ضياء محسن الاسدي
(( بما أن فكرة المهدي المنتظر هي معتقد خاص لا يخضع للمحرمات ولا الشرائع والسنن التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف فلماذا تُركت بهذا التوسع الغير ملتزم بضوابط مقيدة من رجال الدين الذين قادوا المذاهب الإسلامية على مدى قرون مضت وما زالت هذه الفكرة أو العقيدة تتجاذبها الأجيال المتعددة السابقة والحالية كالنهر الجاري يغرف منه ما شاء ومتى شاء كان من الأجدر للمؤسسات الدينية أن تضع لهذه الفكرة المهدوية أسس وإطار وطريق واحد في الفهم والاعتقاد والاعتناق بعيدا عن السلف الصالح الذين قدموا ما قدموا لجيلهم ومجتمعاتهم مشكورين أما الآن أصبحت الفكرة ذات طابع دموي وانحراف في الفكر والعقيدة والعقل وحلقة تدمير للمجتمع .
إذا أردنا أن نصل إلى الفكرة المهدوية التي باتت تقوض الفكر الإنساني وعقليته بعد ما روج لها الكثير من الرجال بطرق منحرفة في بعض الأحيان بأفكار بعيدة عن الشرع والعقيدة للدين الإسلامي وبأساليب متعددة لا تصل إلى مبتغاها كفكرة راسخة في أذهان الأجيال السابقة منذ قرون كثيرة وأعتنقها المؤمنون بها على فترات من الزمن لا يحدها زمان ولا مكان وخصوصا في البلدان الإسلامية وبالخصوص الشيعة في العراق على سبيل المثال ومنذ العهد القريب جماعة أصحاب المهدي المنتظر وجماعة أحمد اليماني وجماعة جند السماء وآخرها جماعة أصحاب القضية ،وكلها في مضمونها ودوافعها فكرة التمهيد لخروج شخصية الإمام المهدي المنتظر ، عجّل الله فرجه الشريف، لكنها فكرة هذه الجماعات المتعددة خطيرة على العقيدة الإسلامية مدفوعة الثمن مسبقا وقد يكون منبعها مصدرا واحدا يهدد الإسلام وعقيدته ومبادئه ،كونها استطاعت هذه الحركات من تقويض الأمن والاستقرار المجتمعي ومن التغرير وتحريف عقول الشباب ومريديها بالعقائد المنحرفة بعيدة عن الحلول الجذرية والتصدي المنهجي من قبل الدول والمؤسسات الدينية أو رجال الدين وقنواتهم وماكنتهم الإعلامية من حماية الشباب والمجتمع .
هكذا عقائد التي تظهر بين الحين والآخر وأن هذه المؤسسات وقفت عاجزة من الخروج بتصورات وسبل لتصحيح وتوضيح فكرة شخصية المهدي المنتظر بأسلوب حضاري وعلمي ودليل عقلي ونقلي يحاكي ويوازي تطور عقلية الشباب الجديد في القرن الحادي والعشرين أمام حملة شعواء تُشن ضد العقيدة الإسلامية ومعتقداتها من القنوات الغربية المغرضة الممولة لهكذا حركات تخريبية . فالمسئولية الملقاة على عاتق رجال الدين أن يحددوا كلمة الفصل في هذا الموضوع وان يضعوا صيغة موحدة في الفهم وماهية هذه الشخصية الجدلية بين المذاهب الإسلامية هل هي حقيقة مجردة غيبية لها زمانها المنتظر وشخصها الموصوف بالكيفية بذاته في مرحلة ما قبل يوم القيامة أم هو مشخص موجود حاليا بيننا يعرفه ويعيش مع الذين يدعون العرفان لكي تتوحد الأمة الإسلامية على كلمة سواء بوجوده أو عدم وجوده بعيدا عن النزاع والجدل والتناحر في أثباتها أو نفيها ومن هذا المنطلق يجب عليهم إيجاد مخرج لفض هذا النزاع المستمر المتجدد في كل حين الذي يذهب ضحيته الشباب والمجتمع )) ……..
عذراً التعليقات مغلقة