في ذکری الأنفال: الطفلة الکردیة و حذاؤها الأحمر

آخر تحديث : الثلاثاء 18 أبريل 2023 - 3:13 مساءً
في ذکری الأنفال: الطفلة الکردیة و حذاؤها الأحمر

عبد السلام برواري

Screenshot ٢٠٢٣ ٠٤ ١٨ ١٦ ١٠ ٥٩ ٢١٧ com.whatsapp2 - قريش
عبدالسلام برواري


ضابط في الجیش العراقي کان خلال عملیات الانفال (١٩٨٧-١٩٨٨) برتبة عقید، یقول: “لن انسی هذا المنظر طوال حیاتي”، و یضیف:
“بینما کنا نقوم بتحمیل النساء و الاطفال و الرجال المسنین من الکورد في العربات العسکریة، و عندما وصلنا الی منطقة صحراویة في غرب البلاد، و بدأنا بتفریق النساء و الاطفال عن الرجال، لاحظت ان طفلة جمیلة في الرابعة من عمرها تربت علی ساقي و تشیر الی قدمیها، ثم الی العربة التي انزلناها منها. کانت تنتعل في احدی قدمیها حذاءا احمر اللون و کان کل همها في ظل هذە المأساة، انها قد فقدت احدى فردتي حذائها .

کلّما مررتُ بسوق أو محل لبیع الأحذیة و رأیت حذاءا صغیرا باللون الاحمر، أتذکر تلك الطفلة الکردیة الجمیلة ذات السنوات الأربع، التي دفناها مع أهلها و تملأ الدموع مقلتي


و عندما نظرت الی العربة التي کانت تشیر الیها، رأیت حذائها الآخر داخل العربة، فأمرت احد الجنود بإحضار الحذاء و أعطیتە للفتاة، التي نظرت الي وقد ارتسمت ابتسامة فرح علی محیاها الملائکي الجمیل، یبدو انە قد تم شراء هذا الحذاء لها حدیثا لذلك کانت متعلقة بە.
بعدها افترقنا و لم ارَ الطفلة مرة اخری. و لکني بعد ایام و خلال استطلاع روتینی للخنادق التي تم دفن الکورد فیها، لاحظت زوج حذاء صغیر علی التراب الموجود علی حافة احدی تلك الحفر، عنها ادرکت بأنە قد تم دفن هذە الطفلة الجمیلة مع افراد عائلتها في ذلک الخندق.
لم اتمالك نفسي عندما رأیت الحذاء الاحمر و تذکرت الوجە الملائکي البرئ للطفلة الکوردیة و تساقطت دموعي غزیرة.
و الی الیوم، و بعد مرور کل هذە السنوات، و کلما مررت بسوق او محل لبیع الاحذیة و رأیت حذاءا صغیرا باللون الاحمر، اتذکر تلك الطفلة الکوردیة الجمیلة ذات السنوات الاربع، التي دفناها مع اهلها و تملأ الدموع مقلتي

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com