شآم المجد
هشام عبد الكريم
مَن غير ُ بيتِك ِ
بعد التِيه ِ يأويني
سوريّة َ الخير
يا أم الميامين ِ؟
مَن غير ُ وجهك
مُذ زاغت وجوههُم ُ
أولاء من خرّبوا
بيتي وتكويني
وصيّروني
غريب َ الدار
في بلدي
هم حاصروني بلا ذنب
وآذوني
قد أنكروني
وكنت ُ الشمس بينهم
فهم احبّوا
ظلاما ً حائلا ً دوني
قد جئت ُ لا طمعا ً
والله بل جزعا ً
فذي حياة ٌ شكت
ظلم َ السلاطين
قد جئت ُ مُرتحلا ً
من دار أعشقها
حد َّ الفناء
وفيها النار تكويني
إني ، تركت ُ بأرضي
سالفي وغدي
هيهات يرجع
ما ولّى إلى حين
إني تركت ُ
طفولات ٍ تعذبني
للآن أحفظها
في القلب والعين ِ
لكنهم أحرقوني
بعد أن دفنوا
حلمي ، ورحوا
وما جاؤوا ليُنجوني
إني بكيت
على اهلي .. على وطني
وهم علي ّ ..
على أهلي كسكين
حتّام َ أبقى
ونيران ٌ تحاصرني ؟
وكل ّ يوم أرى
غدر َ الموازين
حتّام ابقى ،
وبي باعوا وبي نكثوا ؟
ولم يراعوا
حقوقا ً بين اثنين
هم حمّلونا
بلا ذنب بلا سبب
ما يُثقل الكون
من فعل المجانين
……………………
مَن غير ُ بيتك
دارَ العرب إن غربت
شمس ٌ عن العين
تحفظ ْ حبَّه عيني
في الشام لي أهَل
بل كان بينهم
بالأمس جدي
كريم َ الأصل ِ والدِّين
آوى لها
واحة ًخضراء َ لا خِور ٌ
فيها ولا عِوَج ٌ
مذ عهد ِ قايين ِ
بل درة ٌ
في جبين ِ الكون باسمة ٌ
يهفو لها الناس
من كل الميادين
حتى أبي
يوم سمّاني هشام رأى
ذي الهاء َ زائدة ً
والشام تكفيني
لكنه قال :
إن الشام َمهجتُنا
والهاء َ ممهورة ٌ
بالروح يا عيني
لا تبتئس
أن أجدادا ً لنا جُبلوا
في الشام ِ ، صاروا لها
كالماء في الطين
قوم ، إذا نُدِبوا
في ساحة حضروا
وهم إذا حضروا
أسْد ُ الملايين
أكرم بهم
نسل َ أخيار ٍ
فغيرتهم
تسمو كما النجم
في أفق الموازين .
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة