بغداد – بيروت- ابو حسنين كوثراني، وابو زينب المحمداوي “ قريش”
تفيد معلومات جديدة، تتكامل وتضيف لما نشرته “قريش”، الأسبوع الماضي، بأنّ زيارة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي السابق إلى طهران كشفت عن دور دولة خليجية في إيقاع الكاظمي في الفخ ومنح ايران أدلة ادانة ضده.
والقصة بدأت بحسب مصدر سياسي شديد الاطلاع، عندما قرر الكاظمي زيارة ايران لفك الضغوط التي يتعرض لها في بغداد مع كادره السابق من المقربين منه، فلجأ الى ابلاغ الامريكان بنيته في السفر الى طهران، لأسباب تخصه هو او ربما في محاولة منه لإضفاء الهدوء على زيارته ولكي لا تذهب الظنون الامريكية حوله الى اتهامه بشيء لا يتوقعه بسبب العداوة القائمة بين واشنطن وطهران .
ويضيف المصدر انّ ما كان يخشى منه الكاظمي تحقق، وانقلب الامريكان ضده بسرعة ، في موقف استباقي منهم، اذ يبدو انهم توقعوا ان يمنح الكاظمي الايرانيين كل ما يملكه من اسرار تخص الامريكان في العراق كان قد تحصل عليها بحكم منصبيه في رئاسة المخابرات ورئاسة الوزراء، ولكي ينجو من الموجة العارمة ضده من الاطار التنسيقي الحاكم، فقام الامريكان بحرقه فوراً من خلال تكليف دولة قطر بحمل ملف خطير وايصاله الى ايران يتضمن العديد من الوثائق الصوتية والفيديوية والورقية التي تكشف عن دور ضبّاط في جهاز المخابرات العراقي تحت أمرة الكاظمي في عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ويبدو انها نماذج بسيطة يظهر فيها صوت الكاظمي وهو يقول كلاما عن سليماني والمهندس يوحي بفرحه في الخلاص منهما عبر مكالمة صوتية، وهو ما اعتبره الإيرانيون دليلا على تورط الكاظمي في الاغتيال او علمه المسبق بالعملية .
وقال المصدر السياسي لمراسل -قريش – ان استقبال وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان للكاظمي وظهورهما في لقطات مصورة كان مقصودا من ايران ، وانّ عبداللهيان تكلم في لقاء استغرق اقل من عشرين دقيقة بدبلوماسية وبشكل عام واستمع لدفوعات الكاظمي عن نفسه وما سمّاه الاستهداف المجحف بحقه من حلفاء ايران في بغداد، ثم قال عبداللهيان ان لديه اتصالاً من الاخوة في الحرس الثوري، وفعلا تكلم بالهاتف وكان الضابط في الحرس في غرفة مجاورة، حيث دخل بسرعة بعد اغلاق الهاتف، وهنا طلب عبداللهيان بكل احترام من الكاظمي ان يحضر معهما الى قاعة الاجتماعات المجاورة، وهناك كان ثلاثة ضباط من فيلق القدس ووزارة اطلاعات، وجلس الجميع بعد ان قالوا للكاظمي؛ انك سترى وتسمع بعض الأشياء . وهنا كانت الصدمة التي بقي الكاظمي بعدها لا يقوى على مغادرة الكرسي، بعد ان سمع تسجيلات بصوته ورأى لقطات له في استقبال ضباط استخبارات امريكان وغير ذلك..
يبدو ان الكاظمي شيع نفسه بنفسه في زيارته الى طهران .
وارجع المصدر، أسباب (حرق) الكاظمي، إلى تفاهمات إقليمية جديدة، تجاوزت الكاظمي، بل باتت اكبر منه، كما إن تمرير المعلومات هو عربون تفاهمات جديدة، نضجت على نار التقارب السعودي الإيراني.
وكانت صحيفة “قريش” قد نشرت الأسبوع الفائت، عن مصدر في كتائب الامام علي، احد الفصائل المقربة من ايران ، عاد لتوه من ايران بعد سفرة معايدة سريعة ، قدم خلالها التهنئة الى قيادات في الحرس الثوري ووزارة اطلاعات ، ان هناك ارتياحا ايرانيا من حكومة محمد شياع السوداني، مصحوبا بملاحظات سياسية واقتصادية ايضا .
وقال القيادي في تصريح خاص لمراسل – قريش – في بغداد، ان ّ الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الى طهران بعد خروجه من المنصب كانت فاشلة بكل المقاييس ولم توفر قناعة لدى القيادات الامنية الايرانية بما قدمه الكاظمي من شهادة حاول تبرئة نفسه من دم الشهيدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس .
واوضح المصدر ان الجهات الايرانية فاجأت الكاظمي بمعلومات وتسجيلات صوتية فيديوية لم يتوقعها عن ضباط عملوا معه في جهاز المخابرات وجرى اختراقهم من قبل ايران وقدموا شهادات صادمة، كما ظهر صوت الكاظمي في بعض التسجيلات، واخرين كانوا يعملون مباشرة مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية وكانت اجهزة ايران على متابعة مستمرة لهم .
و لفت المصدر الى انّ طهران حملت الكاظمي مسؤولية قيام ضابط مخابرات عراقي مزدوج العمل امريكي عراقي ، وصل بعد حصول الضربة بخمس دقائق الى مكان استهداف سيارتي سليماني وابو مهدي عند سور مطار بغداد الدولي ، وقام بجمع هواتفهم النقالة وما تناثر من الحقائب الصغيرة من وثائق في غاية الاهمية التي كانت بحوزة مرافقي سليماني ، وان هذا الضابط غادر فورا عبر دولة ثالثة الى الولايات المتحدة، مما يشكل دليلا قويا لدى الايرانيين ، على تورط عناصر من جهاز المخابرات الذي ترأسه الكاظمي بالاغتيال ، ولم يكن للكاظمي اي سيطرة او انه تغاضى عن هروب ذلك الضابط خوفا من الامريكان، بحسب المصدر.
وقال المصدر ان قيادات الاطار التنسيقي انزعجت من استقبال مسؤولين في طهران الكاظمي وابدوا عتبهم على الجانب الايراني ، وانه ردا على ذلك قامت قيادات الاطار بتسريع تقديم الادلة الى القضاء التي تدين الكاظمي في قضايا فساد استعدادا لمذكرة القاء القبض عليه والوصول الى حساباته في الخارج ، وانهم في صدد مخاطبة دولة الامارات حول ذلك كونه يتردد هناك وانه يتعامل مع بنوكها.
و يلفت المصدر الى انه يبدو ان التدخل الايراني كان دقيقا في رسم مصير الكاظمي وانهائه من خلال محاكمات الفساد في بلده وجعله طريدا خارجه ،وليس من خلال دوره في اغتيال سليماني ، ذلك ان هناك نسبة من العراقيين ستتعاطف معه كونه مستهدفا من دولة اخرى .
يتزامن ذلك، مع ما كشفته مصادر مقربة من القضاء العراقي، الإثنين الماضي عن إن اعترافات أعضاء في مكتب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، ومن الحلقة الضيقة لسكرتاريته، أكملت طوق الإدانة القضائية باتجاه اصدار أمر القاء قبض وشيك عليه، فيما أنجزت المذكرة القانونية لإحضاره، بعد توجيه اتهامات فساد مالي كبيرة، له.
للاستزادة تابع التحليل المعلوماتي التالي :
عذراً التعليقات مغلقة