العراق كان من الدول التي ساندت المغرب في وحدته وشارك وفد من البلاد في المسيرة الخضراء
عبد الحميد جماهري (*)
شاعر وكاتب وإعلامي من المغرب
أولا : هي عودة تأتي بعد 18 سنة على اغلاق السفارة وكان ذلك في خريف عام 2005 وقتها تم نقل السفارة إلى عمان بعد أن كان فرع القاعدة العراقي ، الذي يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي قد اختطف اثنين من موظفيها في بغداد.
والموظفان هما عبد الرحيم بوعلام (55 عاما) وهو سائق وأب لثلاثة أولاد، وعبد الكريم المحافظي (49 عاما) وهو عامل صيانة وهما متزوجان من عراقيتين…
ثانيا: العودة تأتي بعد الزيارة التي قام بها وزير خارجية العراق ونائب رئيس مجلس الوزراء فؤاد حسين، إلى مراكش للمشاركة في المؤتمر الدولي للتحالف ضد داعش. والمغرب والعراق لهما تجربة ميدانية غنية وفريدة في مواجهة تنظيم الدولة داعش، لا سيما بعد أن بدأ ينشط بقوة في القارة الافريقية وفي المجال الحيوي للمغرب. العراق يكتسب مهارة لا يستهان بها في مواجهة تنظيم الدولة داعش الذي استقر فوق ترابه ونشر وحشيته بشكل غير مسبوق عالميا..
هي ثالثا: خطوة تعد الأولى منذ ربع قرن على زيارة لمسؤول مغربي ولعله عبد اللطيف الفلالي ، في حكومة التناوب التوافقي.
رابعا: المغرب كان من الدول القليلة التي حافظت على سفارتها مفتوحة في هذا البلد رغم التطورات الأمنية التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين في 2003 وفتحت بوابات جهنم في المنطقة .
خامسا: وهو الأهم، العراق كان من الدول التي ساندت المغرب في وحدته وشارك وفد من البلاد في المسيرة الخضراء..
سادسا: ومن جهة أعمق، تستعيد العراق دورها بعيداً عن الهيمنة الايرانية. ولعل في تشبتها بالموقف الوحدوي إزاء المغرب رسالة واضحة. والأمر ليس هينا بالنسبة لدولة تلعب فيها إيران أدوارا طائفية كبيرة وتدخلها ضمن مجالها الحيوي… القريب والبعيد. ولعلها تعتبرها حلقة رئيسية في الهلال الشيعي الذي تسعى الى أقامته من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا واليمن وغيرهما.
الجبهة المغربية ضد إيران، تمثل فيها العراق جبهة ديبلوماسية مركزية ونموذجا لانتصار العراق ومبعثه الوحدوي ضدا على مخططات التقسيم. لاسيما والمغرب ظل وفيا لمبدئه في الدفاع عن وحدة العراق وسيادته على أراضيه..
الأجندة المشتركة تقرر فيها ترصيد ماسبق وتحيينه، كما هو حال قرابة 40 اتفاقية تقادمت. ومنها ما هو في حكم التأسيس كما يتعين ذلك من خلال آليات التشاور مع الطرف العراقي في القضايا السياسية والامنية والجيوستراتيجية.
مقال خاص لصحيفة قريش – لندن
عذراً التعليقات مغلقة