واشنطن -بيروت- القاهرة -“ قريش؛ خاص :
رشحت معلومات امريكية مؤكدة، إنّ الرئيس السوري بشار اﻷسد سيشارك في مؤتمر القمة العربية المقبلة، والمقرر عقدها في العاصمة السعودية الرياض، بعد اتصالات ووساطات روسية وإيرانية. فيما قالت مصادر “ شيعية “ شديدة الاطلاع لمراسلة قريش في بيروت ان موضوع عودة سوريا للجامعة العربية جري بحثه مرتين في الاقل بين وزيري خارجية ايران والسعودية بعد اتفاق المصالحة بين طهران والرياض .ويأتي ذلك بعد أنباء عن توجه السعودية نحو إعادة فتح قنصليتها في دمشق كخطوة قبل فتح السفارة قريباً، بعد انقطاع العلاقات لمدة 11 عاماً.
لكن التحول الاهم هو اضطلاع مصر بمهمة التنسيق مع السعودية لاقناع واشنطن بأن القمة العربية المقبلة يجب ان تحضر فيها سوريا ممثلة بالرئيس الاسد لاسباب تتعلق بتطبيق قرار مجلس الامن 2254 الخاص بالحل السياسي الذي تشترط الولايات المتحدة تحقيقه في سوريا ، وانسجاما مع اجواء التسوية السياسية التي اعيد الكلام عنها بعد انقطاع اربع سنوات ، وتمهيدا لعودة سوريا للجامعة ، التقى وزير الخارجية السورية فيصل المقداد في القاهرة سامح شكري وزير خارجية مصر وبحث معه هذا الملف تحديدا ، وبعدها وردت اشارات الى اعادة الحديث عن حل سياسي ، من خلال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد الذي قال إن محادثات الوزيرين “تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أنه “على ضوء ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه”، فضلا عن “جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية”.
وجدد الوزير شكري، وفق المتحدث باسم الخارجية المصرية، تأكيد “مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا”.
وأوضح المتحدث أن الوزيرين إتفقا على “تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة” المقبلة.
واضافت ان هناك غموضا حول اطراف التسوية السياسية المقصودة بعد انتهاء دور المعارضة السورية على الارض وانحسارها بالمرالين لتركيا في ادلب .
وهناك توقعات بأن يُجري وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” زيارة إلى سوريا يلتقي خلالها بالأسد. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الامريكية موخرا عن “مصادر مطلعة” أنّ إيران شجعت سلطة اﻷسد على إبرام اتفاق مبدأي مع السعودية، عقب استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، كما طلب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” من “بشار الأسد” خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو الموافقة على ذلك. ولم تُبيّن المصادر تفاصيل الاتفاق لكنها وصفته بالمبدئي، مؤكدةً أنه “سيشكل خطوة هامة في عودة سلطة الأسد إلى المحيط العربي”.
وتريد السعودية حل قضية المعتقلين السعوديين الذين سبق أن انضموا لفصائل في سوريا، بينما طلبت سلطة اﻷسد من الرياض في المقابل المساعدة في “قطع التمويل عن فصائل المعارضة السورية”، وفقاً للمصادر. وستناقش القمة المقبلة في الرياض، بعد عدة أشهر، ملفات عديدة أبرزها “إعادة إعمار سوريا”، حيث “سيكون الملف حاضراً بقوة في جدول الأعمال”. لكن الصحيفة لم تتطرّق إلى موقف قطر الرافض للتطبيع مع اﻷسد، بينما تتطلب عودته إلى الجامعة العربية إجماعاً من كافة الدول اﻷعضاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية “ماجد بن محمد الأنصاري” قد أكد الاسبوع الماضي ، أن موقف الدوحة في سوريا “يعتمد على محددين رئيسيين، الأول هو أن تقوم سلطة اﻷسد بما يلبي تطلعات الشعب السوري في الحل السياسي وبيان جنيف1 (يونيو/ حزيران 2012) والمحدد الثاني هو الإجماع العربي حول هذه التحركات”. وأشار إلى أن قطر “منخرطة في العديد من المبادرات الهادفة في المقام الأول إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري، ودعم أي جهد يحقق السلام الشامل وفقا للمحددين الرئيسيين السابق ذكرهما”.
وحول المبادرة الأردنية للحل السياسي في سوريا، أكد “الأنصاري” أن قطر “تدعم جميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد السلام الشامل في سوريا، وتدعم جميع الجهود العربية والدولية في هذا الإطار”. وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس” قد أكد أنّ الولايات المتحدة لن تطبع مع الأسد و”لن تشجع الآخرين على إعادة العلاقات معه”، مؤكدةً على ضرورة “الحل السياسي وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254”.
عذراً التعليقات مغلقة