الرباط – قريش
قدمت مساء السبت، مؤسسة “أرض الشاون للثقافات” عرضها المسرحي الجديد “قاسم والضاوية ” بالمركب الثقافي محمد المنوني بمكناس، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة، في إطار جولة وطنية انطلقت يوم 31 كانون الثاني/ يناير بمسرح بنمسيك الكبير بالدارالبيضاء وتتواصل بالمركز الثقافي بنسليمان، لتختتم عروض هذه الجولة يوم الأحد 5 شباط/ فبراير بالمركز الثقافي بمدينة الحاجب. وتجدر الاشارة أن هذه المسرحية سبق تصويرها من قبل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ضمن مشروع “المسرح يتحرك”.
ومسرحية “قاسم الضاوية” من تشخيص قدس جندول ومالك أخميس، تأليف محمد زيطان ، المحافظة العامة نورا إسماعيل بمساعدة وديع حامين، من إخراج ياسين أحجام وسينوغرافيا وملابس ياسين الزاوي.
ويسلط موضوع المسرحية الضوء على حب مغربي تقليدي مستحيل، وقعت أحداثه في فترة الحرب العالمية الثانية، وكان محورها شخصية عاشت مأساة الحرب ، هذا هو قاسم الذي حتمت عليه ظروف الغياب المرير أن يفارق زوجته مكرها على أمل اللقاء بها إذا قدر له عمر جديد، إنها زوجته “الضاوية”، التي ستعاند نفسها في التحدي لتستغل فترة غياب زوجها وتتعلم الكتابة والقراءة باللغة الفرنسية، بعد أن فقدت الأمل منذ ليلة زفافها بقاسم الذي سيختطف من بين دراعيها ويذهب به إلى أحضان التجنيد في الصفوف الفرنسية لمحاربة العدو الألماني. لتقع تداعيات أزمة نفسية ومأساة الفراق بين الزوجين المغربيين الضاوية وقاسم ويتم تشتيت شملهما بسبب تداعيات أزمة الحرب العالمية، كما أن تفاصيل المسرحية في مضمونها استرجاع للتراث المغربي الشعبي الغني بروافده والمنتمي إلى عدد من القبائل ذات جدور وهوية عريقة.
وقال الفنان ياسين أحجام مخرج المسرحية ، اعتمدنا في الاخراج على تقنيات تكنلوجية حديثة في سيميائية العرض المسرحي لتكثيف المعنى والتركيز على الصورة التشكيلية المسرحية ، مضيفا يمكن اعتبار العرض المسرحي فرجة كوميدية – عاطفية بامتياز .
من جهة أخرى، أبرزت مؤسسة “أرض الشاون للثقافات” في بيان تلقت صحيفة قريش نسخة منه أن هذه المؤسسة تعتبر امتداداً لفرقة “مسرح أبينوم” التي بصمت المشهد المسرحي المغربي بأعمال رائدة حازت على نجاحات وتتويجات وطنية وعربية أهمها جوائز كبرى و جوائز للتشخيص والتأليف والإخراج بدورات عديدة للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي بمكناس في الفترة الممتدة بين 2002 و2008 وكذلك التتويج بمعظم جوائز مهرجان الأردن المسرحي في الدورة الثانية عشر سنة 2004.
وأضاف المصدر المذكور أن الاشتغال المسرحي في تلك المرحلة تميز بأسلوب البيوميكانيك (مايرخولد) مع استعمال اللغة العربية الفصحى، من خلال النهل أيضا من قواعد المسرح البريشتي والتركيز على الشكل المسرحي التاريخي والفنطازي الذي يجمع الفضاء الايبري المتوسطي والمغربي.
ومن حصاد هذه التجربة إنتاج عروض مسرحية ذات نفس ملحمي، واحتفالي من قبيل “المذكرات الشيطانية” و”حدائق لوركا” و”غجر منتصف الليل” و”سيدة المتوسط” وكلّها من توقيع المخرج المسرحي ياسين أحجام، ودراماتورجيا وتأليف واقتباس محمد زيطان، وسينوغرافيا ياسين الزاوي.
تجدر الإشارة إلى أن أطر مؤسسة “أرض الشاون للثقافات” تشتغل أيضا في إطار تلاقح التجارب الركحية المغربية مع “جمعية المدينة الصغيرة”، التي تعتبر أيضاً رافدا مسرحية هاما متفرعا عن تجربة مسرح أبينوم (ثم تأسيسها سنة 1996 بتفرع عن جمعية العمل المسرحي التي عرف نشاطها وإشعاعها المتميز سنوات الثمانين بشمال المملكة وشفشاون تحديدا ) حيث أفرزت طاقات متميزة في مجال السينوغرافيا (ياسين الزاوي – أحمد بن ميمون) والتأليف (محمد زيطان، أنس العاقل، أحمد السبياع) والإخراج (ياسين أحجام- حميد البوكيلي- محمد أضرضور) وفي ميدان التشخيص ساهمت في بناء هاته المسيرة المسرحية أسماء فنية متميزة في عالم الركح كسناء عكرود وحنان الإبراهيمي وقدس جندول وسكينة الفضايلي ومحمد بوغلاد وهشام شبتيت وعقبة ريان ودلال البرنوصي وأنس العاقل ومنصف قبري ويونس شارة وعبد الحق بلمجاهد وعادل اللوشكي ونبيل المنصوري و أحمد امين ريان وحسناء مومني ومحمد الرميشي وحميد البوكيلي وجمال نعمان وعبد المغيث المرابط و زهير آيت بنجدي وأحمد السيياع ومخلص بودشار ولمياء الرحموني وبادي الرياحي وعبد المجيد العمراني ومحمد عسو ورباب الخشيبي ومحمد الوراكلي ، مصطفى حوشين.
ومنذ تأسيس مؤسسة أرض الشاون للثقافات سنة 2012 دأب فريقها الفني الاشتغال على التراث المغربي بالدارجة المغربية خاصة على مستوى الثقافة الشعبية القائمة بمحور القنيطرة والرباط والدارالبيضاء والجديدة والسطات من حيث البحث السوسيولوجي الفني في التعبير الشفوي اللسني للمنطقة وأيضا من خلال معالجة المواضيع المرتبطة بها ثقافيا واجتماعياً وسياسياً إثر إبداع مجموعة من الأعمال المسرحية أبرزها، العريس لصلاح الوديع دراماتورجيا أنس العاقل و”بلا ماتسول” لمحمد زيطان و”ماروك ناو” لأنس العاقل.
عذراً التعليقات مغلقة