جواد الخالصي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حين تنتهي مرحلة قاسية بمصالحات كبيرة، وحين يفشل المشروع الغربي في فرض إرادته في كل مكان حتى التحركات المفتعلة والانتخابات المصيرية والحروب الداخلية وانتصارات المقاومة على مخططات الشر الصهيونية؛ فإن اللازم ان ينتبه علماء الأمة وقادتها السياسيون وكل جماهيرها إلى ما جرى من أخطاء الماضي التي يجب ان تشخّص وتصحح لكي لا نعيد تكرارها من جديد او تسرب إلينا من جهة العدو كما جرى في مرات عديدة، والبداية ان يعد النصر الحاصل لصالح الأمة وموقفها ووحدتها وليس انتصاراً لجناح على جناح، او طائفة على أخرى؛ وانما هو تثبيت لموقف الأمة الموحد الذي يجب أن يستمر ويُستثمر للمرحلة القادمة مع الالتزام بكل الخطوط التي يجب ان نتبناها خصوصاً ونحن على اعتاب انعقاد مؤتمر القمة العربية بكامل اعضائها بعد عودة سورية إلى مكانها الطبيعي في مجلس الجامعة.
اما الخطوات اللازمة لحركة المستقبل فتتركز في المحاور الآتية:
أولاً: دور الجامعة العربية من خلال القمة العربية غداً في جدة، فقد نجحت الجهود الواعية منذ القمة السابقة في الجزائر في عقدها هذه السنة بحضور عربي كامل مصححاً الخطأ التاريخي بإخراج سوريا التي عادت من خلال دولتها والكيان الموحد.
والعمل مع منظمة التعاون الإسلامي صاحبة أكبر عدد من الدول المنضمة بعد الأمم المتحدة، ومواجهات المقاومة وانتصاراتها خصوصاً الأخيرة في غزة وعموم فلسطين، وعملية الانتخابات في عدة دول وبالأخص في تركية. فيجب مراعاة الفقرات التي ذكرت في المقدمة ببناء مشروع عربي موحد للحاضر و المستقبل يمتد إلى الجوار الاسلامي الاسيوي والافريقي وإلى العالم الصديق أيضاً بما يضمن مصالح الأمة الكاملة ويمكن بحث المواجهة مع العدو الصهيوني بشكل جاد بإعادة الحوار عن المبادرة العربية وتحديد زمن قريب لسماع الجواب حولها من الجهات المعنية خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي، والا فستقوم الدول العربية بسحب المبادرة التي أُهملت من قبل العدو، بل جوبهت بحرب عدوانية بدأت من مخيم جنين ولم تتوقف إلى اليوم وسيكون رد الفعل بسحب السفراء وتصعيد المقاطعة وإيقاف التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري لاسترجاع ما بقي من ارض محتلة وحتى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعدم الخضوع للضغوط الغربية الظالمة ومواجهتها بموقف عربي موحد ينطلق من إيقاف كل الحروب والفتن وآخرها ما يجري في السودان والتأكيد العملي على وحدة أراضي الدول العربية ورفض التدخل الاجنبي في شؤون الدول العربية.
ثانياً: دعوة الدول العربية إلى تحسين أوضاع شعوبها اقتصادياً وسياسياً وامنياً، وإطلاق سراح سجناء الرأي والسياسة، وتوسيع المشاركة الشعبية لنصل بخطة رصينة إلى مرحلة ما عرف بتاريخنا الاسلامي إعادة الأمر شورى في الأمة مع العمل على تحقيق الوحدة العربية من خلال مشروع التقارب والتنسيق والعمل المشترك.
ثالثاً: توثيق العلاقات مع الدول كافة خصوصاً الإسلامية ودولتي الجوار تركية وايران بعد التقارب العربي الايراني التركي وعدم السماح لأية جهة بإحداث فجوة في هذه العلاقة التاريخية والمصيرية، والعمل على حل الأزمات بالحكمة والتواصل المستمر والاهتمام بنتائج الحراك المجتمعي في هذه الدول ليساعد على مشروع الوحدة والتعاون خصوصاً الانتخابات الأخيرة في تركية التي تدخل الغرب العلماني فيها بروح صليبية معلنة لضرب قوى الشعب التركي المسلم الناهضة بمشروع حضاري ينتمي ويقترب من امتنا وهويتها، كما يجب على الحكومة الفائزة في البرلمان وفي الرئاسة كما يتوقع ان تعيد النظر في بعض سياساتها الخطيرة التي مكنت العدو من اختراق الجسم الشعبي واطمعته في احتوائها، بل والسعي إلى اسقاط مشروعها مثل التدخل المنفرد في سوريا والعراق، والمشاركة في المشاريع الموضوعة لتمزيق الأمة والمنطقة بروح طائفية أو عنصرية كما يجب احترام شعوب المنطقة كافة المكونة لكيان الأمة مع اعطاء حقوقها الكاملة ضمن مشروع الأمة الواحدة وليس حسب مشاريع الغرب الممزقة، كما يجب سحب السفير التركي من القدس ومعه الشركات العاملة هناك في خطوات ثابتة لإنهاء العلاقات مع الكيان الذي زرع في منطقتنا لتمزيقها واثارة الفتن فيها كما جرى في الانتخابات الأخيرة وعلى طول الخط وخاصة في الانقلاب العسكري الفاشل في تموز 2016م والذي سقط بموقف شعبي شجاع وبدعم دول اسلامية معروفة.
وفي الختام فإن جماهير امتنا في كل بقاعها تأمل من القمة وزعمائها أن تكون بمستوى المسؤولية، وان تخرج بمقررات تحقق للامة بعض طموحاتها في هذه المرحلة المهمة من تاريخ امتنا والعالم.
والحمد لله أولاً واخيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جواد الخالصي
مدرسة الإمام الخالصي /الكاظمية المقدسة
27 شوال المكرّم 1444هـ
18 أيــــــــــار 2023م
عذراً التعليقات مغلقة