د. عماد الدين الجبوري
عن قريب سيدخل حزب البعث العربي الاشتراكي عامه 76 في ذكرى تأسيسه يوم 7 نيسان/أبريل 1947. مع أن بواكير فكرة البعث أو “الإحياء العربي” عند ميشيل عفلق (1910-1989) تعود إلى عام 1937 ثم عمل مع زميله صلاح الدين البيطار (1912-1980) في تأسيس هذه الجمعية عام 1939. ومن إحدى الأعمال قبل تأسيس الحزب، مقالة “ذكرى الرسول العربي”، التي كتبها مؤسس التيار القومي البعثي ميشيل عفلق عام 1943، ويقول فيها “في وقت مضى، تلخصت في رجل واحد حياة أمته كلها. واليوم يجب أن تصبح كل حياة هذه الأمة في نهضتها الجديدة تفضيلًا لحياة رجلها العظيم. كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب محمدًا”.
ومن هنا، يرى عفلق الإسلام من منظور عروبي بالدرجة الأولى، فالعرب مهبط الوحي، وهم أول مَن آمن بالدين الإسلامي واتبعوا النبي العربي، وبسطوا رايته في أصقاع الأرض. كما أن “ارتباط العروبة بالإسلام ظل لمئات السنين خلال التاريخ عبارة عن الحياة التي يحياها العرب ويتنفسونها كالهواء”. وهذه الفكرة في عملية البعث العربي من جديد، تُعدّ الركيزة الأساس في محور مشروع عفلق القومي الحضاري.
ومن بين المفكرين الإسلاميين الذين كتبوا عن عفلق في هذا الشأن، محمد عمارة (1931-2020)، في كتابه “التيار القومي الإسلامي”، الذي قال فيه بما يلي: “أستدعى ميشيل عفلق الإسلام كمرجعية لمشروع الأمة الحضاري المعاصر ونهضتها المستقبلية المنشودة، لأن الإسلام حياة متجددة ومجددة لروح الأمة ومشروعها الحضاري”. وإذا “كان اعتناقه (عفلق) للإسلام قد صحبه تطور في مكانة الإسلام بمشروعه الحضاري، كانت القضية أكبر من اهتداء قائد ومفكر إلى دين الإسلام. وغدت تحولًا في المشروع القومي الذي صاغه هذا المفكر، والذي تبناه، ولا يزال، تيار فكري وسياسي مؤثر في واقعنا الفكري والسياسي”.
وعليه، كانت وما زالت نظرة مفكرين البعث، أن الإسلام مرتبط بالعروبة، وأن النهضة العربية تبدأ من “فهم الإسلام على حقيقته” من دون توظيف سلبي إلى الدين لأهداف سياسية تبغي الوصول إلى السلطة لا أكثر، كما تفعل اليوم الأحزاب الدينية السياسية في إيران والعراق ولبنان واليمن وغيرها، التي تستغل البسطاء والفقراء من الناس، وتعمل على تغييب عقولهم بنشر الأمية والجهل وتفشي الأباطيل والخزعبلات.
انّ البعث القومي ينظر إلى الإسلام بوصفه منهلًا أصيلًا ودافعًا قويمًا في انبعاث نهضة العرب، فالإسلام ثورة تجديد لا تتوقف إذا فهمناه “على حقيقته” الجامعة بين الدين والدنيا من دون أن نميل إلى كفة على حاسب كفة أخرى. لذلك، جاء في الحديث الشريف، “أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا”. إنها الموازنة الحقة بين حياتنا المادية ومتطلباتها، وبين حياتنا الآخروية ومستلزماتها، من غير التحايل والتستر بالإسلام لغايات دنيوية بحتة.
وبما أن الإسلام لا يمكن حصره في حزب أو حركة أو جماعة، فالإسلام أكبر من أن يمثله شخص أو جهة محددة، كما أن الحركات والجماعات الدينية خاصة، وأحزاب الإسلام السياسي عامة، تفهم الإسلام وفق خاصية رؤيتها فقط، التي غالبًا ما تكون متفاوتة مع بعضها البعض، فتعكس تناقضاتها على الدين نفسه، فتخلق بذلك اضطراب وزعزعة داخل بنية المجتمع الواحد، لذا فإن البعث يفصل بين الإسلام الثوري الذي وقف سابقًا ضد الاستعمار الغربي المباشر، ويقف الآن ضد الاحتلال والمخططات الخبيثة داخليًا وخارجيًا، وبين الإسلام الرتيب المقتصر على العبادة وممارسة الشعائر ليس إلا، ناهيك عن المتسترين برداء الإسلام والإسلام منهم براء.
وعليه، يؤكد البعث القومي على أن الثورة هي أداة تعمل على ديمومة الأمة العربية عبر اتصالها بالإسلام دومًا. كما ينص البعث على أن “هذا الاتصال لا يكون بالنقل الحرفي ولا بالتقليد، وإنما تكتشف هذه الحقائق من جديد من خلال ثقافة العصر، ومن خلال الثورة والقتال”.
أن “الثورة والقتال” تجلت في زمننا الراهن في “القيادة العليا للجهاد والتحرير” ما بين التشكيلات القتالية البعثية وبين “جيش رجال الطريقة النقشبندية” في التصدي للقوات الغازية للعراق بزعامة الولايات المتحدة الأميركية في عام 2003 حتى أجبرتها، مع جبهات جهادية أخرى، على الانسحاب الرسمي من أرض الرافدين عام 2011. أنها إحدى التجسيدات الحية إلى مفهوم الإسلام “على حقيقته” تجاه التحديات التاريخية، وصلة ذلك بالعمق الحضاري الذي لا يمكن فصله عن الواقع.
ومن هذا المنطلق، ستبقى نظرة البعث إلى الإسلام ثورية وحضارية وإنسانية وحسب، من غير تسيس ديني ولا توظيف روحي لأهداف مادية، التي سرعان ما تتكشف على حقيقتها عندما تمارس تسلطها عبر السلطة، ولقد أثبتت الأحداث في العقدين الماضيين صحة هذا الأمر، لتؤكد أن قرارات البعث ضد الأحزاب الدينية السياسية، ورفضه إلى توظيف الدين في السياسية، كانت صائبة.
عبدالرضا الخزعلي- الكويت منذ سنتين
حزب الله اللبناني وفيلق القدس الايراني هم وراء هزيمة الجيش الامريكي في اكثر من نصف العراق ، اي ما يسمى المليشيات اليوم هي التي قاتلت الاحتلال في الجنوب ، وليس البعثيين او نقشبندي او جبهات جهادية اخرى ، وبالمناسبة عزة الدوري بالذات كان متعهد بعدم القتال كثمن لبقاء على قيد الحياة ، و ليس له علاقة بأي عملية جهادية ضد الاحتلال للعلم رجاءا
شاكر الجبوري -بغداد منذ سنتين
يمكن اعتبار ان اخر وجود لحزب البعث كان حتى منتصف 1973 ، بعد ذلك استفرد صدام بكل شيء وجرت تصفيات داخلية بالحزب، منها مثلا ان صدام لم يترك مسؤولا له في الحزب قبل 1968 الا اغتاله في ظروف غامضة من دون ان تكون هناك مشكلة معلنة معه، انتهت الجرائم التي نفذها مجرمو مكتب العلاقات العامة ، بوصوله الى السلطة وهي هدف صدام الاساس ، وليس بناء حزب له تراتب عقيدي متسلسل ولا ينهار بانهيار السلطة كما حصل بعد الاحتلال الامريكي. اليوم البعث اسم على لوحة سقطت من فوق الجدار المنهار ، من الصعب اعادة البناء ، بمفهوم العروبة او الاسلام ، فقد فات الاوان بعد ان اخترقت المخابرات العربية والدولية جناحي البعث ،. ولم يعد له اي خصوصية، وحتى نظام بغداد منذ سنوات اخترقه عبر مساعدة من سوريا واخرين .
سمو عاصي- سوريا منذ سنتين
ضحك عفلق عليكم حيا وميتا