نهى الخطيب.. شاعرة مغربية (قصيدة)..تلتقي بابلو نيرودا

 وتهيم قبل اندِلاَق قهوةٍ

“إذا نسيتني “

نهى الخطيب 

شاعرة من المغرب

على غير موْعدٍ تزورني قصيدة

” إذا نسيتني “

تَسْتَفِزُّني بِشرطيَّتِها

تُصيبُني بتشَظِّي الشُّعور

وغضبٍ رمْزِي

مفتوحٍ على كلِّ التّأوِيلات

أنتَ الآن على غيرِ ما أنت

… مقطوعةٌ من مُعلّقةٍ ضَلِيلَة

في الصحراء

وأنا وحيدة …

أُمارِسُ طقوسَ اُلكِبْرِياء

أُمَشِّطُ صُوَرًا تغوصُ بِداخلي

هذهِ القصيدةُ تُداهمني باُنتظامٍ

كُلَّ مساء  …

تنتفِضُ في رأسي المُتآكِلَةِ تضاريسُه

تُفَجِّرُه إلى سبعينَ موتًا

أصِيحُ مِلْءَ وَهْمِي

اُلْمُكَبّل بِفلسفة الشُّعراء

أَهِيمُ في فُسحةٍ بصُحْبَة نساء

” الأوليمب “

وقَبْلَ أن تُكْمِلَ الأرضُ دَوْرَتَها حَوْلَ اُلْحقيقة

وتُحَوِّلَ سُخْرِيَّةُ اُلحَياة

الأماني لِكُرًى تتدَحْرَجُ على خِصْرِ الزّمن

أعْبُرُ إلى الضِّفَّة الأخرى من السّماء

إلى زمكانية بدء الوجع

… هاهو ” بابلو نيرودا “

بِكُلِّ شاعريَّتِه

يُشارِكُنِي النَّزَف

في ديسمبر

يَحْمِلُ ذاكرتَهُ الّتي خَبّأَها في غرفةٍ مُكْتَنِزَةٍ بالأزْرَق

وأتأبَّطُ ذَاكِرتي المُتَلاَشِية بين صفحاتِ جريدةٍ بارِيسيَّة

كنْتُ قد جفَّفْتُ بها اُنْدِلاَقَ قهوةٍ ذات لِقَاء …

نَلْتَقي عندَ بابِ اُلْبَحْر

هو يرتدي قَوَاقِعَهُ اُلبَيضاء

يُعْلِنُ لِلْخريف … لِلنّار

لِلْحطب المُتَجَعِّد

واُلْقمَرِ البِلّوْرِي في الفضاء

لـ “ماتيلدا “

قَبُولَه كتابةَ قصيدةٍ أكْثَرِ حُزْنًا

بينما صَلَبَتْنِي اُلْقَصِيد

شاهدةً وشهيدة

غَيْرَ عابِئَةٍ بِكَلِماتي اُلمُتْعبة

وأحلامي المُعلّقة قنادِيلُها

على نَاصِية الإِنْتِظار

لماذا لامكان لي هُناكَ في مَنْفَاك

ولا مكان لي هنا في الوطن ؟!

كأنَّنِي منذ زمن بعيد

أُصَوّبُ اُلنّسيانَ إليّ

فيَرْتَدُّ إليك … !

أجْهَل إنْ كان ديسمبر

وجعَ الذّاكرة أم وجعَ اُلشِّعر ؟!

لَنْ أَتْعَبَ في السُّؤال

فكلُّ ما حَوْلِي يَشْرَبُهُ اُلصَّمْت

سَأرُشُ الغازَ المُسيلَ لِلتّذَكُّر

على صَنَادِيقِي الطّافِحَةِ باُلْمَخَاضِ

وَأمْضي …

لَعَلَّهُ يُهدِّئُ من صَلَافَةِ اُلتّوْق المُسْتعِرّة

في اُلأحشاء

أو رُبّما آخُذُ قِسْطًا من اُلْبُكاء

ثُمّ أُعْلِن اُنهزامي بِشَرَف

… وَبِدُونِ تَعثُّر

أُوَدِّعُ ديسمبر اُلْغَارِقَ في أَضامِيمِ اُلْمَطَر أرْتدي شجرةً يَبْزُغُ النّورُ من ثَغْرِهاَ

يَخْضَرُّ لها اُلْحَجَر .. يَضْحَكُ اُلْمَاء

فلا تَنْسَ أَوْ تتناسى

بأنّي حواء … !

بِيَدٍ أنْفُضُ تُرَابَ اُلْمَنَافِي

وبِأُخْرَى أُجَدِّلُ فجْرًا بَهيجاً

لايُشْبِهُ قُمْصَانَ اُلشِّتَاء … 

القصيدة  خاصة لصحيفة قريش  – ملحق ثقافات وآداب – لندن