جبار عبدالزهرة
النجف / العراق
يوماً بعد يوم يتطور العلم وتتقدم التكنلوجيا على مستوى العالم ،ومن خلال ذلك تتطور اساليب الطب في العلاج والوقاية على مستوي الصحة العضوية والنفسية للانسان ولجميع الكائنات الحية. غير انه في اطار الطب النفسي للانسان هناك حالات مرضية حتى ولوكان لها عقار لعلاجها فانها في الغالب تعود لتصيب صاحبها ثانية ،لانّ العلاج الدوائي في الحالة النفسية هو علاج مؤقت وغير جذري او دائم الاثر في حصول الانسان على الشفاء الكامل عبر تعاطيه وعليه فان علاج الحالات النفسية بالادوية يكون دائما لفترة محدود مقيدة بمحيط تاثير الدواء الزمني على المريض، وهو تاثير يكون دائما لفترة محدودة 0
فنفس الانسان تحتاج الى السكينة المعنوية والى البهجة التي تحصل عليها النفس البشرية من طريق التأمل ،وتحتاج الى الراحة والهدوء لتحصل على قدر من الاسترخاء، وهذا ما يبعد عنها حالات التوتر العصبي والقلق النفسي وعقل الانسان من الناحية النفسية يحتاج الى الراحة الذهنية لكي ينشط ويتحرك بشكل سليم نحو الادراك وهضم الامور المطروحة علية بشكل صحيح 0
وقبل ما يقرب من الف وخمسمائة عام قدم القرآن علاجا نفسيا عظيما للانسان لا يتطلب منه زيارة المستشفيات ومراجعة الاطباء وتناول العقارات مثل حبوب الفاليوم وغيرها عند الشعور بالضيق والاكتئاب وكذلك لا يحتاج الى الصعق بالكهرباء في الامراض النفسية الحادة وفضلا عرن انه لا يحتاج الى صرف الاموال الطائلة0
انه لامر مذهل ان يذكرالله سبحانه في كتابه الكريم القرآن ان رعي الانعام مثل الاغنام والابقار والجمال والاهتمام بتربيتها والعناية بها اضافة الى الحصول على المنافع المادية مثل الالبان للشرب واللحوم للاكل فان فيها منافع نفسية كثيرة لعلاج الحالات النفسية التي يعاني منها الانسان مثل الاضطرابات والاكتئاب وغيرها مما يعذب النفس الانسانية ويعكر صفو اجواء الروح في مجراها في جسم الانسان0
انه لمفخرة وعزة للمسلمين بين امم الارض وشعوبها ان ياتي في قرآنهم الكريم علاج نفسي سهل وبسيط وفي متناول اليد لا يخطرعلى بال الكثير منهم لقوله تعالى (وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون /يونس/ 92 ) لان الغالبية العظمى من المسلمين قد عزفت عن قراءة القرآن وقد قال الامام علي عليه السلام :- ( يأتي زمان على الناس لا يبقى من الاسلام الا اسمه ولا يبقى من القرآن الا رسمه ) 0
ان الغرب المسيحي لا يقرأون القرآن ،لأنهم لا يعترفون بنبوة محمد وما موجود في القرآن من اشعاعات علمية غير موجودة في الكتب السماوية التي سبقته 0
ومن ذلك قوله سبحانه لفرعون ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً –يونس /92 ) فقد كانت مومياء (رمسيس الثاني ) ذلك الفرعون سببا في اعتناق الطبيب الفرنسي موريس بوكاي الاسلام وهو الذي تولى علاج تلك المومياء من بعض الفطريات الضارة عندما قرا بعضهم عليه الاية اعلاه 0
لقد ذهلت واصابتني الدهشة عندما قرات في البعض من وسائل الاعلام ان باحثين اشاروا الى ان:- التواجد بالقرب من الأغنام يخفف من مستويات التوترومعروف ان الاغنام هي نوع من الانعام التي ذكرها الله في القرآن 0
وهذه حقيقة أكدتها دراسة قام بها باحثون متخصصون. فقد ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أنه خلال العامين الماضيين، تم السماح لنحو 25 من الأغنام بالتواجد في المساحات الخضراء بوسط حرم جامعة كاليفورنيا. وتم الحفاظ عليها داخل أسوار الحرم، وتوفير مياه نظيفة لها وإعادتها إلى حظائرها في الصباح والليل.
وقام الباحثون باستطلاع آراء 200 من الطلاب وأفراد طواقم التدريس، وخلصوا إلى أن السير بجانب الأغنام أو الدراسة بالقرب منها “يقلص بشدة من احتمالية الاحساس بالتوتر” مقارنة بالذين لم يقتربوا من الاغنام مطلقا.
وأشار الباحثون إلى أن القرب من الأغنام ساعد في تحسين الصحة العقلية للطلاب.
وان هذا يعزز ما جاء في القرآن الكريم من ان القرب من الانعام او مصاحبتها او رعايتها فيه علاج نفسي للانسان وقد جاء ذلك في قوله سبحان وتعالى :- ( وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ– النحل/ 6) 0
ومما قاله مفسروا القرآن في هذه الاية :- ولكم فيها زينة وبهجة تُدْخل السرورعلى نفوسكم عندما تَرُدُّونها إلى منازلها في المساء، وعندما تُخْرجونها للمرعى في الصباح.
وقالت هافين كييرس، كبير الباحثين المشاركين في الدراسة، والاستاذة المساعدة لهندسة المساحات الطبيعية ومديرة مشروع (جزازات الأغنام) “بدأ هذا الأمر كتجربة لاختبار قدرات الأغنام على التشذيب، ولقد نشرنا بحثا الآن عن كيف أن الأغنام تجعل الأشخاص يشعرون بالسكينة”.
وقالت الباحثة مينا بيدجن “مجرد أخذ قسط من الراحة خلال يوم عمل شاق، ومراقبة قطيع من الأغنام بتأمل جلب السعادة لكثير من الأشخاص”.
وقال الفريق البحثي إن ما توصلوا إليه، والذي تم نشره في الدورية الدولية للأبحاث البيئية والصحة العام، يمثل أهمية، حيث أن الطلاب في جميع الأعمار يقولون إنهم يعانون من التوتر ومشاكل تتعلق بالصحة العقلية.
لا املك الا ان اقول سبحان الله عما يصفون من سلوكات انسانية ومكتشفات علمية وتطورات تكنلوجية وحين يتمعن الانسان بدراستها ويتعمق في تحليل اسبابها يجد لها جذورا في القرآن الكريم 0
عذراً التعليقات مغلقة