جبار عبد الزهرة
– النجف/ العراق
مضى ما يقرب من اسبوعين على سجال انتقادي دار بين الحكومة المغربية ممثلة بالديوان الملكي بخصوص تناغمها وتوافقها مع اسرائيل وبين الحزب الاسلامي المغربي المعارض والمسمى ( حزب العدالة والتنمية ) ممثلا بامانته العامة التي رفضت التقارب المغربي الرسمي مع دولة الاحتلال فعبرت الامانة العامة للحزب الاسلامي عن رفضها لعلاقات المغرب مع اسرائيل في بيان قالت فيه “”( إنها “تستهجن المواقف الأخيرة لوزير الخارجية الذي يبدو فيها وكأنه يدافع عن الكيان الصهيوني في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الإجرامي على إخواننا الفلسطينيين ولا سيما في نابلس الفلسطينية”. )0
من جانبه رد الديوان الملكي المغربي على ما جاء في هذا البيان معربا:- (عن انتقاده للبيان الصادر أخيرًا عن حزب “العدالة والتنمية” المعارض، في شأن علاقات الرباط بإسرائيل، وقال “إن العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان ولأي اعتبار، لاسيما في هذه الظرفية الدولية المعقدة”. كما أوضح أن “استغلال السياسة الخارجية للمملكة في أجندة حزبية داخلية يشكل سابقة خطيرة ومرفوضة”.)
هناك صعوبة شديدة يجدها الانسان المهتم في توصيف المواقف السياسية لايي نظام سياسي يحكم بلد أي بلد في العالم وخاصة من زاوية نظر معارضيه كونها دائما تكون زاوية نظر تحمل السخط وعدم الرضا عن النظام الحاكم لان عين السخط من جانبها دائما وابدا( تبدي المساويا )0
غير ان العرب بمختلف دولهم وانظمتهم الحاكمة وشعوبهم ومنهم المملكة المغربية حكومة وشعبا ينفردون عن دول العالم بان لديهم قضية جوهرية وقد جعلوها على مستوى الحكومات وعلى مستوى الشعوب العربية بشكل اختياري دون ضغط او اكراه من احد اوجهة الا من جهة ايعاز الضمير العربي النابض بحب اصالة وشائج الاخوة العربية والالتزام بالانتماء للقومية العربية الحقة لقد جعلوها على انها هي قضية العرب الاولى وهي ( قضية فلسطين ) والتي لا تقبل المساومة في أي ميدان من ميادين الحياة مع عدو الشعب الفلسطيني او المتناغمين معه من قبل العرب غير اننا شاهدنا في هذا القرن ان البعض من الدول العربية سعت الى التطبيع مع اسرائيل مع تاكيدها ان قضية فلسطين لها الاولوية في مواضيع سياستها الداخلية والخارجية وخاصة على مستوى العلاقات الثنائية بين هذا البلد العربي او ذاك الاجنبي 0
بيد ان الجماهير العربية ترى انه لا يمكن لاي نظام عربي يقيم علاقات مع اسرائيل من النوع الثقيل والنشط عالميا ثم يدعي انه يدعم القضية الفلسطينية ويقدم السند بمختلف اشكاله لمقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني لارضه والاستمرار في تهجيره وقتله بشكل يوم وسافر 0
من هنا يمكن القول ان اللف والدوران واضح في رد الديوان الملكي المغربي على النقد الموجه الى الحكومة المغربية من قبل حزب العدالة والتنمية المعارض بخصوص استئناف علاقاتها مع اسرائيل فالرد الحكومي كان مليئا بالقفز من فوق الحقائق وتبني المغالطات الشائكة والتي لا يستطيع الانسان حتى الخبير بالسياسة ان يصل الى تحديد معالم الامر المطلوب من اعتمادها في الرد الرسمي فضلا عن اساليب الغموض والابهام التي تم تغليف الرد الحكومي بها بشكل مقصود الذي يفتح ابواب التكهن والتوقع امام المتلقي للرد دون ان يصل الى تحديد شيء يتكهن به او تاشير حالة يتوقعها فهو عبارة عن جمل انشائية :- (“إن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل تم في ظروف معروفة وفي سياق يعلمه الجميع، ويؤطره البلاغ الصادر عن الديوان الملكي بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020، والبلاغ الذي نشر في نفس اليوم عقب الاتصال الهاتفي بين العاهل المغربي، والرئيس الفلسطيني، وكذلك الإعلان الثلاثي المؤرخ في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2020، والذي تم توقيعه أمام الملك محمد السادس”.
وختم الديوان الملكي بلاغه “وقد تم حينها، إخبار القوى الحية للأمة والأحزاب السياسية وبعض الشخصيات القيادية وبعض الهيئات الجمعوية التي تهتم بالقضية الفلسطينية بهذا القرار، حيث عبرت عن انخراطها والتزامها به”.)0
انها جمل وعبارات يراها المتابع والمهتم بالشان الفلسطيني او المغربي بانها جمل اكاديمية عامة مفرغة من القصد الواضح والهدف المبين فضلا عن انها لم تذكر لنا اسم القوى الحية التي تم اخبارها ولا اسم واحد من الاحزاب ولم تحدد لنا اسم او عنوان ولو شخصية واحدة من الشخصيات القيادية في المجتمع المدني المغربي كذلك لم تسم لنا اية هيئة جمعوية تهتم بالقضية الفلسطينية اهتمت بقرار استئناف علاقات المغرب مع الاحتلال ولم توضح لنا الطريقة التي سارت عليها تلك الهيئات في انخراطها بالقرار والتزامها به 0
كذلك لم توضح الحكومة المغربية في ردها على اعتراض العدالة والتنمية ما هي مقاصدها من وراء اقامة علاقات مع عدو يحتل ارض عربية والى اليوم يرتكب المجازر بحق اهلها العرب الاصليين واخذ يزحف اليوم امام اعين الحكومات العربية المطبعة معه وغيرها عبر استيطانه نحو الاراض المخصصة من قبل المجتمع الدولي لعرب الداخل الفلسطيني في (1948وفي 1967م) كما لم تحدد هدفها من وراء التطبيع مع اسرائيل الذي يخدم مصلحة تراب العرب ومصلحة الشعب المغربي على حد زعمها 0
ان حقوق الشعب الفلسطيني امانة في اعناق كل عربي يحمل قدرا من الغيرة العربية تجاه حقوق اخوانه العرب ويتمتع بالشهامة العربية التي تفرض على كل عربي ان يقف مع اخيه العربي اذا ما تعرض الى عدوان خارجي اجنبي يمتهن كرامته ويسلبه حياته بعد ان يستولي على ارضه وممتلكاته الوجودية وحقوقه الوطنية 0
واحب ان اذكر الجانب الرسمي في المغرب العربي الذي يقول :- ( إن موقف المغرب من القضية الفلسطينية لا رجعة فيه، وهي تعد من أولويات السياسة الخارجية لجلالة الملك، أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، الذي وضعها في مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة”،)
بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي في خلال هذا الشهر بشأن محو قرية حوارة من الوجود والتي قالت عنها الادارة الامريكية بانها تصريحات :- «مقزّزة وتدعو للعنف»0
فضلا عن ان بتسلئيل سيموتريتش، يسكن في مستوطنة كدوميم، ونائب من حزب الصهيونية الدينية الشريك في تجمّع «البيت اليهودي»، ، وهو كذلك مدير «جمعية رغافيم» اليمينية المتطرفة والعنصرية، التي تلاحق الفلسطينيين في مناطق 48 و67، خاصة في مجال الاراضي والبناء، وتحث السلطات الاسرائيلية بشكل دائم ، على استصدار أوامر هدم بيوت عربية، بحجة البناء غير المرخص وذلك من اجل توسيع رقعة الاستيطان الذي هو الاساس الذي يقوم عليه الاحتلال 0
ناهيك عن عداوة الصهيوني من اصل العراقي ايتمار بن غفير وزير الامن القومي الاسرائيلي للفلسطينيين والذي يسيطر على أجهزة الأمن والشرطة، خصوصاً في الوقت الحالي. وهو معروف جيداً في اسرائيل، لأنه كان وراء اقتحامات باب العامود أو المسجد الأقصى أو الشيخ جرّاح أو أم الفحم أو الخليل وهو يشجع ويحث المستوطنين على قتل الفلسطينيين بذريعة الدفاع عن النفس والوجود 0
والعرب جميعا يعرفون ان الصهاينة الذين يحملون فكر وثقافة وآداب اسرائيل الكبرى وهي حلم تيدور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية فان عداوتهم للفلسطينيين لا تقف عند هدف معين او حد ثابت انما هي عداوة استئصالية للوجود الفلسطيني ليتحقق ذلك الحلم الصهيوني المقيت 0
عذراً التعليقات مغلقة