انا كعراقي ارحب بالقرار الامريكي في مراقبة البنك المركزي العراقي في سياسته المالية المليئة بالفساد والمحسوبية والمنسوبية اضافة الى الفساد الاداري والوظيفي فظاهرة الفساد العام وفي المقدمة منها سرقة المال العام من قبل طواقم الحكومة في رئاساتها الثلاث هي من اكبر التحديات التي تواجه مصير وحياة الشعب العراقي وتهدد آفاق الحاضر والمستقبل بكوارث ومخاطر جسيمة لايمكن تحديد او تقييم آثارها الماحقة على مجالات الحياة اليومية لاهل العراق 0
فضلا عن ان السياسة المالية العراقية هي سياسة فاشلة ومتهرئة ومضطربة ادت الى سوء التصرف بعائدات العراق المالية المتاتية من بيعه للنفط بشكل حصري فالعراق ليس بدولة صناعية يمتلك صناعة تحويلية فصناعته تشكل نسبتها (2%) من الناتج المحلي الاجمالي وقطاع الزراعة والصيد فيه ضعيف ونسبته في الناتج المحلي الاجمالي للعراق لا تغطي سوى (5%) لذا لا يستطيع العراق الاعتماد على ايرادات صادراته الصناعية والزراعية في تمشية احوال اقتصاده العام ودعمه نحو التحسن لخدمة الشعب في توفير الخدمات العامة له وتحصيل السلع والبضائع الضرورية لحياته اليومية وكذلك لبناء البنية التحتية للبلد وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة 0
فالعراق دولة ريعية تعتمد على عائدات تصدير الريع النفطي الذي يغطي تقريبا (93%) من الايرادات العامة للعراق وسرقت وتسرق من هذه العائدات الضخمة من الاموال العامة اموال الشعب مبالغ طائلة من قبل الحكام الفاسدين الخونة 0
لذلك ارى ان القرار الامريكي بمراقبة الاداء المالي للبنك المركزي العراقي صائبا كل الصواب خاصة اذا كان مشفوعا باعادة اموال العراق تحت وصاية البند السابع من القانون الدولي فانه سوف يوجه ضربة ماحقة للفاسدين من المسؤولين العراقيين ويحرمهم من السرقة لان الاموال سوف تصرف تحت اشراف المجتمع الدولي ومراقبة امريكية الا في حالة واحدة وهي ان امريكا تتبع سياسة رقابية تبقي نافذة الفساد مفتوحة لهم اذا كان الفساد لا يضر بمصالحها وهذا امر غير مستبعد لان امريكا هدفها انهاك الشعب العراقي عبر شل حركة اقتصاده ورفع اسعار السلع والبضائع المستوردة والمصنعة محليا من طريق رفع مستوى سعر صرف الدولار الامريكي في مقابل سعر صرف الدينار العراقي وبذلك توفر امريكا للحكومة العراقية الاجواء المناسبة لاتباع سياسة اقتصادية فاشلة تزيد نسبة البطالة وترفع حالة الفقر وتقوي معدلات التضخم 0
لذلك كمواطن عراقي اجد ان العراق مقبل على تدهور اقتصادي حاد وخطير ومن مسبباته الرئيسة هي خسارة العملة العراقية لجزء من قيمتها امام الدولار الامريكي والذي سيؤدي بدوره الى موجات متتالية من ارتفاع الاسعار العامة وانتشار عوامل الغلاء الفاحش وينتج عنه كتحصيل حاصل تآكل دخل الفرد العراقي فضلا عن انه سيمر بازمة وطنية واهلية وامنية وسياسية كبيرة لان امريكا لايمكن ان تحصر نشاطها في اطار الاشراف على السياسة المالية العراقية فان ذلك لن يحقق لها اهدافها مالم تضع يدها في كل صغيرة وكبيرة من مفردات الشان الداخلي العام للعراق لتضمن انسيابية مسار الحراك الحكومي والشعبي في العراق تحت تصرف قبضتها وان تجعل من كل حركة في العراق تمر من خلالها وتحت اشرافها وبالاتجاه الذي يخدم مصالها ونفوذها في العراق وفي المنطقة