جواد ملكشاهي
مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي وارتفاع اسعار السلع وبالاخص المواد الغذائية، الذي بات يؤرق الطبقات الفقيرة من المجتمع العراقي نظرا للبون الشاسع بين الدخل ونفقات الأسر العراقية، يتم تدوال عنوان” نظام سويفت” في وسائل الاعلام والشارع العراقي.
لا شك ان الكثير من العراقيين يسألون ماهو نظام سويفت؟ وكيف يعمل؟ وكيف يتحكم بالاقتصاد العالمي؟ وما مدى تأثيراته على اقتصاد الدول وبالاخص العراق الذي بدأ العمل بهذا النظام؟ منذ الايام الاولى لتولي محمد شياع السوداني رئاسة الحكومة.
لنرى اولاً ماهو نظام سويفت؟
نظام “سويفت” هو نظام مالي عالمي يسمح بانتقال سلس وسريع للمال عبر الحدود.
وكلمة سويفت – SWIFT – هي اختصار لـ “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”، وقد أنشئ هذا النظام عام 1973 ومركز هذه الجمعية بلجيكا، ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة.
كما يقوم هذا النظام المصرفي بمراسلة فورية للزبائن ويخبر المستخدمين بموعد ارسال المدفوعات وتسلمها، كما يقوم بأرسال أكثر من 40 مليون رسالة يومية، إذ يتم تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات على مستوى قارات العالم.
ومن يمتلك نظام سويفت ويتحكم فيه؟
أنشىء نظام سويفت من قبل بنوك أمريكية وأوروبية، كانت ترغب في ألا تسيطر مؤسسة واحدة على النظام المالي وتطبق الاحتكار،والشبكة الآن مملوكة بشكل مشترك لأكثر من 2000 بنك ومؤسسة مالية، ويشرف عليها البنك الوطني البلجيكي، بالشراكة مع البنوك المركزية الكبرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا.
حظر ايّ دولة من هذا النظام يحملها خسائر مادية كبيرة على سبيل المثال لا الحصر،تمّ حظر إيران من سويفت في عام 2012، كجزء من العقوبات المفروضة على برنامجها النووي، وخسرت طهران جراء ذلك الحظر، ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و30 في المئة من التجارة الخارجية،وخسائر روسيا من ايقاف هذا النظام كجزء من العقوبات الدولية عليها بسبب الحرب مع اوكرانيا حمل موسكو خسائر تقدر بمليارات الدولارات.
اما لماذا تم فرض العمل بهذا النظام على العراق؟
هناك عدة اسباب ولكن السبب الرئيس هو تجاوز العقوبات الاقتصادية من قبل مصارف تابعة لقوى وشخصيات سياسية عراقية مرتبطة بأيران،وتهريب العملة الصعبة اليها لانعاش اقتصادها المنهار، نظرا لأستمرارها في تطوير برنامجها النووي ودعم الميليشيات المسلحة في كل من العراق ولبنان واليمن والبحرين وعدة دول اخرى في المنطقة.
ان العمل بنظام سويف تسبب بأنخفاض سعر صرف الدينار العراقي امام الدولار ومواجهة طبقات كبيرة من المجتمع العراقي مع ظروف معيشية صعبة للغاية نتيجة ارتفاع اسعارالسلع والخدمات،هذا من جانب ومن جانب آخر سينهي فرض هذا النظام عملية تهريب الدولار من السوق العراقية لدعم الأقتصاد الايراني، وهذا الامر اكيد هو لصالح الاقتصاد العراقي وان كانت تأثيراته كبيرة في الوقت الحاضر على الحالة المعيشية لغالبية العراقيين.
لذلك على الحكومة على ايجاد معالجات آنية لتأثيرات العمل بنظام سويف ،كون بقاء الحال كما هو ينذر بثورة جياع لا تحمد عقباها كما اشار اليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
عذراً التعليقات مغلقة