قريش: لندن
قالت المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك،الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني، أن الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص ساعدت دولة قطر على التحول إلى دائرة غير سياسية جديدة عنوانها دبلوماسية الرياضة الناعمة. و ولفتت الى ان دولة قطر قد استثمرت في كأس العالم من حيث البنية التحتية وبناء الملاعب على أحدث طراز، حيث شيدت المرافق المستدامة والصديقة للبيئة، وذلك لتكون مثالاً يحتذى في تنظيم مونديال كأس العالم في المستقبل. وأشارت الى أن التصميم المعماري لهذه الملاعب مستوحى من تاريخ دولة قطر وثقافتها وهويتها وتاريخها، فهي الثقافة والهوية المتجذرة في أعماق الحضارة والهوية العربية والإسلامية. وأضافت سعادتها: كان هدفنا هو بناء جسر للتواصل الإنساني بين الدول والشعوب، وذلك للاحتفال بمصيرنا الإنساني المشترك، والقيم المشتركة التي تجمعنا.
وأوضحت الدبلوماسية القطرية آل ثاني في مقابلة صحفية مع وكالة سبوتنيك الروسية الإخبارية (النسخة الإنجليزية)، أن التحدي الكبير كان يتمثل فيما إذا كنا سنكون قادرين على التغلب على جميع العقبات لتلبية التوقعات العالمية الكبرى المرجوة منا في تنظيم نسخة متميزة وتاريخية لكأس العالم بالنظر إلى أن العالم في طور التعافي من تأثير جائحة Covid19 الذي أعاق تنقل البشر بشكل كبير لأكثر من عامين. لكن بحمد الله وعونه، وبرؤية وإرادة وتصميم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، نجحت دولة قطر في أن تكون مثالا عالميا يحتذى به في مضمار إدارة حدث رياضي ضخم ككأس العالم، في عالم ما بعد جائحة فيروس كوفيد – 19. وأضافت سعادتها، بلا شك، كان عقد الحدث التاريخي في الشتاء هو الأنسب، فقد استطعنا بعون الله وتوفيقه أن نحافظ على الطاقة، اذ إن هذا هو النموذج الأنسب لمعظم دول الجنوب.
وقالت مندوبة قطر: تحضرني هنا العبارات البليغة للخطاب التاريخي الملهم الذي ألقاه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم (حفظه الله) حين قال سموه: «بذلنا الجهد واستثمرنا في الخير للإنسانية جمعاء، وأخيرا وصلنا الى يوم الافتتاح الذي انتظرتموه بفارغ الصبر». وقال سموه «سوف يجتمع الناس على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم هنا في دولة قطر، وحول الشاشات في جميع قارات العالم للمشاركة في لحظات الاثارة ذاتها». وأضاف سموه «ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانبا لكي يحتفوا بتنوعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته».
وأعربت آل ثاني عن مشاعر الفخر إزاء الحدث التاريخي لكأس العالم لكرة القدم في دولة قطر وقالت: أستطيع أن أقول إنها لحظة فخر لدولة قطر والمنطقة العربية، لأن هذه هي المرة الأولى التي يُقام فيها مونديال كأس العالم في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية. لقد كانت لحظة فارقة لمشاركة العالم والإنسانية جمعاء هذا المثال المشرق والملهم الذي تمثله دولة قطر كدولة تعد منارة للتقدم والابتكار.
وقالت المندوبة القطرية الدائمة: استطاعت دولة قطر، وبدعم من أصدقائها في جميع أنحاء العالم مواجهة واحتواء جميع محاولات تسييس و»عنصرة» كرة القدم والرياضة، وذلك من دون أي تنازل يتصل بالسيادة، أو الخصوصية الدينية، أو الثقافية أو الحضارية. كان هذا الحدث فرصة للتعلم واستكشاف عمق التعددية في عالمنا، لكن بكل فخر واعتزاز، سنواصل التمسك بقيمنا الوطنية والعربية والإسلامية الأصيلة في عالم متعدد ومتنوع، وكذلك سنحترم القيم والمعايير الدولية المشتركة. وسنعمل مع جميع الشركاء والأصدقاء للحد من تسييس كرة القدم وعنصرة الرياضة بشكل عام.
واستذكرت آل ثاني اللحظة التاريخية المؤثرة والموغلة في الذاكرة، وذلك حينما قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) بتوشيح اللاعب الأرجنتيني الأسطورة ليونيل ميسي بالبشت القطري العربي الأصيل، وهو رمز للاحترام والشرف في التقاليد القطرية، وذلك قبل أن يرفع كأس الفيفا. إنها لحظات تاريخية فريدة لا تنسي أبدا.
وقالت مندوبة قطر : ساعدتنا الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص الى التحول إلى دائرة غير سياسية جديدة عنوانها دبلوماسية الرياضة الناعمة. وبالفعل كانت الروح الرياضية هي المهيمنة في منطقة مشاهدة المباريات بمقر الأمم المتحدة، فهي بلا شك تصنع البهجة والسعادة، خاصة بالنسبة للدبلوماسيين الذين طبعت حياتهم بالأطر الرسمية. إن كرة القدم والرياضة بشكل عام تعتبر أداة تحويلية حيث استمتع العالم بأسره بهذا الحدث وكذلك نحن في الأمم المتحدة، ففي منطقة مشاهدة مباريات كأس العالم بمقر الأمم المتحدة، اتجهت كل الأنظار إلى الشاشة الكبيرة التي وفرها الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في وسط هذا الفضاء الدبلوماسي التاريخي الذي شهد العديد من عمليات التفاوض الرئيسية في فصل الشتاء، ولمدة شهر كامل، شهدت قاعة الوفود الدائمة بالمقر متعة مشاهدة كرة القدم وخلق أفضل مساحة للدبلوماسية الرياضية.
عذراً التعليقات مغلقة