النجف الاشرف -“ قريش” -خاص
كشف قيادي في تنظيم” اصحاب القضية” الذي اقصاه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فجأة قبل ايام عن تياره عن اسباب “ البطش” بالتنظيم وتفكيكه، فيما القت القوات الامنية الحكومية على 65 من اعضاء ذلك التنظيم من ضمن قائمة تشمل ثلاثمائة عنصر كانوا يعدون في خلال السنوات التي اعقبت احتلال العراق 2003، رأس الحربة في التيار في جميع نشاطاته وهم القرص الصلب في دائرة عملياته في السلم والحرب .
وقال مصدر صدري مطلع لمراسل “ قريش: ان الملقب ابو درع الذراع الصدري الطويلة في تنفيذ العمليات الخاصة ، ابدى تذمره وسخطه وغضبه مما يحصل وقال فلي مجالسه انها مؤامرة على التيار ، لكنه جرى اسكاته بعد وصوله تهديد مباشر من زعيم التيار بأن لسانه قد يوصله الى نفس مصير مجموعة المعتقلين.
وقال القيادي المهدوي في رسالة الى “ قريش” اليوم ان زعيم التيار مقتدى الصدر اعطى وعدا لتنظيم اصحاب القضية الذين يشكلون الحلقة الاقرب اليه طوال مسيرته بأن عليهم ان يصبروا قليلا على قراره الانسحاب من العملية السياسية وتسليم السلطة للاطار التنسيقي ، حتى تكتمل مدة ستة اشهر وبعدها يعود للمواجهة التي يتنظرها اصحاب القضية بفارغ الصبر، وان الموعد حان بعد العيد مباشرة وان التزامات السيد الصدر تمنعه من تنفيذ وعده لهذه المجموعة وانه كان مضطرا للتضحية بمجموعة صغيرة بدل التضحية بالتيار كله اذا نكث وعده للجهة” التي رعت” قرار انسحابه وترك المجال لحكومة الاطار التي يقودها محمد شياع السوداني ان تحكم البلاد.
في الرسالة ادناه تفاصيل دقيقة وتار يخية عن علاقة تنظيم اصحاب القضية بالتيار و زعيمة مقتدى الصدر شخصياً :
نص الرسالة
اصحاب القضية…لماذا الان؟؟؟
مايسمى باصحاب القضية هم : مجموعة عقائدية صدرية تقدس ال الصدر وسيد مقتدى تحديدا وهم متواجدين بمفاصل التيار الصدري منذ نشأته ايام السيد محمد صادق الصدر ، بدأو عام ٢٠٠٤ يبشرون ويدعون لفكرهم المهدوي المقدٍس لسيد مقتدى،، وسماحته يعلم ويرحب ويرعى اصحاب هذا الفكر رغم اعتراضاته الخجوله والنادرة والتي يصدرها مرة واحدة كل بضع سنوات ، لان هؤلاء ( اصحاب القضية) كانوا يد السيد الضاربة ورأس الحربة في كل المهمات التي يريدها بدءا من اي انتخابات ومرورا باي تظاهرات واعتصامات وتهديد الخصوم والمتململين من ابناء التيار ( بما فيهم نواب وقيادات التيار العليا ) ،
فلماذا فتح ملفهم الان وتمت التضحية بهم رغم الخدمات التي لاتقدر بثمن التي قدموها لسماحته، وعلى حد قول احدهم ( اصحاب القضية) : لولانا لماكان هناك شئ اسمه تيار،، لماذا التضحية بهم وهم لم يأتوا بجديد عقائدي مطلقا وكل دعاواهم وافكارهم يعتنقونها ويعلنونها منذ سنوات طويلة ويجهرون بها امام سماحته الذي كان يقابلها بترحيب وتقريب لمدعيها ( وكان سماحته على الدوام يوحي لاتباعه بطريقة مباشرة وغير مباشرة بما يكرس فكرة تقديسه ومهدويته ) وحاملو هذا الفكر ليسوا من الطبقات الدنيا بالتيار، بل الكثير من نخب التيار ونوابه يعتقدون بها( ومها الدوري نموذجا).
السبب الحقيقي لفتح هذا الملف الان والتضحية بهم وكما وصلنا من حوارات جرت بمسجد الكوفة مؤخرا وهي امتداد لحوارات انطلقت بشكل ساخن منذ استقالة نواب التيار: احتج اصحاب القضية على الاستقالات الغير مقنعة والتي سلمت البلد للاطار الذي يشكل خطرا على حياتهم اذا ماتسلم السلطة بسبب حروب و تصفيات جرت بين التيار وبين بعض قوى الاطار بسنوات سابقة وكانوا هم رأس حربة التيار بتلك التصفيات. اصحاب القضية كانوا العمود الفقري للماكنة الانتخابية للتيار ولمدة عام ونصف يعملون ليل نهار وباخلاص منقطع النظير على التعبئة خدمة للامام السيد مقتدى ليعجلوا بظهوه وليكون الامام الذي يملأ الارض عدلا وقسطا، وكان سماحته يُمنّيهم بذلك ويوحي لهم به، ولكنهم صدموا بالاستقالات والانكفاء التام وتحولوا الى عاطلين عن العمل فجأة والسلطة بيد خصمهم اللدود، وهنا تدخّل السيد وبشكل مباشر ليقنعهم بصحة مافعل وان موعد الصدام قريب وهو يريد كشف عورة الاطار امام العراقيين ثم ينقض عليهم، ووعدهم انّ بعد ال٦ اشهر الاولى من حكومة السوداني سيقوم بثورة لاتبقي ولاتذر وهذا ماينتظروه وطلب منهم الاستعداد مجددا، وهذا الخروج بعد ال٦ اشهر سيكون الخاتمة للظلمة واعوانهم، وبعد تململ رضخوا له، وكان اخر موعد ضربه لهم لانطلاق ثورة الاصلاح الموعودة بعد العيد مباشرة، ودخل رمضان وبدأت استعداداتهم وحواراتهم حول الثورة وكيفيتها وادواتها وووو واختاروا موعدا لها يوم الجمعة الاولى التي تلي العيد وابلغوا سماحته بناءا على الموعد الذي حدده هو ابتداءا ( بعد العيد) وهنا وُضِعَ سماحته بالزاوية،،فبينه وبين الجهة التي تقف خلف الاطار اتفاقات واضحة لاتقبل اللبس وهي الانسحاب والهدوء واعطاء الفرصة كاملة للاطار ثم يعود بالانتخابات القادمة اذا شاء مع كامل الضمانات والحصانات له ولوضعه ومكتسباته ، وفترة ال٦ اشهر كانت فترة اختبار له وللسوداني امام راعي الاتفاق ، واثبت السوداني والاطار انهم اهلا للثقة ولم يزعجوا سيد مقتدى باي اجراء وبالتالي لا اشكال في اعطاء فرصة اضافية لهم حتى الانتخابات القادمة وهذا مالم يوافق عليه عقائديو التيار متمثلين باصحاب القضية ومعهم لفيف واسع من التيار، لذا ضحى بهم سماحته وسلم قوائم باسمائهم وعناوينهم كاملة للاجهزة الامنية ليقوموا باعتقالهم، هذا يؤشر لعهد جديد وحلة جديدة سيلبسها التيار بالسنوات القادمة، فالادوار المعارضة التي كان يلعبها التيار أُدخل تعديلا استراتيجيا عليها : سيكون اكثر هدوءا وانسجاما ( ظاهرا وباطنا) مع المنظومة القائمة التي هو من مؤسسيها فقد كان سابقا منسجما بالباطن رافضا بالعلن( حسب الدور المناط به)، المرحلة المقبلة سيكون ظاهره كباطنه وسيتصرف كاحد قوى المنظومة بما لها وعليها وهذا اقتضى التخلص من اصحاب القضية وامثالهم واخرجهم من تياره. التعديل الاستراتيجي للتيار ودوره جرى بلحاظ اعادة التموضعات والتحالفات التي جرت بالشرق الاوسط (الاتفاق الايراني السعودي).ملاحظة : المرات المعدودة التي كان يبدي فيها سيد مقتدى انزعاجه من اصحاب القضية كانت تصدر عندما يحصل ضغط كبير عليه وعلى حياته من الاطار ورعاته وكان يطلق هذه الاستنكارات ليثبت انه باق على مذهبه التقليدي(الاثنى عشري) ولن يشكل فرقة جديدة بالاضافة الى ان ادعاؤه للمهدوية سيضعفه انتخابيا فليس كل ناخبيه سيكونوا مصدقين بمهدويته اذا ما ادعاها.
بقلم : ابن القضية ع.ت
عذراً التعليقات مغلقة