الدكتور محمد عياش
– كاتب وباحث سياسي
بات من المؤكد أن تأسيس الجامعة العربية قبل النكبة الفلسطينية بثلاث سنوات ، في حكم التخطيط الممنهج ، وإحكام الدائرة لاحتلال فلسطين على مراحل كما جرت المقادير ، بدءا ً من محاولات هرتزل ومغازلة السلاطين العثمانيين ، ومرورا ً بتوصيات رئيس وزراء بريطانيا آنذاك كامبل بنرمان 1907 وانتهاء ً بوعد بلفور 1917 . يعني ذلك أن تأسيس جامعة الدول العربية 1945 لم يكن محض صدفة أو معادلة فرضتها النوايا الخبيثة للصهيونية ومحاولاتهم الأنفة الذكر لاحتلال فلسطين .
يعود ‘‘ الفضل ’’ بتأسيس الجامعة العربية لرئيس وزراء المملكة المتحدة وقتذاك إنطوني إيدن 1897 – 1977 ، والذي يعد بدوره القابلة القانونية لولادة هذه المجمع العربي ، والهدف كما صرح به عندما قال ، “إن الهدف من تشجيع العرب على تأسيس جامعة عربية هو لتوحيد الصراخ ودب الخلاف والاختلاف فيما بينهم والتهافت على المناصب والأدوار القيادية .. ” .
إنّ اختيار المقر العام لهذه الجامعة في العاصمة المصرية القاهرة فيه شيء من الشك والريبة ، حيث انتقل مقرها مرة واحدة عقب زيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات إلى الكيان الصهيوني 1982 ، لتكون تونس مقرا ً مؤقتا ً ، وبعدها عاد 1990 إلى هذه اللحظة ، لماذا القاهرة ؟ .
عند الحاجة لمعرفة المعلومات عن هذه الجامعة في محركات البحث ، تجد أنها معنية بالاقتصاد ، والنقل الجوي ، والتنسيق العلمي دون ذكر لأي عمل عسكري أو تنسيق أو حتى ميثاق حماية متفق عليه من كافة الدول العربية عند الاعتداء على أي دولة ، على غرار حلف الناتو والدول الأوروبية المنضوية تحت لواءه ، كما تسير الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا ومن خلف الأخيرة حلف الناتو الذي يدعم كييف وهي خارج الحلف حتى اللحظة !
إن اختيار المقر العام لهذه الجامعة في العاصمة المصرية القاهرة فيه شيء من الشك والريبة ، حيث انتقل مقرها مرة واحدة عقب زيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات إلى الكيان الصهيوني 1982 ، لتكون تونس مقرا ً مؤقتا ً ، وبعدها عاد 1990 إلى هذه اللحظة ، لماذا القاهرة ؟ .
إن المواطن العربي من المحيط إلى الخليج ، يتوق لأن يكون هناك جسم أو هيئة أو حتى يتمنى للجامعة العربية أن تُعدل من ميثاقها وتضع الدفاع المشترك بنصب عينها ، وتأخذ دورها الكامل بالذود عن المصالح العربية ، والوقوف أمام المشاريع التقسيمية الخبيثة ، وتقف بوجه الصهيونية التي تستهدف المقدسات وعينها على ما تبقى من مشاريعها المستقبلية .
كثيرا ً هي الأحداث التي مرت بمرارتها وآلامها ، والوضع المزري للوطن العربي ، ووضعه تحت الوصايات من الدول العظمى ، وحرمانه من التمتع بثرواته الهائلة وممراته الحيوية ، وحتى سلة الوطن العربي الغذائية ( السودان ) تم تقسيمها إلى شطرين شمالي وجنوبي ، وعودته إلى العصور الوسطى ، برفقة الانقلابات والتناحرات السياسية والتجاذبات .. الخ .
أما فيما يخص القضية المركزية فلسطين ، لم تساهم الجامعة العربية بالحد الأدنى بالدفاع عنها بالرغم من الإجماع العالمي قبل العربي ، واكتفت بالإدانات والشجب والاستنكار ناهيك عن مصطلح القلق ! وثبات الأمين العام للجامعة العربية من مصر ! هل أصبحت الشقيقة مصر صمام الأمان للكيان الصهيوني عند هذا المؤشر ؟ .
حتى عندما يحين انعقاد قمة عربية برعاية الجامعة العربية ، تبدأ النكات والتهكم والسخرية من المخرجات والنتائج التي بات أغلب الشعب العربي يعرفها مسبقا ً ، وبالتالي عدم انعقادها أفضل .
ثعلب الدبلوماسية الأمريكية وزير الخارجية الأمريكي الأشهر هنري كيسنجر الذي لعب دوراً كبيراً في التوسط بين الإسرائيليين والعرب. قال كيسنجر ما معناه: “لا يمكن التقريب بين العرب وإسرائيل إلا من خلال حرب مدروسة يحقق فيها العرب نصراً شكلياً معنوياً، لا حقيقياً، وتتعرض إسرائيل لهزيمة شكلية أيضاً لا حقيقية، فتصبح الساحة جاهزة لإبرام اتفاقيات سلام ومن ثم التطبيع المنشود تحت شعار الانتصار الوهمي. “
وضع الجامعة العربية الحالي ، لا ثقل له ولا احترام ، والصورة الذهنية لدى غالبية الشعوب العربية يقول لسانك مبرد لا خير فيه ودرك در جاذبة دهين . أي لا لبن في الناقة .
عذراً التعليقات مغلقة