عدنان أبوزيد
اعتقد العراقيون، انهم بمغادرتهم الحقبة الصدامية التي داستها مواكب الحديد الامريكية، سوف يدخلون عصر
النور. وبالفعل فقد تأسست لهم مملكة نور زهير.
وهذه المملكة هي ذاتها، الدولة الكمبشية، وفيها الأوقاف الدينية تسرق الأموال باسم الله، والمسؤولون ينهبون باسم الوطن.
والكمبشية، مصطلح رائد، وهي الدولة التي تكرم المسؤول الفاسد، وتسخّر له الضباط والشرطة كي يفلت.
وفي الفضاء الكمبشي لا يمكن إحصاء أعداد ناهبي المليارات الفارين من العدالة وتتكفل الدولة، التغطية عليهم.
وإذا كانت الدولة الصدّامية ظالمة، تعدم الخارجين على السكة لأبسط سبب، فان الدولة الكمبشية رحيمة، مثل الأم التي تخشى حتى على أبنائها اللصوص.
وفي الدولة الكمبشية الرحيمة، لا يخشى المنحرف، قانونا، كما أن فرار الفاسدين إلى خارجها، ليس توجسا، بل لاستكمال الاستثمار في المليارات المنهوبة، والتمتع بملذاتها.
أعطني مسؤولا ثريا قرر البقاء بين أهله في الداخل، إلا ما ندر، ثم أرني فاسدا انزل العقاب به، فخاف الآخرون من مصيره.
وباللغة الطائفية، فإن كمبش سني، والقوى الأمنية شيعية، وكلاهما منتفع.
عذراً التعليقات مغلقة