- هَلْ تسْمَعُ صَوْتي..؟
- الطاهر لكنيزي
ما لي في الْخُرْجِ سِوى صَبْري ***
وَفُتاتِ قَريضٍ لا يُغْري
فَاِشْتَدّي أَزْمَةُ تَنْفَجِري***
كَسُيولٍ مِنْ كَبِدِ الصَّخْرِ
تَهْمي كالهَبَّةِ هادِرَةً ***
تَتَلَفَّعُ باِلْحَزَنِ الْمُرِّ
تَتَسَلَّقُ قُنَّةَ دَهْشَتِنا ***
وَتُشَذِّبُ أَفْنانَ الذُّعْرِ
هَلْ تَسْمَعُ صَوْتي يا وَطَني ***
يَتَصاعَدُ مِنْ قَعْرِ الْقَعْرِ؟
لَكَأَنَّ الْعَيْنَ بِها رَمَدٌ ***
وَالأُذْنَ أُصيبَتْ بِالْوَقْرِ
كُنْ لي كالْكِلْمَةِ مِلْءَ فَمٍ ***
بالظُّلْمِ تَضيقُ وَبِالْقَهْرِ
كَالصَّرْخَةِ مِنْ صَدْرِ بَرِمٍ ***
مَدْحورٍ، مُحْتَرِقِ الصَّبْرِ
تَتَسَلَّقُ قُنَّةَ دَهْشَتِنا ***
وَتُشَذِّبُ أَفْنانَ الذُّعْرِ
وَتُدَثِّرُ عُرْيَ كَرامَتِنا ***
وَتُعَرّي سَوْءاتِ الْفَشْرِ
فَفَسائِلُنا بِمَشاتِلِنا ***
لا ظِلَّ لَها وَبِلا تَمْرِ
والّلَيْلُ أَتى أَمْراً إدّاً ***
وَأَدارَ أَكاويبَ الْمَكْرِ
لَمْ تُسْكِرْ إلاّ عَاصِرَها ***
فَتَلَعْثَمَ مَنْخوبَ الْفِكْرِ
وَالرَّبِّ وَما بي مِنْ عُسْر ***
إنَّ اَلأَذْنابَ لَفي خُسْرِ
نَحْنُ الشَّعْبُ الْمُمْتَدُّ عَلى ***
أَبْعادِ هَواكَ بِلا حَصْرِ
ما أَدْمَنّا إِلاَّ كَدْحاً ***
نَتَوَضَّأ بالْعَرَقِ الثَّرِّ
إِنَّ الأَمْواهَ إذا رَكَضَتْ ***
ذَهَبَتْ بالرَّمْلِ عَنِ التِّبْرِ..
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب. – لندن
عذراً التعليقات مغلقة