جبار عبدالزهرة
النجف /العراق
2003م وهو العام الذي اجتاحت فيه قوات التحالف الدولي ارض العراق بقيادة امريكا واسقطت النظام البعثي الحاكم فيه تحت ذريعة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل الفتاكة، وعلى حد زعمهم ايضا فانه يمكن للعراق ان يهدد بها السلم والامن العالميين باتهام نظام العراق الحاكم او الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين بانه متهور وغير منضبط وان أي ضغط عليه اقليمي او دولي ممكن ان يدفعه الى اللجوء الى استخدامها وهو المتهم من قبل الادارة الامريكية بالمشاركة في تفجيرات 11/ ايلول / 2001م التي طالت المراكز التجارية في نيويورك ووزارة البنتاغون الامريكية وخلفت آلاف القتلى والمصابين وسببت دمارا هائلا وخرابا كبيرا 0
وكان يوم 9/4/2003م تم تحديده لهذه المناسبة حيث دخلت القوات الامريكية برفقة التحالف الدولي الى العاصمة العراقية بغداد وانهت حياة ووجود نظام حكم قد حكم العراق اكثرمن ثلاثة عقود واعتبرت الحكومات العراقية الذين دخل افراد طواقمها في السلطات العراقية الثلاثة ارض العراق في بطون او على اظهر الدبابات الامريكية اعتبروا هذا اليوم المشؤوم براي الغالبية العظمى من العراقيين بانه يوم تحرير لارض العراق وشعبه من ظلم نظام دكتاتوري حكم البلاد بالحديد والنار واساء كثيرا للعلاقات الطيبة في محيطه الاقليمي وعلى مستوى العالم 0
وتساوقا مع هذا التقييم الرسمي العراقي لهذا اليوم البائس والذي جعلوا منه مناسبة وطنية استتلت عطلة رسمية لكافة دوائر الدولة والذي اعتبرته الادارة الامريكية بكل صراحة بانه هو يوم احتلال للعراق وهو كذلك بكل القوانين الدولية والاقليمية بانه احتلال ما بعده احتلال في الالفية الثالثة للانسانية على هذه الارض وحتى لو تم النظر اليه من زاوية المقاييس والقيم العرفية للمجتمعات الانسانية لا يعدو تقييمها له على انه عدوان ليس له ما يبرره على دولة ذات استقلال وسيادة وانتهاك صارخ لحرمة اراضيها واجوائها ومياهها الاقليمية انتهى باحتلالها 0
ورغم كل هذه التقييمات والتقديرات المختلفة التي اصرت على اليوم التاسع من نيسان للعام 2003 يمثل عدوانا واحتلالا على العراق شعبا وارضا فان المسؤولين العراقيين يصرون وبكل صلف على انه يوم تحرير للعراق وعلى العراقيين ان يحتفلوا به ويقيموا مظاهر الفرح والزينة في استقباله غير ان العراقيين خيبوا آمال حكومات التبعية للادراة الامريكية في عدم الاهتمام بهذا اليوم وهو يمر عليهم كيوم اعتيادي شانه شان ايام حياتهم الاخرى لا بل ان ثلة كبيرة منهم تنظر اليه بيعن الازدراء والاحتقار والشجب الواسع والاستنكار الشديد0
ان عدم رضا الشعب العراقي عن هذا اليوم المظلم الذي جلب لهم كل اشكال الكوارث بدءا من كارثة دمار البنية التحتية لبلدهم ومرورا بكارثة الحرب الاهلية وجرائم عصابات القاعدة وداعش التي سفكت دماءا غزيرة للعراقيين ودمرت شؤون حياتهم فقد قتل الرجال ونهبت الاموال ويتمت الاطفال ورملت النساء وخرب الحاضر فضلا عن شل اية خطوة كريمة نحو بناء مستقبل لاجيال العراق القادمة 0
هذه الاجيال التي هي ضائعة في هذا اليوم الراهن الاسود مع كل مواطن بين غياهب المجهول من حاضر تتحكم به حكومات عميلة وفاسدة تنهب المال العام وتسخر كل امكانيات البلد لخدمة ترفها ولعبها ولهوها غير عابهة بما يهم المصلحة العامة وتجسيد ولو جزءا يسيرا من مقتضيات حقوق الشعب الانسانية من توفير لقمة العيش وتحقيق فرصة العمل وتوفير الخدمات الكهربائية والصحية 0
وكذلك التعليم الحكومي المجاني الحقيقي فقد انتشرت في العراق في ظل حكومات الذل المسخّرة لخدمة الخارج حكومات ما بعد 9/4/2003م يوم الاستعباد والمهانة انتشرت بشكل واسع مدارس التعليم الاهلي ورغم انها فاشلة في طرق ومناهج تعليمها وتدريسها للطلبة والتلاميذ فهي اضافة الى ذلك تفرض اجور تعليم ورسوم تدريس باهضة لا يقوى عليها الكثير من ذوي الطلبة كما انها اخذت تعمل على افشال التعليم الحكومي ومن وسائلها في ذلك هي استقطاب الطلاب والطالبات المتميزين في المدارس الحكومية بتقديم بعض المغريات لهم ومنها سحبهم ليدرسوا في صفوفها مقابل عدم اخذ اجورالتعليم منهم 0
ان النخبة الحاكمة في العراق اليوم والتي تمت صناعتها في ورش العالم الغربي الاوربي فانه ليس من العجب ان تنظر الى اليوم الذي احتل الاجنبي فيه بلدها ودنس ارضه ونهب خيراته وسفك دماء جماهيره واستحوذ على آثار حضارته وفرق بين ابناء شعبه يوم تحرير فهي كما اسلفت تمت صناعتها وغسلت ادمغتها من أي شعور بالانتماء الوطني للعراق ففقدت الاحساس به فهي لا تشعر الا بالطاعة العمياء لسيدها الاجنبي ولا تتحرك الا وفق ارادته فهي مسلوبة النظر الصحيح والتفكير السليم مذهولة بين احضان اجندته 0
وعليه اقول لنخبة العراق الحاكمة التابعة غير المتبوعة والغارقة في مستنقع العمالة للاجنبي ان تعرف بان يوم 9/4/2003م هو يوم عار وشنارعليها في الراهن وانه سيكون يوم لعنة من الاولين والاخرين عليها وسبّة لها من الاقوام كلهم وكذلك على يد جماهير العراق اليوم وفي المستقبل والحاضرمعاش والمستقبل لناظره قريب وقديما قالت العرب (اذا لم تستح افعل ما شئت )0
عذراً التعليقات مغلقة