسخت قدمها في سوريا التي تعد مهمة جدا لفرنسا وان لبنان لايزال تحت النفوذ الايراني من خلال حزب الله . واضاف المصدر ان الرئيس ماكرون يطمح الى تشكيل قوات ذات مصالح اقتصادية لدو ل الشرق الاوسط تشابه تجربة دول الساحل في افريقيا.. واكد المصدر الفرنسي ان باريس ترى ان الفراغ الامريكي في الشرق الاوسط وقلبه العراق يزداد يوما بعد يوم وان الوقائع ستنتج ارضية المحور الاقليمي الجديد بقيادة ايران ومفاتيحه في العراق واذرعه في سوريا و لبنان وبتغطية صينية روسية، لاسيما ان موسكو تقر بت مع بكين التي ساندتها في حرب اوكرانيا ومن هنا لا تمانع ان تكون الصين البديل لامريكا في العراق .
وقال المصدر ان الاطار التنسيقي الشيعي الذي ينتمي اليه عادل عبدالمهدي رئيس الحكومة الاسبق الذي زار الصين ووقع معها تفاهمات اولية ، هو نفس الاطار الذي نسمع اصواتا منه اليوم تدعو لاحياء الاتفاقية الصينية، وهذا خطر ضد فرنسا التي تتطلع لاستمرار عقد شركتها -توتنال – في استثمار غاز البصرة.
وختم المصدر بالقول ان ماكرو،ن يدرك صعوبة مهمته بسبب كون الاردن محسوم التحالف مع امريكا، لكنه يريد جعله حالة متفاعلة مع الافكار والمشاريع الفرنسية وغير معارض لها في حال عدم تشجيعها والمشاركة فيها.
عذراً التعليقات مغلقة