وداعا يا طيب الحمد
الى روح الصديق الطيب حمداني
إسماعيل طاهري
لا تخبروني برحيل الطيب الطيب
فقد أخبرتني المرسلات
هل شرعت نيران الرحيل في التهام ما تبقى من الزمن الضائع؟
وهل دنا منا الوجع الوجيع؟
يا سيد السماوات لماذا ضاقت بنا الأرض؟
هل نحن دمع الأرض؟
ألا يكفي ما رأيناه من نجوم في عز الظهر
طيلة نصف قرن بلا وطن
تأخذ منا أورادنا
وتسكب دماءنا في الوادي
لترقص عليها الغربان
ونحن كالنخل نموت واقفين
مكتوفي الأيادي
عزاؤنا الصلاة الهوارية.
…..
كم حلمنا في “البياضة”
وسهرنا تحت نجوم “القصيبة”
وعقدنا العزم على شد الرحال
وهد الجبال
لتحرير فلسطين
وفي الأخير تحرمنا حتى من قبل الوداع.
فها هو دمعنا يكاد يغرقنا في بحر الأهوال!!
هل نحن دمع الأرض؟
….
أيها الطيب
لماذا ترحل قبل أراك في “اللوح” المحفوظ بين “الرباعية” و”الديبة” تمد لي حبة تين عليها بصمات من عهد عاد؟
يا عنقودا ظل يينع بجمر الحياة الى آخر ساقية
تمد الماء من القلب الى القلب.
رحيلك طعنة في الهزيع الأخير
لحياة الضنك التي ابتلتنا بالضياع.
…..
نم قرير العين قرب”الوادي الأبيض”
وارتح من غبش هذا الظلام الذي أسبانا في عز “العصر وليال خسر”
أرثي وحشتي فيك
وكل ثوار جيل الذهب
الذي شرع في الذوبان بلا استئذان.
….
حبنا فيك لله باذخ الى حد الحد
فلن يطويك النسيان
ولن نتخلى بعدك عن طريق التحرير والجنان
من يوم الناس هذا الى يوم الدين
وداعا يا طيب الحمد.
….
طنجة 15 مارس2023
خاص لصحيفة قريش – ملحق ثقافات واداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة