ينقَضُّ يلتهم الحياة..قصيدة: رمضان زيدان

ينقَضُّ يلتهم الحياة..قصيدة: رمضان زيدان

آخر تحديث : الأربعاء 8 فبراير 2023 - 1:08 صباحًا

ينقَضُّ يلتهم الحياة

رمضان زيدان

roundcube - قريش

شاعر من مصر

يغتال في الآماد حبواً 

معلناً يوماً رحيله

يغتال في النفحات والنسمات 

بثغر أجواءٍ عليلة

يغتالها بين المرابع 

والمنابع والخميلة

يعدو إليها بغير بوصلةِ اتجاه 

بين أدرابٍ خُطاه تفي دليله

ويحوم من فوق التخوم

عند النجوم بكل يوم

لا يمل من لياليها الطويلة 

لا لم يضن بجهده ومدى حلوله

حتى يجتاح الهدف 

ما كان يوماً في احتياج لوسيلة

يمضي رويداً لا يكف

والخلق أعياهم ترف

فعلى يديه تبدّدت

 كل أحلامٍ لهم وعْدهم ووعيدهم

والعمر ماضي بـإثرهم لمصيرهم 

كالغادي للوادي السحيق

يخطو إلى أن ينتهي هذا الطريق

لا يرعوي أنساب أو أحساب

 حفظتها القبيلة

صخبٌ ضجيجٌ أو أريجٌ أو فلاه

 فمناه دوماً في الوصول إلى النهاية

حتى تعود خلائقٌ

كما بدايتهم عرايا

فالسائر النحيف

يدور زاحفاً بفحواه المخيف

كصارمٍ رغد الربيع 

ليستحيل إلى الخريف

ويختتم فيها فصوله

ويأتي فارغاً للحلم فاه

ينقَضُّ يلتهم وديعاً في صباه

صبحٌ أتى حلّ على الدنيا مساه

يعدو ليبتلع الفرائس مثل وحشٍ

 ترتعد منه الفرائص والشفاه

فالقوى الكبرى أمامه 

صارت على المرمى ضئيلة 

يُفضي ليقضي 

كل شيء أتى عليه بكل حيلة

براءة الأزهار والأطفال

وبهجة خرساء في عينيه

 قد بزغت لديه

لا لن يُعرقَل زحفه عن مبتغاه

فصراعه الأبدي يثبُ لمنتهاه

 حتى ينقضي وتنقضي معه الحياة

وينتهي معها طلوله

خطواته تحبو لأين ؟ 

إني أراه بوجهتين 

في منحويه قَصْد السبيل

والركب في ركضٍ طويل

 يعدو لخلْفٍ أو أمام ؟

يعدو لقابل عمرهِ أو للختام

هل يا ترى  في العمر

 ينقص أو يزيد ؟

مع أنه بالماضي أبداً 

لن يعود إلى مثيله

هلّا علمتَ بأن للأيام عقرب ؟!

قد راح يلدغ في الأماني مثل عقرب

والعام تلو العام يأفل 

في هدوءٍ حيث يذهب

كالشمس بعد ضيائها بالأفق تغرب

 رغم هالتها المهولة

 …..

zidaneramadan@gmail.com

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com