بقلم: داوود يونس بيسفكي
كاتب كردي شعبي ساخر
دهوك / كردستان العراق
(وسترجع يا ولدي مهموماً مكسور الوجدان…. نزار قباني، و ستعرف بعد رحيل العمر انك كنت تطارد خيط دخان).
رنَّ هاتفي المحمول في صباح صيفي من عام 2022.
الووو
اين انت؟
لقد وصلت لتوي الى دهوك.
قادم اليك حالاً
وهرولت الى لقائه في دهوك
لأول مرة أراه
التقينا في مقهى طيار الشعبي
كانت تلك اول مرة ارى فيها بدل رفو، الاديب والشاعر والرحالة، السندباد الكردي.
لن اتحدث عن بدل رفو كما تحدث عنه غيري بالحديث عن اعماله الادبية ورحلاته حول العالم، بل سأتحدث عن بدل رفو الانسان
هذا الانسان
هذا الكائن اللطيف يمتلك روحاً من المحبة والتواضع ستدهشك عندما تعرفه عن قرب.
كان اليوم الاول لوجوده في دهوك و لقائي به حافلاً بمشاعر الالفة والمحبة، تجولنا في اسواق دهوك، وكنت اول صديق له يلتقي به هنا، وكان بين معارفه كالملوك الشعبيين، يسلم على هذا ويصافح ذاك.
هذا الانسان النبيل يمتلك شخصية جذابة بفعل تواضعه ونقاء قلبه،
ولا اظن ان الكراهية تحتل اي بقعة من قلبه النقي، عندما حان وقت الغداء، أصرَّ صديقي على ان نتغدى في مطعم شعبي، وبالفعل تغدينا في مطعم شعبي، و توالت لقاءاتنا في الايام التوالي من وجوده في دهوك، فزرته في شقته التي هي متحف بكل ما في الكلمة من معنى، فيها الانتيكات من كل بقاع المعمورة،
ثم بعدها زارني في البيت برفقة صديقين أخرين فقطفنا له الرمان من البستان المنزلي وكانت ليلة لا توصف من المرح والمحبة، وعندما غادرنا الى بلده الثاني النمسا احسسنا بفقده و بفراغ مكانه بيننا، حقيقة نبل هذا الانسان لا يوصف، ذات مرة اتصل بي وقال لي:
عندما تكون في حالة يأس لا تحتك بأي انسان، بل اتصل بي وافرغ شحنات يأسك معي، ونعم الصديق والاخ الاكبر انت يا بدل رفو
كم انت كبير!!
عذراً التعليقات مغلقة