بقلم: الدكتور نزار محمود
عندما كتب محمد الماغوط كتابه: سأخون وطني، كنت أنا واحداً ممن لم يستسيغوا عنوان الكتاب، وبعد حين كتبت مقالاً بعنوان: لن أخون وطني!
الكاتب والفيلسوف الماغوط تحدث بحرقة عن الأوضاع التي تدفع بالمواطن الى خيانة وطنه. فلا سياسة رشيدة ولا اقتصاد عادل ولا ثقافة منيرة ولا مجتمع تتحقق فيه للمواطن كرامة، فعن أي قدسية لوطن نتحدث؟!
كم من المرات والحالات التي يعيشها مواطنون يهانون ويختفون ويعذبون ويعدمون وتشوه سمعتهم الاجتماعية والسياسية لأسباب اختلاف في الرأي أو اعتراض على سياسات أو أخطاء؟!وكم هم أولئك الذين هربوا بحثاً عن أمان وحرية فما وجدوا في الغربة والمهجر سوى الذل والهوان؟! أو، ربما اضطروا، أو أغروا، لبيع ضمائرهم الوطنية فما كان لهم في النهاية سوى الخزي والعار؟!
ان من يبحث عن الأسباب لن يجدها أولاً سوى في وحشيتنا وأنانيتنا وأخلاقنا المريضة وتخلفنا، قبل أن يبحث عنها في ملفات خطط غير المتربصة بالفرص.ان الصراع على السلطة وركوب موجات الاستيلاء عليها، والاستبداد بها، وتصفية من يهددها أو يعترض عليها، لن يترك للمخلصين الأباة ذوي الكرامة سوى التصادم وقرار الاستبسال أو الاستسلام للهروب. انهما طريقان أحلاهما مر!
وهكذا يصدق قول الله تعالى:“ إن الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم”
برلين
عذراً التعليقات مغلقة