قبل القراءة .. حق الرد مكفول للجميع
“قريش”
جبار عبدالزهرة
/ النجف/ العراق
في كل عام ميلادي يتجدد الصراع البارد بين مختلف اطياف ومكونات المسلمين الاجتماعية في كل مكان وزمان على خلفية هي موقف الدين الاسلامي الحنيف من تصدي جماعة من المسلمين بالمبادرة الى تنهئة المسيحين باعياد الميلاد رغم وضوح موقف الشريعة الاسلامية من هذا الامر وضوح الشمس لذي عينين وملخصه :- ان تهنئتهم من وجه نظر الاسلام الشرعية (ممنوعة منعا باتا وغير جائزة ومن يفعل من المسلمين فهو آثم وهو اخف حكم شرعي اسلامي بحقه ) 0
ولكن من غرائب المواقف من مسالة هذه التهنئة ان ياتي موقف مؤيد للتهنئة من شخصية مثل (شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب) وهو شخصية محسوبة على كبار علماء المسلمين ولها وزنها الكبير في المحافل الاسلامية بشكل عام الكبير منها والصغير وكذلك لها منزلة في منتديات تدريس العلوم الاسلامية من مستوى التعليم الابتدائي او ما يسميه بعض المذاهب ( السطوح ) الى مستوى التعليم الجامعي العالي 0
قد اكون جانبت الصواب في جانبه الشديد الوضوح في قولي ان هذه الشخصية لها موقف مؤيد لتهنأة النصارى باعيادهم لا بل تصدى للتهنئة ومارسها عمليا وهو صمام كبير للافتاء وموقع اجتهاد منيف عند المسلمين وقد مارسها بشكل تام الوضوح وعزيز المعنى وامين القصد لا يقبل الشك ولا يرضى بالظنون لان بعض الظن ( اثم ) كما جاء في كتاب الله وهو في كامل ارادته الجسمية وواسع لياقته الفكرية 0
هذه الشخصية الاسلامية المرموقة والذائعة الصيت الحسن بين اوساط المسلمين في كل دول العالم اليوم كما قلت قبل هو الشيخ الدكتور احمد الطيب شيخ جامع الازهر المصري الذي وجه تهنئة للمسيحين باعياد الميلاد وهما عيد الشكر وعيد ميلاد الكرسمس (crsstmiss)(عيد الشخص المخلص الذي يخرج في يوم ما وينقذ العالم المسيحي من الظلم والعسف والطغيان الذي اصابه على يد البشر الاخرين الذين يكنون العداء للمسيحيين وعالمهم الارضي بحسب زعمهم الديني )0
لقد جاء في التهنئة التي نشرها على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي الشيخ الطيب بالنص التالي :- () أهنئ إخوتي وأصدقائي الأعزاء البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس أساقفة كانتربري الدكتور جاستن ويلبي، وبطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والإخوة المسيحيين في الشرق والغرب بأعياد الميلاد، وأدعو الله أن يعلو صوت الأخوَّة والسلام، ويسود الأمان والاستقرار في كل مكان () 0
وهنا لابد لي من التعليق على قول الشيخ ( اهنىء اخوتي ) بمقالة ليست لي وانما للامام علي (ع) والتي يقول فيها :- ( الناس صنفان ، اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) فقول الشيخ اخواني يكون انه اخرج نفسه من الاسلام وادخلها في دينهم فالنصارى ليسوا باخوان للمسلمين كما سنرى لاحقا ووفق قول الامام علي وانما هم نظراء لهم في الخلق 0
ولكن بعد نشر هذه التهنئة من قبل الشيخ اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات من التاييد والثناء والمديح للشيخ تارة وبعبارات من الرفض والتنديد بالشيخ تارة اخرى ومن المرفوض ولا يقبله رضى عامة المسلمين ان الشيخ احمد الطيب يحمل شهادة الدكتوراة في العلوم الاسلامية وعليه فهو صاحب يد طولى في فهمها ومعرفة احكامها في كل شاردة وواردة في حياة الناس وممارسة واسعة في تطبيقها والقائها على الناس على مستوى التدريس والتعليم وعلى مستوى نصيحة المسلمين وارشادهم الى امور دينهم في العبادة السديدة وتوجيههم في امور دينهم وفي حياتهم في التعاملات فيما بينهم وبين الناس الاخرين من اهل الارض 0
هذه مقدمة رغم انها طويلة بعض الشيء إلا انني الج فيها الى موضوع التهنئة الصادرة من (الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر) للمسيحيين باعيادهم والتي ادت الى بروز اصوات مؤيدة له باسم التحرر والانفتاح على الانسان الاخر والتواصل معه وضرب كل ما يمنع ذلك عرض الحائط لأنه من الادلة على التخلف والجهل وعامل يبعث على القطيعة القديمة بين اهل الارض قطيعة العصور المظلمة ويحييها ويسعى في هذا العصر عصر التقدم التكنلوجي والازدهار العلمي وسرعة معطيات العصر في التواصل الحضاري والتقارب التاريخي والاندماج الاجتماعي والتلاقح الانساني ويتحرك على اساسها كمرجعية خلفية لاقامة علاقة مع اهل الارض ضيقة ونادرة التواصل ان لم نقل منعدمة التواصل بصورته العصرية والواسعة اليوم ومفرغة منه تماما 0
لذلك كتب احد المؤيدين على صفحة الشيخ احمد بحماسة :- ( أشكال ضالة تهاجم فضيلة شيخ الأزهر لأنه يهنئ العالم بميلاد السيد المسيح، ألم تروا كيف دمر فكركم بلدنا، نحن نعيش في ظلام، في وقت تتخلص السعودية من فكركم العفن، أتمنى مصر تتخلص من هذا الفكر حتى تنطلق إلى الأمام، وتحية إلى فضيلة شيخ الأزهر على تحمل هذا الهجوم المتخلف” وفق تعبيره.
واصوات اخرى رافضة نددت بالشيخ وانتقدته بشدة واعتبرت ان هذه التهنئة هي خروج من الدين الاسلامي الحنيف من قبله وقال له احد المعلقين (ندعوا شيخ الأزهر للدخول في الإسلام من جديد ) وهي ايضا تنسف ركنا مهما من اركان الدين والشريعة الاسلامية السمحاء التي جاءت في مكوني الدستور الاسلامي وهما كتاب الله القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة وهو لا يجوز اطلاقا على المسلم مولاة اليهود والنصارى باي شكل وتحت اية ذريعة 0
وفي التواصل مع هذا السياق بشقيه الرافض لسلوك الشيخ والراضي به الج ميدان الطرح المتعلق بهما قائلا : – في القرآن رسم الله صورة واضحة الابعاد و مجسمة الملامح ومحددة مساحة البناء بدقة متناهية لعلاقة المسلمين مع اصحاب الاديان الاخرى بما فيها الاديان السماوية التي سبقت الاسلام ومنه الدين اليهودي دين موسى (ع) ودين عيسى (ع) مع اهمال الاديان الوثنية التي اتسمت بصفات الالحاد وهو عدم الاعتراف بالله والذي يتمظهر حديثا بقولهم :- ان الطبيعة هي التي صنعت الانسان وكل الاشياء من حوله وان الانسان وكل كائن حي يحمل في جسمة بذرة وجوده وبذرة فنائه بحسب احدهم وهو( كارل ماركس) وغيره من الماديين من فلاسفة مثل ( جون لوك ) ومفكرين مثل (فلاديميرلينين) و( ماوتسي تونغ )0
اما الشرك وصورته الظاهرة للعيان فهي من خلال اعتبارشريك لله في ملكه وخلقه ومثال ذلك العرب المشركون الذين يتجلى شركهم في طقس من طقوسهم العبادية الوثنية وهو التلبية اذ يقولون ملبّين :- لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، الاّ شريك هو لك ، تملكه وما ملك 0
واما الكفر فهو خاص برسالة النبي محمد (ص) فمن لم يؤمن بها فهو كافر من العرب ومن غيرهم من اهل الارض من الاولين والاخرين فالاسلام هو آخر الاديان السماوية ويتجلى وجوب اتباعه على الناس كافة بقوله تعالى (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين) وبقول النبي (ص) :- بعثت الى الناس كافة 0
وعند العودة الى صورة خارطة الطريق التي حدد الله سبحانه بها وشائج العلاقة الانسانية في جانبها الديني بين الناس وخاصة علاقة المسلمين باليهود والنصارى فقد قال تعالى :- ( ومن يتبع غير الاسلام دينا فلن ُيقبلً منهُ وهو في ألآخرة من الخاسرين — آل عمران/85)
ومن المعاني التي تحملها كلمة (الخاسرين) هو معنى الافلاس افلاس المسلم من رحمة الله والدخول الى عالم سخطه وعدم رضاه بسبب التعبد في ما يتعبد به اليهودي والمسيحي فهذا نهي واضح ويمتاز بالصراحة والشفافية في وجوب عدم الانسجام والتاييد والتناغم مع اليهود والنصارى في امور كثيرة ومنها طريقة تعبدهم 0
وعند العودة الى الرافد الاخر لدستور الاسلام وهو السنة النبوية الشريفة في تحديد اطر علاقة المسلمين بغيرهم من اهل الكتب السماوية في النافذة العبادية خاصة نجد ان النبي محمد (ص) ينهى عنه ويقول للمسلمين:- (”والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم)
فاذن الانسجام مع اصحاب الديانات السماوية التي سبقت الاسلام والاخذ به في سياقات العبادة التي يتعبدون بها وان كانت اديان سماوية فان ذلك مرفوض من قبل السنة النبوية الشريفة ويعتبر من قبل المسلم الذي يتبناه متعبدا به ضلالة والضلالة كفر والكفر في النار وهناك حديث نبوي شريف آخر يؤكد فيه النبي محمد(ص) من خلال ذكره لموسى (ع) ان انبياء الاديان الاخرى لو بعث اي منهم بعد نبي الاسلام محمد لا يسعه الا اتباع النبي محمد (ص) فيقول (ص):- ( لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي ) وفي هذا الحديث الشريف نهي للمسلمين من اتباع انبياء الاديان الاخرى لان السياق الالهي في تسلسل بعث الانبياء من قبل الله يقتضي ان النبي السابق يتبع النبي اللاحق لان دين النبي اللاحق اوسع من دين النبي السابق في اطار قوانين العبادة وقوانين التعامل بين الناس0
ويشمل ذلك اتباع النبي السابق في التحرك نحو الانسجام مع اتباع النبي اللاحق وهو ما يعني انه على اليهود والمسيحيين ان يوالوا المسلمين ويدينوا بدينهم وليس العكس كما يفعل بعض المسلمين ومنهم شيخ الازهر المصري الدكتور احمد الطيب 0
وانهي كلامي عن الامر امر تهنئة الشيخ احمد الطيب للنصارى بمناسبة اعيادهم التي هي اعياد ظالمين في شرع الله باية كريمة امر الله المسلمين بها باجتناب مولاة اليهود والنصارى ولو على ابسط مستوى علاقات الموالاة في قوله تعالى ( يا ايُّها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياءَ * بعضُهُمْ اولياء بعضٍ * ومنْ يتوّلهم منكم فانّهُ منهم * ان الله لا يهدي القوم الظالمين / المائدة / 51) في هذه الاية نهي رباني واضح للمسلمين بالابتعاد عن موالاة اليهود والنصارى ومن يخالف النهي في هذه الاية الكريمة ويتواصل في اطارطريقة التعبد في اديانهم فهو من (الظالمين) والظالمون من اهل النار نعوذ بالله منها 0
ثم اني احب ان اسال الشيخ احمد الطيب الم يكن طوال عمره قد قرأ سورة ( الفاتحة ) في مناسبة ما مثل يوم عقد قرانه على حليلته او انه قراها في مجلس فاتحة اوعندما يصلي الصلوات الخمس يقرأ فيها هذه السورة المباركة والتي في آخرة آية فيها يقول الله سبحانه ( اهدنا الصراط المستقم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
ومن هنا يبرز تساؤل آخر اطرحه على الشيخ الطيب اذا كان الضالون هو وصف وصف الله به النصارى فكيف سمح لنفسه في ان يقدم على تهنئتهم في اعياد ضلالتهم ؟؟
دسوقي عبداللطيف- اسيوط منذ سنتين
نشد على يد الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب لموقفه الكبير والانساني الذي يجسد روح التسامح والمحبة في الاسلام .
علي راضي السالم – بغداد منذ سنتين
المقال فيه روح التفرقة ومليء بالاكاذيب والتفسيرات المغلوطة ولا يجوز اي واحد يكتب في امور دينية لا يعلم منها ومن ظروفها التاريخية اي شيء . اسأل الكاتب ، عند من كان درع علي بن ابي طالب مرهونة عند وفاته ، وما سر هذي العلاقة اذن ؟
راوند السكاف- السويد منذ سنتين
كاتب المقال المحترم هو عينة من عينات جاءت مع الحكم الشيعي للعراق والتي ادت الى هجرة المسيحيين سكان العراق الاوائل قبل المسلمين والامام علي نفسه والسلام