باريس -“ قريش”:
كشف وزير خارجية فرنسا الأسبق دومينيك دوفيلبان لمناسبة مرور 20 عاما على غزو العراق،جانبا من الاتصالات التي كانت تجريها باريس مع واشنطن لمنع اندلاع الحرب ، وكان احد اطرافها الرئيسيين بوصفه وزيرا للخارجية انذاك . وقال دوفيلبان في معرض وصفه لهذه الأحداث في تصريحاته لاذاعة الجمعية الوطنية الفرنسية -LCP- أنها جرت في سياق معركة دبلوماسية شرسة سعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية عام 2002ـ2003 إلى الضغط على الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتصويت لصالح قرار يجيز غزو العراق، فيما كان الرئيس جاك شيراك ووزير خارجيته دوفيلبان يقودان المعسكر المعارض للغزو. (كانت بلغاريا عضوا غير دائم في مجلس الأمن): ((في لحظة ربما كانت الأكثر تأثيرا في حياتي الدبلوماسية، وبينما كنت متوجها في طريقي إلى مكتب وزير الخارجية الأمريكية كولن پاول في الامم المتحدة وإذا بي وجهاً لوجه أمام وزير خارجية بلغاريا خارجاً من مكتب پاول. لم يشأ الوزير البلغاري النظر في عيني لكنه قال لي والاحباط باد على وجهه: “لا خيار آخر لدي، يا دومينيك”.فهمت من جملة “لا خيار لدي” بأنه لا يملك سوى خيار الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في التصويت داخل مجلس الأمن. عليه أدركت بأن بلغاريا كانت ستلتحق بالركب الأمريكي في مجلس الأمن. دخلت بعد ذلك إلى مكتب وزير الخارجية الأمريكي وكان جالساً خلف مكتبه. بدأت كلامي بالقول: كولن.. ثمة ممارسات اعتبرها من جانبي غير مقبولة. أنا لا أقبل بأن يقوم البعض بابتزاز دولٍ محددة. وضع كولن پاول يديه على الطاولة ووقف غاضباً، وكأنه على وشك أن يضربني. من جانبي، شعرت بأن كلامي تسبب بجرح مشاعره. أردت له أن يدرك بأن الأكاذيب التي تسوقها الولايات المتحدة سوف تقودها إلى فقدان كامل الشرعية)).
عذراً التعليقات مغلقة