سيد التواريخ القصية
نصير الشيخ
شاعر عراقي
عن أي قصص أدلق بين يديك
أنا سيد التواريخ القصية
ويعسوب المدن الذاهبة في غيها إلى القهر
ــ عن الذي احتضن رأس صديقه
وأبقى جسده وديعة للسواتر..
السواتر.. ما ارتفع من تراب
فوق خزين الأنفاس..
هكذا كانوا يسمونها في قواميس المعاركْ.
لا عليك يا صغيرتي..
أيتها المائعة وسط ضجيج الماكياج
الماثل أمامك
آخر الرواة من مشاهد الحرب وفجائعها
عند أدراجي تغفو مصائرهم
وشيئاً.. فشيئاً
يتصاعد العفن على أوسمة بطولاتهم
قهقهات مكسورة كزجاج أليف
ترتمي صورهم بين أدراجي…
وقبعات على حافاتها
ينعق نسر ذهبي محنط
يشير إلى فداحة المعنى
وخسارات الهمم..
تذكرت،
رسائله المبللة بدم الذكريات
وطعنات أصابعه
على جسد الورق الملون
أودعها ذات مساء بين طيات كتبي،
واختبأت كعادتها،
كل هذي السنين.
فلم أعثر عليها…
ألا مصادفة حين دوت صفارات الحنين
لأجدها مورقة كأشجار أثلْ
وملطخة الجوانب ببكاء أخرس
أصابعي الراعشة الباحثة بين خفاياها
جست/ روح/ خائب يستظل تحت سـروِ ّخوفهِ..
يتوسل المرؤة من رائحة الأوراق
وهي تطبق عليه.. بثقلها،
كم هو ناحل ومصفر
لكنه يرمقني بعينين تتوهجان ببريق ساطع
ــ عن أي شيء احدثك الساعة؟
أيتها الباسقة كذكرى
والباشطة كحلم يتكرر.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات واداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة