لالش .. بلاد لا تقبع على خرائط الحقد .. من ادب المهجر
اصدار جديد للشاعر بدل رفو
سربست رفو
دهوك
آه ..يا وطناً
ما أقسى ان نولد من صلبك
لتصلبنا .. !
(بدل رفو)
صدر للشاعر والمترجم والرحالة الكوردي بدل رفو اصدارا جديداً ضمن اصداراته المتنوعه في عالم الادب والرحلات ، لالش عالم بدل رفو ينطلق من دهوك ضمن اصدارات مركز لالش الثقافي الاجتماعي في دهوك \ كوردستان العراق ، يضم الديوان ٩٤ قصيدة من ادب المهجر بين دفتيه وبغلاف كارتوني سميك فني وقام الفنان هكار فندي بتصميم الغلاف والكتاب، كتبت قصائد الديوان في اوطان عديدة وضمت مدنا وشخصيات راحلة ومعابد مقدسة واوطانا واقواما عاش الشاعر معهم خلال رحلاته وسفرياته في العالم ،بالاضافة الى العدد الكبير من القصائد كتبت خلال جائحة كورونا على ضفاف نهر مور في غراتس النمساوية وغابات النمسا وعلى جبال ومحطات قطارات النمسا وكذلك خيبات امل تلقاها من تجارب الحياة..هذا الديوان يقع في ٣٢٠ صفحة ويعد نبعا للباحثين عن ادب المهجر وكذلك يعد هذا الاصدار رقم 19 من خلال مسيرة الشاعر الادبية المتنوعة.. يهدي الشاعر ديوانه لالش الى معلمه واستاذه الشاعر الراحل صديق شرو من خلال مقدمته التي يقول فيها :
غرانيق كوردستان
تبحث في عيون الكورد
عن وطن في حضن الشمس
وكأس الدّم
عن رحلة شاعر
مسافر في قلب مدينة
كان وحيدا
نهاية المطاف
رجل اسمه شرو!
وكتب مقدمة الكتاب الشاعر الكبير لطيف هلمت الذي يعد مرآة لكوردستان وشعرها للعالم ويقول عن الشاعر بدل رفو قائلا:
فمثلما للسندباد البحري مع كل رحلة من رحلاته البحرية أقاصيص وحكايات ومغامرات مبهرة، هكذا لبدل رفو الشاعر والسفير الأوحد للشعر الكوردي، في منافي العالم قصص عشق لوطنه وشعبه في كل قصيدة من قصائده، التي تحلق بألف جناح وجناح في سموات الغربة والمنافي المختلفة!!
تبدأ قصائد بدل رفو بالبحث عن الوطن في منافي العالم ويظل يبحث عن الوطن في عيون المسافات ..في دروب المدن العتيقة ،الى ان تذوب الطرقات في صدر الأرض ..وقتها يتكأ على دموعه..!! يحاول الشاعر ان يغدو نقطة ثقل ولقاء ما بين كل الاوطان والمدن التي زارها خلال حياته ، فاحيانا يربط ابواب المدن العتيقة مثلا ابواب باب العين في شفشاون مع باب سنجار في الموصل واحيانا يكون مركز لقاء لمجانين العالم مثل خدرو في دهوك ومقسود في الشيخان ومجانين النمسا والموصل وشفشاون..المواضيع الانسانية تطرق ابواب عوالم اشعاره بغزارة، وحين تسيل ذكرياته وقتها تحتفي بطفولته في (الموصل) ،ونهارات (شفشاون) وكهوف ثورة (زاباتا) ،وجبال القوقاز وفي باريس اطياف (بياف) تراقص الشانزليزية وضفاف السين، يحاول الشاعر ان يستذكر ويثري قصائده بمشاهداته في العالم! يكتب الشاعر عن اطفال الكورد بانهم تغريدة حزن مثلما تعلم من اطفال الهند ويقارنهم باطفال كازاخستان والعالم ولذلك تاخذ الطفولة حيزا كبيرا من افكاره وربما لانه عاش طفولة قاسية ..الشاعر رفو قريب من وجع الفقراء ولذلك يغدو صوتا عاليا في مواجهة الطغاة ويظل صديقا للفقراء ويكتب عن صباغ الاحذية ، كتب وقال عن مدينة شفشاون مالم يكتب ويقل عن مدينة في الترحال !
يتغنى بالغربة كثيرا بحيث قال: ايا غربتي لا وطن لي سواك ! وتغني بكوردستان قائلا:
في كوردستان..
شلال ملائكة يطرق ابواب الخير ..
يصرع ليال حالكة ..
بساط نضال ،جسد نار، عطر تراب ..
احضان كوردستان كروم ونرجس وخيال شعراء..!
وربوعها
غرانيق وموسيقى .. وصهيل سحر في قلب الكوردي …!
بدل رفو شاعر يعيش مع المجانين والبسطاء والفقراء ويقول بانهم ارث الانسانية ويقول في قصيدته المجانين خلال زيارته لبلاد :
في مدينة ما..
وطئت قدماي مقهى للمجانين،
تأملت ملامحهم،
عذاب يتلوى على ايامهم ..
وقفوا كالجنود احتراما للقادم الجديد!
حينها..
علمت بأني واحد منهم !!
لم ينس اصدقائه القدامى والذين رحلوا وودعو ا الحياة وكتب قصائدا رثائية ومنهم الشاعر صديق شرو وخيري هه زار وحافظ القاضي وعبدالغني علي يحيى وكذلك اهداءات للشعراء لطيف هلمت، للطفلة بائعة النرجس، الشاعر شريف اميدي، الفنان رزكار خوشناو وبالاضافة الى صوت الجبل فيروز اللبنانية ، بدل رفو الانسان تغنى بكل مدن العالم ، من الموصل الى دهوك ومرورا بفيينا وغراتس وتريست والبندقية وباريس وزار معابد الدنيا الهندوس في الهند والمايا والكنائس في المكسيك ولالش عند الايزديين والجامع الكبير في الماتا الكازاخية ويرى بان الانسانية هي دينه ويحب الجميع ولذلك قدر ان يكون صديق الجميع واخرون!
وفي قصيدته 2021 والتي تحمل رقما بانه يتمنى بأن يرجع يوما لبلاده الاولى وينثر عشقه المهاجر لجنة الوطن ويتمنى ان يصبح قنديلا ينير طرق العميان ودروب المجانين وهنا يطرح عودة معقدة للوطن وفلسفة في طرق العميان!
بدل رفو شاعر المنافي والمهجر والمدن العتيقة والطبيعة ولم يلهث يوما وراء الثروة والسلطة ولم يكن يوما من شعراء المديح ولذلك تراه على شواطئ الانهار والبحار ويقول تزوجت الحرية وعاشرت اسرار الحياة بامتياز ويتوق لاحاديث جدته وحنينه لوالدته ومدينة الموصل التي تركت اثرا كبيرا في حياته ويقول في قصيدته كلنا سنموت يوما :
كلنا سنموت يوماً
الملوك والأبطال والفقراء
والحمير والذئاب..
وقتها سيكون للموت عنوان،
كلنا سنموت يوماً!
يتغنى بكل ما يراه وحتى بوجعه وخيمته التي تركها على جبل شفشاون وهي تنتظره بشوق كل سنة في شهر مايو ، واما قصيدة دهوك فكتبت في بداية الجائحة وتصور بانه لن يرى ناسه ثانية وقد تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة والقيت في قنوات تلفزيونية وكذلك غناها على شكل فيديوكليب الفنان الكبير محفوظ اكري:
دهوك..
عشِقتُ مُدنا وشُعوباً مُعَوَزّة
لكن!! لم أرَ طيبةً وسلاماً
كشَعبِكِ!
بعض قصائد الديوان القيت بصوت الشاعر وكذلك غدت اغان ومنها 6 اغنيات بصوت محفوظ اكري!
ديوان لالش ..بلاد لاتقبع على خرائط الحقد ..صرخة شاعر من اجل نشر الجمال والتسامح ما بين البشر والاديان والقوميات والالوان وزرع روح الطيبة والجمال ، نشرت قصائد الديوان في الصحف والمجلات ومنها صحيفة الشمال المغربية وصحيفة الزمان اللندنية وايطاليا تلغراف وصحيفة قريش من لندن ويظل وادي لالش حيث الهواء النقي والطيبة ووجع الايزدي ..ويقول بدل رفو قدرت ان اكون مساندا دوما لوجع وماسي الايزديين وعنوان ديواني لالش ..بصمة وفاء للايزديين الطيبين !
وهذه مقاطع من الديوان واغاني وقصائد المهجر
قصيدة حب على نهر الدانوب
أنهار جمالك تفيضُ
خمراً وسكراً وشموساً
سَكينةٌ لا تفارق الروح
شعراً وصفاءً!!
ــــــــــــــ
سأمضي من دون رجعة..
من دون رتب عسكرية ..
ومناصب رفيعة ،
احمل دواوين اشعاري ورحلاتي
واحلامي!
لحين ان تتحطم قيود العبودية
على مذبح الحرية ..!!
راحل من دون رجعة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من يقرأ فنجاني المكسور
ابحث عن من يقرأ فنجاني المكسور ،
ويجوب في ذاكرتي ،
ليحتسي الشهد من كأس
فيه عطر لعناوين تعبقني
بلغة أمي ..!!
تركتُ دروب البكاء والوجع
لأبحث في عينيك ..
عن خرائط بلادي الممزقة المشتتة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستحمل عطر والدتك في المنافي..
ستصارع هجمات العواصف ومطاردات الاشواك..
ستغوص في غابات العمر ،
وبقايا خبايا الحضارات والانسان
ستحلق مهاجراً وتندب حظك..
ونجوم السماء تراقبك رغم خيالاتك
اوجاعك كالجمرات!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن تحارب شيوخا وكهولا واطفالا ..
لن تسحق نجمة الله..
ياصديق الخمائل والبؤساء..
ستتيه بك الدروب احيانا
وستختار الشمال بدل الجنوب،
ياليتك بقيت ولم تمض يا موج البحر..
سيصبح الاحرار وستصبح انتكاسات احلام البشر
على درب حريتك وعشق المدن
محراباً للوطن ولعشق ليالي الصيف..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
واخيرا يطلق قصيدته بحزن بعد ان غدت اغنية حزينة وهو يحتفل غيد ميلاده وحيدا على ضفاف نهر مدينته
كثيرا .. و وحيدا
ستسافر كثيرا..
ستحمل أوجاع بلادك الاولى كثيرا..
ستعشق شعوبا وقبائلا واوطانا
وحضارات كثيرا..
ستعيش انكسارات الروح
ستراقص اشعارك في محطات الغربة
على شواطىء البحار والأنهار كثيرا..
وفي اعياد شعبك..
سترى نفسك في قطارات العالم..
في غابات الدنيا وموانىء البلدان
تندب حظك التعيس..
وشارد الفكر وحيدا..
وعندما تبدأ الحرية بالبكاء
على مذبح الانسانية..
وقتها ستودع الدنيا
مع خيباتك بقلب كسير..
يا من بعشق الغرانيق
وبحرية الوطن تحلم كثيرا..
سيظل عشق حمزاتوف وداغستان
واوطانا حلمت بهم
حلما لم يكتمل.. ووجعا كبيرا !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لالش.. موقع مقدس لدى الايزديين ،يقع في منطقة جبلية ساحرة بالقرب من مدينة الشيخان( موطن ميلاد الشاعر بدل رفو) ويقع فيه معبد لالش النوراني وقبر الشيخ عدي بن مسافر المقدس لدى اتباع الديانة وهناك حيث مقر المجلس الروحاني للديانة الايزدية في العالم ويحج الايزديون الذين يعيشون في العالم مرة واحدة خلال حياتهم على الاقل الى معبد لالش .
عذراً التعليقات مغلقة