هل تستطيع يا كاظم أن ترفض دعوة ملك أو أمير أو رئيس أن تغني في بلده لمناسبة كبيرة؟ لا نظن أنك تستطيع الرفض لأنك تخشى من مقاطعة تلك الدول لك، فكيف اذن “حسبتها” مع العراق العظيم؟
بقلم: المراقب السياسي
كاظم الساهر يمتلك رصيداً مليونياً من المعجبين في العالم العربي، يرجع اكثر من ثلاثة ارباع هذا الرصيد الى كونه عراقياً، ذاعت شهرته بعد ان غزا الاحتلال الأمريكي بلده، فقضية الصوت والموسيقى والموهبة تلك أمور لا توجد صافية ولا تتوافر عند الساهر نقية خالية من عوامل وجوده في مصر وبرعاية الميديا السعودية والخليجية عامة ، فضلا عن حفلاته في المسارح المخملية التي باتت ثوبا مخمليا آخر يرتديه، حتى بدا في اللقطة الاخيرة من مسيرته الطويلة انه لم يعد قادرا على ارتداء ثوب العراق وهو يدعوه للغناء في افتتاح بطولة الخليج العربي الخامسة والعشرين لكرة القدم في البصرة، وهي البطولة التي اعادت اسم العراق مُشعاً في سماء الخليج والعرب عامة.
العراق لا تنقصه المواهب والاصوات، فيه خامات أصوات ومواهب تذهل سامعيها، ولا تقارن الإمكانات الصوتية للساهر برغم الشهرة الاعلامية، بحسب المنطق العلمي الموسيقي والفني، وليس العاطفي والغوغائي الجمعي، بإمكانات صوت أيّ رادود حسينيّ في النجف الاشرف أو في كربلاء المقدسة. وليس موضوعنا هو التقييم الفني لخامة صوت واتقان مقام، ولكن لموقف مَن ظنّ انّ صوته أكبر من أصوات اثنين وأربعين مليون عراقي نادوه أن يأتي اليهم في ساعة فرح نادرة مروا بها ، وخذلهم الساهر بدم بارد غير مبال.
ليس الساهر وحده من الفنانين مَن تعرّض لتهديدات سابقة، إذا صح الادعاء بذلك، كونه غنّى في زمن النظام السابق أو له، فتلك مسألة لم تعد موجودة بعد أن جرى الاجتثاث والمساءلة على المشمولين على مدى عشرين سنة وأعيد دمج الاخرين، ولم يكن الساهر يمثل رقماً سياسياً ذا اهمية لكي يكون مستهدفاً من النظام السياسي الجديد.
كانت مئات الألوف في البصرة، ومن خلفهم ملايين العراقيين، تنتظر الساهر لتحتفي به مثل احتفائها بالأشقاء الخليجيين ضيوفها، وكانت فرصة لا يمكن تعويضها للساهر ليثبت انّ حبّ العراق ليس بعض تعابير الوجه والحسرات تحت زوم عدسات كاميرات فضائيات سعودية ومصرية ولبنانية في لقاءات مع فاتنات تلك الشاشات.
الحكم في العراق الذي دعا الساهر للمجيء كان كفيلا بتوفير الحماية له وتبديد مخاوفه، فتلك مناسبة حماها العراقيون من الرسميين والشعب بأقصى ما يمتلكون من إمكانات. فماذا يريد الساهر أكثر من تلك الضمانات ليأتي في مناسبة عظمى للعراق لا أظن ان مناسبة إقليمية وعالمية
قريبة المرور في العراق مثل خليجي 25.
إذن هو قرار الساهر المسبق والواضح في عدم المجيء الى العراق الذي انطلق أول مرة بين احضانه ومن خلال جمهوره ونظامه ايضاً، وتلك وقائع تاريخية وليست سياسية. إنّه قرار الساهر وقناعته في عدم العودة ولو من باب مجاملة عابرة.
ماذا ينتظر الساهر من العراق لكي يتنازل ويتخلى عن التزاماته في حفلات النُخب المخملية مرة واحدة ويأتي لمدة ساعتين او ثلاث ساعات لا أكثر الى العراق، فقد وصل المطرب ماجد المهندس برفقة المطربة الإماراتية أحلام وهما شهيران كشهرة الساهر وأكثر، وجرى الاحتفاء بهما، وما أحلى ان سجد المهندس على أرض مطار البصرة ليقبل تراب العراق في لحظة وصوله.
هل تستطيع ياكاظم أن ترفض دعوة ملك أو أمير أو رئيس أن تغني في بلده لمناسبة كبيرة؟ لا نظن أنك تستطيع الرفض لأنك تخشى من مقاطعة تلك الدول لك، فكيف اذن “حسبتها” مع العراق العظيم؟
هناك كثير من العراقيين، المهاجرين من الشخصيات والأعلام الكبيرة لها هواجس مقلقة عند التفكير للعودة للعراق بسبب ظروف مرت بهم او عليهم، لكنهم لو وجدوا واحداً بالمائة من الحفاوة التي كانت تنتظرك في البصرة والتي نالها المهندس وأحلام، لهبّوا عائدين اليوم فوراً.
إنّها سقطتك الكبيرة يا كاظم، لا علاج لها ولن تقوم منها ثانية في وجدان العراقيين الحقيقي، وليس في وجدان محلات تسجيلات الكاسيت والنوادي الليلية. ومن اين تأتي بنزار قباني آخر يخرجك من ورطتك بقصيدة تغنيها؟.
هنيئاً لك جمهورك العربي الكبير، لكن إعلم وأظنك بعد واقعة البصرة أنك لا تعلم، أنه ليس كمثل الجمهور العراقي الذي كسرت خاطره جمهور مماثل، وقد لمس العالم كله ذلك في البصرة.
العراق الذي كنتَ تُغنّي له في الخارج بحسب ظنّ الملايين من العراقيين، هو غير العراق الذي انتظرك أن تخرج من أجواء لياليك الخليجية الوثيرة بملايين الدولارات وتأتي لتقبل ذرة واحدة من ترابه. هذا ما قيل على لسان حال العراقيين المجروحين بموقفك كما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ومجالس الناس في كل مكان من العراق الغالي .
العراق لمَن يحبه حقاً وحقيقةً ويُلبي نداءه في الساعات الحرجة، وكانت البصرة والعراق معها تبحث عن كل عوامل نجاح ذلك التجمع الرياضي العظيم وظنّوا بك خيراً أن تكون معهم سنداً، ولكن سقطتك كانت أسبق إليهم من كل أكاذيب ادعاء حبّ العراق التي تصطنعها تحت أضواء ستوديوهات الفضائيات المترفة.
سامي الارناؤطي- الاسكندرية منذ سنتين
معليش انا عاوز اقول حاجة كده علماشي ، هو فيه عندكو بالبلد وزارة ثقافة تتولى الحكاية كلها والا مفيش؟
أبو محجل الدوسري- الكويت منذ سنتين
عيب موقفك يامطربنا العزيز من بلدك العراق ، عيب وفعلا كما قالوا سقطة الله يعينك على تحمل نتائجها من العراقيين
بنت الملحة- عمان منذ سنتين
عيني عيني لو يكدر يسويها مع المصريين جان شروا….فوك برج القاهرة
سناء العطية- الديوانية منذ سنتين
والله العظيم هذا الكلام يشفي غليل الملايين. يااخي عفية حكومة عدنا ما تتحرك غيرتها ازاء هذا المطرب الذي اهان الملايين وارض المقدسات، والله لو الامور بيد السيد
علي رضا- السويد منذ سنتين
كسياسي رافض للعملية السياسية لمليون سبب ،استهجنت موقف كاظم الساهر وظهر امامي اكذوبة اخرى من اكاذيب عشناها في هذا الزمن المزيف. الله يساعد المواطن العراقي الذي خذلته في البصرة.
كريم عبدالعال البدري -سامراء منذ سنتين
كنا نحب كاظم الساهر لكن خذلنا تماما مع الاسف
د. خليل شكري هياس منذ سنتين
مقال في الصميم وهو لسان حال كل العراقيين بعد هذا الخذلان الذي كان بمثابة الصدمة.