بيروت- قريش :
قالت المنظمة الحقوقية العالمية الاشهر ، ”هيومن رايتس ووتش” إن السلطات المغربية قد تسلِّم مواطنا سعوديا ينتمي للطائفة الشيعية الى السعودية وقد يواجه خطر الاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والمحاكمة الجائرة. وتزامن التحذير مع زيارة قام بها وفد امني سعودي الى الرباط وترأسه نائب رئيس جهاز الامن. وبحسب بيان المنظمة فإنه قد
احتجزت السلطات المغربية حسن آل ربيع في مطار مراكش في 14 يناير/كانون الثاني 2023 بينما كان يحاول السفر إلى تركيا. يسعى المدعون السعوديون إلى محاكمة آل ربيع بتهمة التنسيق مع “إرهابيين” لمساعدته على مغادرة السعودية بطريقة غير نظامية، بناء على مذكرة توقيف راجعتها هيومن رايتس ووتش.
ويشكل الشيعة اغلبية في المنطقة الشرقية بالسعودية وهي مركز النفط السعودي .
وينتهج المغرب سياسة عدم التدخل في شوون دول اخرى لكنه يرتبط بعلاقات قوية مع الرياض ، ونظاما البلدين ملكي ، و في المغرب ملكي دستوري.
وترى المنظمة :
قد ينتهك تسليم آل ربيع التزامات المغرب الدولية بما فيها المادة 3 من “اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”، التي تنص على أنه “لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص، أو تعيده (“أن ترده”) أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقة تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب”.
قالت شيا: “إذا أُعيد حسن آل ربيع إلى السعودية، فقد يواجه مصيرا كئيبا كحال العديد من أقاربه. ينبغي للحكومة المغربية الدفاع عن الحقوق ومقاومة الجهود السعودية لإعادته قسرا”.
قالت الباحثة في الملف السعودي جوي شيا في هيومن رايتس ووتش: “نظرا إلى التعذيب المتفشي وانتهاكات الإجراءات القانونية الواجبة في النظام القضائي السعودي، ينبغي للمغرب ألا يعيد حسن آل ربيع قسرا إلى السعودية ويخاطر بالتواطؤ في الانتهاكات”.
وقالت المنظمة انه استهدفت السلطات السعودية في الماضي أفرادا آخرين من عائلة آل ربيع، منهما اثنان من أبناء عمومته اعدما في العام 2019 بتهم مزعومة تتعلق بالاحتجاج والإرهاب، وشقيق يواجه حكما بالإعدام بتهمة مزعومة متعلقة بالإرهاب. ينتمي آل ربيع إلى الأقلية الشيعية التي تواجه تمييزا منهجيا من قبل السعودية.
قال أحد أفراد الأسرة لـ هيومن رايتس ووتش إنه بينما كان آل ربيع في مطار مراكش، بعث برسالة إلى صديق تقول إنه لا يعرف ما الذي يحدث، لكن ثمة خطب ما. لم يتمكن أصدقاء آل ربيع وعائلته من الوصول إليه بعد إرساله هذه الرسالة.
حصلت هيومن رايتس ووتش على مذكرة توقيف صادرة عن النيابة العامة السعودية ومختومة من “إدارة التعاون الدولي”، تُظهر أن النيابة العامة أمرت باعتقال آل ربيع في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بتهمة التعاون مع الإرهابيين عبر التواطؤ والتعاون معهم على إخراجه من السعودية بصورة غير قانونية، في جريمة قد تصل عقوبتها إلى السَّجن 20 عاما. صدرت مذكرة توقيف مؤقتة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بناء على طلب السلطات السعودية.
مثُل آل ربيع أمام المحكمة الابتدائية المغربية في 14 يناير/كانون الثاني، ثم أُرسل بعدها إلى سجن “تيفلت 2” في انتظار قرار محكمة النقض بالرباط بشأن تسليمه، وفقا لوثائق المحكمة التي اطلعت عليها هيومن رايتس ووتش.
قال قريب آل ربيع لـ هيومن رايتس ووتش إن الأخير غادر السعودية أواخر 2021 هربا من مضايقات السلطات السعودية المستمرة. قال أحد أفراد الأسرة إن آل ربيع سافر بدايةً إلى أوكرانيا، ثم إلى إندونيسيا في بداية الغزو الروسي، قبل وصوله إلى المغرب في صيف 2022.وتضيف المنظمة على موقعها في الانترنت:
في 7 فبراير/شباط 2021، داهمت “رئاسة أمن الدولة” السعودية منزل العائلة في العوامية واعتقلت حسن آل ربيع مع شقيقيه علي وحسين. في حين أُفرج عن حسن وحسين بعد يوم من الاحتجاز، احتُجز علي لثمانية أشهر في سجن الدمام بمعزل عن العالم الخارجي.
اتهمت السلطات السعودية علي آل ربيع بارتكاب عدد كبير من الجرائم المتعلقة بالإرهاب، منها تسهيل تحركات “إرهابيين”، وفقا لوثائق المحكمة التي اطلعت عليها هيومن رايتس ووتش. في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حكمت محكمة على علي آل ربيع بالإعدام. طعن أحد أفراد أسرة علي في إدانة الأخير، قائلا إنه لم يكن ناشطا سياسيا.
في 13 مارس/آذار 2021،كان المغرب قد رحّل المواطن السعودي-الأسترالي أسامة الحسني إلى السعودية. قالت السلطات السعودية إنه مطلوب بقضية سرقة سيارة في 2015، رغم تبرئته في 2018 من ارتكاب مخالفات في القضية.
عذراً التعليقات مغلقة