د. محمد عياش
– كاتب وباحث فلسطيني
هي حرب الهروب من الأزمات الداخلية ، أم هي تعبير عن الفشل باقتحام الأقصى والخضوع أمام الصمود الفلسطيني الأسطوري ، أم هي مدرجة بالأجندة الصهيونية للاطمئنان على قوة الردع العسكري بما فيها القبة الحديدية كلها عوامل موضوعية تجعل من العدو الصهيوني أن يؤمن على نفسه يوم بيوم .
دائما ً تختصر «إسرائيل» مخاوفها وتوجساتها بالمنطقة بالهجوم على قطاع غزة المحاصر ، يشبه ذلك ضربة الجبان في الليلة الظلماء ، لأنها أمنت الصمت الدولي وخبرت ردود الفعل من السلطة الفلسطينية خصوصا ً ومن المجتمع الدولي عموما ً ، وبالتالي فإن الحرب القائمة التي تشنها قوات العدو الصهيوني على القطاع ما هي إلا ضربة جبان في ليل مظلم .
أكثر من أربعين طائرة إسرائيلية غارت على القطاع صباح الثلاثاء مايو / أيار 9 / 5 / 2023 ، والهدف اغتيال ثلاثة من قادة الجهاد الإسلامي بمباركة الحكومة والمعارضة على حد سواء ، مستفردة كما المرة السابقة بالحركة مع التهديد والوعيد لحركة حماس من التدخل .
«إسرائيل» كعادتها لا تقوى على حرب طويلة وحسب ، بل تريدها خاطفة مع تحقيق بنك الأهداف ، خوفا ً من الغضب ( الشعبي ) الدولي وليس الرسمي والحذر من الحديث عن الحلول النهائية لهذا الصراع الدموي ، لأن العدو يريد احتلال كل فلسطين وإخضاع الشعب الفلسطيني لسياسته العدوانية الإحلالية .
الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية مصابا ً بـ ( الجاثوم ) أي مقيد من الحركة بالتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني عن طريق القانون الدولي والمنظمات الدولي بما فيها مجلس الأمن الذي بدوره يقف حجر عثرة أمام فرض العقوبات على العدو الصهيوني وبالتالي وجوبا ً على السلطة أن تستيقظ من أحلامها وهرولتها وراء هذه المؤسسات والمنظمات التي تحمي الكيان الغاصب من المساءلة والعقوبات .
على الأخوة في القطاع بغض النظر عن الانتماء الحزبي ، أن يدركوا أن في كل مرة يجب أن يلقنوا العدو درسا ً قاسيا ً وأن يجعلوه يفكر مليون مرة قبل العدوان عليهم ، وعلى السلطة الفلسطينية أن تتخلى نهائيا ً عن التنسيق الأمني مع إسرائيل وأن تنفض غبار الذل والخنوع والسير وراء الولايات المتحدة الأمريكية ومنظماتها ومجالسها وتوجه بوصلة النضال نحو العدو الذي لا يرى إلا في قتل كل الشعب الفلسطيني وقيام هيكله المزعوم في القدس الشريف .
الثقة كل الثقة التي لا يساورها الشك ، أن الأخوة في القطاع يعملون ليل نهار للصمود في وجه العدو المتغطرس ، ولكن بعض الملاحظات من باب الحرص والخوف .. العمل بغرفة عمليات واحدة وأن تمنعوا العدو من شق العصا بينكم ، وأن تطهروا قطاع غزة من الجواسيس والخونة ، وأن تعلنوها للملأ بوحدة الصف الفلسطيني .. «إسرائيل» تريد قتلكم جميعا ً وإستراتيجيتها في ذلك قولها بأن الفلسطيني الجيد هو الميت .
عذراً التعليقات مغلقة