تائه في مدائن الريح
عبدالناصر عليوي العبيدي
عندما أحدّقُ
في مدى آفاق عينك ..
أحلّقُ في فضاءاتٍ ..
من الياقوت..!
إلى حدود انكسار الأبعاد
يحملني لكواكب نائية
لا تدركها الشمس ..
وأرضع من أثداء الغيم
نبيذ العشق
المعتق بماء الهذيان .
فأغرق
في أعماق الضياع .
تترنح سفني
على أمواج الوله الهائج .
تتراقص هائمة
على أنغام النوارس المتعبة .
هاربة من ضجيج الليل
إلى عتمة السكون .
تتمزق أشرعتي
من خلجات القلق .
وأبحر عكس الريح
إلى مدن النسيان .
تلاحقني أشباح الماضي
بسيوف الغدر .
وشبق الانتقام .
فتحاصرني في تابوت مغلق .
ليس له مفتاح ..!
تتفجر أوردتي
بعبوات الخذلان .
تتطاير ..
شظايا الحنين
لتصيب خلايا الوجد
في أشلاء الروح
فتنزف ألما
لا ينضب
لا يتوقف
نجعٌ يتدفقُ مندفعاً كالإعصار
يمتطي جواداً . من قصب
يهفو للقاء عفوي .
خلف الشرفات الوردية
في مساءٍ مختلفٍ
لا تغرب عنه الشمس
ولا يعرفه
إلّا من مارس
طقوس الدهشة
في كهفٍ مهجور
عذراً التعليقات مغلقة