بغداد- ابو زينب المحمداوي” قريش”:
قال رئيس احدى العشائر العراقية، إن اجتماعا عالي المستوى، في الأيام القريبة الماضية، دعا اليه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، واستقبل خلاله نحو ثلاثة وثلاثين من رؤساء العشائر الذين يمثلون الخارطة العشائرية الأساسية في العراق.
وقال رئيس العشيرة الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لمراسل” قريش،” في بغداد إن السوداني تحدث كلاما خطيرا و (مبهما) في الوقت ذاته.
واستطرد: من ذلك انه طلب من زعماء العشائر إن يكونوا سندا له في إعادة بناء العراق، واعماره، ما اثار استغراب البعض، لان مثل هذا الطلب من المفترض أنْ يُوجَّه إلى هياكل الدولة الحكومية والوزارية، المعنية بإعادة البناء.
وأضاف المصدر العشائري، إن السوداني نوّه في الاجتماع المغلق الذي لم يغطه الاعلام ، إلى إن المقصود من اعادة بناء البلد، ليس الناحية المادية العادية، انما دعم التغيير الجوهري للعملية السياسية.
وقال السوداني- وفق ما نقله المصدر العشائري- إن من غير المفيد، استمرار العملية السياسية بنفس مواصفاتها وعناصرها، التي تأسست عليها قبل عشرين سنة، وان جيلا جديدا ولد في هذه الفترة وله استحقاقاته في التغيير الذي هو من حقه.
وأشار السوداني، إلى إن مشروع التغيير جرى تداوله مع قوى دولية وإقليمية، ليس من باب التدخل في الشأن الداخلي، لكن من باب إعلام العالم، بوقوف العراق على سكة جديدة، فيما وعد السوداني رؤساء العشائر، بان التغيير الحقيقي، سيكون بالواجهات السياسية، والتوجهات، واولوياتها، بما يضمن عدم انخراط العراق مجددا في أي صراع إقليمي او دولي.
وحث السوداني، رؤساء العشائر على الاستعداد لإظهار اقصى درجات الحذر والحيطة للحفاظ على السلم الاجتماعي، اذا حاول مندسون إعاقة تغيير النهج في العراق.
غير أنّ السوداني -حسب المصدر العشائري – تحاشى التعليق على بعض الكلام الذي تحدث به زعماء العشائر الذين ارادوا حصر التوجه العام بخطوات سياسية محددة قد ترد فيها أسماء قيادات ورموز.
ونال السوداني أمام رؤساء العشائر، بالقول بأننا حريصون، على المحافظة على كرامات جميع الرموز السياسية التي تبوأت مناصب سابقة، لان القصد هو ترسيخ السلم الاجتماعي والسياسي وليس الانتقام من شخص او جهة.
وحديث السوداني عن التغيير يقود إلى حقيقة إن الوضع في منطقة الشرق الأوسط يتغير تماما، كما إن الولايات المتحدة قد تغيرت كثيرا في سياساتها فيما الزعماء العراقيون لم يجددوا او يتغيروا.
ولم تستبعد مصادر سياسية في حديثها مع “قريش”، إن تبدأ بعض الشخصيات بالانسحاب من المشهد واتخاذ صفات غير تنفيذية او قيادية في العملية السياسية ونوافذها ،وقد يتم هذا على مراحل، بما يجنّب البلاد، هزة سياسية، لها آثارها السلبية.
ورجّحت المصادر السياسية بأن زيارة مساعدة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف، بغداد، عززت التوجهات الجديدة التي من شأنها ترسيخ التقارب بين بغداد والاقليم، في ملفات النفط والموازنة، فيما حديث رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، الخميس، ينسجم مع مسار التلاقي الحاصل بين الإقليم والحكومة، كاتفاق مستدام، سواء في حقبة هذه الحكومة او ما بعدها، على عكس ما كان الوضع عليه من اتفاقيات سابقة، لا تنفّذ كاملا، وكانت تنتهي بنهاية الحكومات السابقة.
عذراً التعليقات مغلقة