جبار عبدالزهرة
لم تترك السياسة شيئا جميلا في حياة الانسان إلا ودخلت الهيه وشوهت معالم صورته الجميلة وخربت ابعاد كيانه الزاهية ودمرت هندامه المشرق بادوات اهدافها غير النبيلة وباوراقها التي تلعب بها مع الاخر بافعال الشر واغراض الباطل
وكل ذلك وآخر كثير غيره ياتي بسبب من تعلق جانب كبيرمنها بالاهداف غير الانسانية للدول وللحكام والتي لم تترك شيئا جميلا في حياة الانسان إلا ولطخت جمال صورته بسخامها الاسود وغيرت معالم بهاء طلعته بقبح افعالها الدنيئة وحولت الرياضة الى آلة تحركها لخدمة ما تريد وجعلت منها ورقة تلعب بها مع الاخر غير المتوافق معها 0
لذلك اجد انه على العالم الذي هدته المآسي التي حصلت للانسانية بعد الحرب العالمية الثانية الى تاسيس هيئة الامم المتحدة ووضع لها مواثيق وقوانين ترعى حقوق الانسان العامة وتقف بوجه التوجهات المغرضة للانسان على مستوى الدول وتمنعه من تسخير بعض الادوات والاوراق التي في متناول يده لخدمتها 0
يتوجب على هذا الانسان معالجة مسالة الرياضة التي تجل بعض الدول منها مطية تمتطي ضهرها لغايات تخصها ويسعى الى ان تكون الرياضة خارج سياق الربط بينها وبين المواقف السياسية الخاصة بالدول على التناغم والتوافق او على مستوى العداوة والبغضاء فكرة القدم وكذلك جميع الالعاب الرياضية كان الهدف الانساني التاريخي منها من اليوم الايام الاولى لابتكار اي نوع من انواعها التي لا تعد ولا تحصر منها ويجب ان يبقى كذلك الى الازل هو الحصول على المتعة الجسدية والتسلية النفسية من متاعب الحياة واثقال صعوباتها وتوليد شعور لدى الانسان بالراحة والاستئناس من خلال متابعته للحدجث الرياضي الذي يجري امام عينيه ونسيان هموم الحياة وضغوطها النفسية والعضوية غير ان بعض الناس وخاصة على الصعيد السياسيى وتحديدا بين حكومات الدول التي توجد بينها مواقف ثارية لمصالح معينة او اهداف سياسية وغايات اقتصادية فتسحب الرياضة من مجالات ممارستها في الملاعب ككرة القدم او من القاعات المغلقة كالعاب رياضة التنس وغيرها وتجعل منها اداة لتضرب بها مصالح الدولة الاخرى التي تقف منها في اطار الندية السياسيية او الاقتصادية وفي ذلك اساءة كبيرة لمفهوم الرياضة الانساني ولسياق مسارها العام في توفير الامتاع والمؤانسة للناس ومداراة مشاعرهم واحاسيسهم 0
ونظرا لاستغلال الرياضة بشكل بشع من قبل بعض الدول لاغراض سياسية او غيرها بعيدة عن صورتها الانسانية الجميلة ومقاصدها الانسانية النبيلة لا بد من ان يتم تشريع قانوني في هيئة الامم المتحدة يمنع من استغلال الرياضة استغلالا سياسيا او اقتصاديا او عسكريا سيئا وبعيدا عن الاغراض الانسانية العفيفة للرياضة بمختلف الوان محافلها واشكالها وصور مماراستها 0
هذه مقدمة اردت ان ادخل من خلالها الى عالم مباراة امريكا وايران لكرة القدم في مونديال قطر للعام الحالي 2022م ، وانا اقول، صحيح ولا غبار عليه ان المبارة شهدت اهتماما عالميا استثنائيا وحضورا ومشاهدة جماهيرية واسعة ويعود ذلك الى التقاطع الشديد في العلاقات والمواقف السياسية بين البلدين على خلفية البرنامج النووي الايراني منذ عقود من الزمن القريب0
غير انني اكتب هذا وانا اتابع مسارات الاحداث التي تمخضت عنها مواقف الناس بشكل عام بعد فوز فريق الولايات المتحدة الامريكية بهدف واحد ضد لا شيء على نظيره الايراني في هذه المباراة ضمن تصفيات بطولة كاس العالم لكرة القدم الجارية في دولة قطر هذه الايام هناك كان هوس وانفعال واكثرالمواقف الانفعالية التي ادهشتني هو الموقف المنفعل والبعيد عن التدقيق في حساباته على الصعيد السياسي والدبلوماسي هو موقف رئيس الولايات المتحدة السيد جو بايدن 0
هذا الموقف قالت عنه بعض وسائل الاعلام:- شوهد بايدن في مناقشة مع الجماهير المتجمعة في ميشيغان، وذلك في الوقت الذي أطلق فيه الحكم صافرة نهاية المباراة، وتأهل المنتخب الأمريكي للدور ثمن النهائي للمونديال، حيث أُخبر بالبشرى السارة وطلب منه التعليق على هذا الإنجاز، ليركض في لقطة عفوية نادرة، بخطوات سريعة نحو منصة القاعة، لمشاركة الجميع بالانتصار المظفر.
وقال الرئيس بنبرة المنتصر في معركة سياسية “أمريكا! أمريكا! أمريكا، إنها مباراة كبيرة يا رجل، لقد تحدثت مع المدرب واللاعبين أخبرتهم أنه بإمكانهم فعلها. وعندما ذهبوا فعلوها، الله يبحبهم، على أي حال. أعتقد أنكم ترغبون في سماع هذا”، إشارة إلى استكمال النشيد الوطني الأمريكي0.
اما على صعيد الطرف الايراني فقد ابرزت بعض وسائل الاعلام العالمية تحت عنوان ( تعليقات صادمة ) تعليقات وكتابات تناولت صورة مواقف متناغمة مع الاحتجاجات الجارية في ايران اضافة الى مقاطع فيديو وثقت فيها مجموعة من ردود الافعال والاحتفالات الايرانية فرحا وحبورا بخسارة منتخبهم لكرة القدم أمام منتخب أمريكا .
اما انا فقد شاهدت المبارة عبر شبكات الانترنت وكانت الكامرات الناقلة للمباراة تسلط اضوائها على الجماهير الايرانية الغفيرة الحاضرة في ملعب الثمامة وكان هتافها واضحا ( ايران ، ايران ) وهم يلوحون بايديهم بالاعلام الايرانية 0
وقديما قال الشاعر العربي :-
فعين الرضا عن كل عيب كليلة — ولكن َّ عين السخط تبدي المساويا
عذراً التعليقات مغلقة