عدنان أبو زيد
رفض كاظم الساهر، الغناء في بلده، العراق، على رغم المبلغ الكبير الذي عُرض له، وهو قرار شخصي، حر فيه.
وبرّر الساهر ذلك بفقدان الأمن، غير أن مذيعا قطريا، أحرجه بالقول: أنا في العراق، وفي أمان.
و للانصاف فان الساهر، معقد نفسيا تجاه العراق منذ اهانته من قبل عدي صدام الذي أجبره على التوقيع على حذاء ابن الرئيس، وأغرقه بماء المسبح، وهو أمر ذكره كتاب طبيب صدام.
و الشاعر عزيز الرسام يقسِم ان الساهر استعان بعدي عليه، حين استدعاه ابن الرئيس وقال له : إياك واستفزاز كاظم.
ماليا، الساهر لم يخسر، لأن نكرانه لبلده له ثمنه، عند الذين يعتبرون العراق اليوم خارج الفضاء العربي.
و لم ينفصل الرجل، عن العراق مكانيا فحسب، بل حتى فنيا، فأغانيه لا تمت إلى الطرب العراقي، بصلة.
وشخصيا، اقول ان الساهر لا يطربني، ونمطه ينتمي الى جيل الطقطوقات، التي تحرك الاجساد لدى المراهقين والفاشنستتات، أما سمّيعة الطرب فلا شأن لهم به.
ولا تتعجب من صعوده الصاروخي، فهناك من هو أقل منه شأنا فنيا، وارتقى على سلم الفرصة غير العادلة…
تتلبس الساهر سيكولوجيا الانتقام، التي تجمع بين اللذة والألم، فهو يثأر لماضيه الذليل في زمن عدّي صدام، ولِحياته الفقيرة السابقة، فيما هو اليوم يتمتع بالمال والشهرة.
لكن الغنى مهما بلغ فلن يعوّض الشعور بالنقص، ولا يطفئ الانتقام. عن المسلة
عذراً التعليقات مغلقة