نصار النعيمي
” يعتبر تلفزيون العراق أول تلفزيون عربي بدأ الارسال، إذ بدأ البث التلفزيوني المنتظم في بغداد بتاريخ 1/5/1956 ويعدُ أول محطات التلفزة الناطقة باللغة العربية في الوطن العربي على الإطلاق، وللتاريخ أيضا فأن الشركة التي جهزت العراق بأدوات البث والاستوديو هي شركة باي البريطانية وليست شركه ألمانية، واقتصر البث في بداية الامر على بغداد وفي اواخر الستينات شمل البصرة والموصل وكركوك وفي العام 1976 بدأ وعلى نطاق ضيق أول إرسال ملون على القناة العامة وفي العام 1977 تم ربط كل محطات البث في أنحاء العراق بشبكة المايكرويف.
ويذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة حددت يوم 21 نوفمبر يوماً عالمياً للتلفزيون (من خلال القرار 51/205 المؤرخ 17 كانون الأول / ديسمبر 1996)، وهو يوم لإلقاء نظرة على الفلسفة التي يمثلها التلفزيون، الذي طالما كان قادرًا على توفير الاتصال والعولمة في العالم المعاصر وذا دور محتمل في زيادة التركيز على القضايا الرئيسية الأخرى، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
يعود تاريخ انطلاق البث التلفزيوني إلى عام 1884 عندما اخترع الألماني بول نيبكو قرصا ميكانيكيا دواراً بفتحات صغيرة منظمة في شكل حلزوني، عندما يتم تسليط الضوء عليها يتسرب الضوء من الفتحات ليعطي احساسا سريعا بحركة الصور المسجلة على هذا القرص، وقد فتح قرص نيبكو المجال اما المخترعين للتفكير في امكانية نقل الصور بطريقة ميكانيكية عبر الاسلاك إلى مكان اخر، واصبح هذا القرص هو الاساس الذي قامت على اساسه التجارب التالية لتطوير تكنولوجيا نقل الصور المتحركة من مكان إلى اخر سواء عن طريق الاسلاك أو باستخدام الموجات الهوائية، وتعتبر حقبة الخمسينات بمثابة العصر الذهبي للمرناة (للتلفاز)، وسط منافسة حامية ما بين شركات التلفزة الأميركية الثلاث الكبرى NBC و CBS و ABCوشهدت بدايات هذه الحقبة أول استخدام للمرناة سياسياً، حينما غطت شركة CBS حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 1952
إلا أن بريطانيا هي أول من دشن خدمة البث التلفزيوني المنتظم في عام 1936، هي الأولى من خلال هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي تعتبر أيضاً مؤسسات التلفزة التي تقدم التصوير والبث الحي من خارج الاستوديوهات المغلقة، وجاءت الطفرة الحقيقية في الـ «بي بي سي» عام 1952، وفي عام 1935 عرف الألمان للمرة الأولى خدمة الإرسال التلفزيوني، واستطاعت فرنسا أن تدشن أول إرسال تلفزيوني منتظم من برج ايفل عام 1939، وانطلق البث التلفزيوني المنتظم للمرة الأولى في موسكو في عام 1939، إذ وَظفَ الروس ريادتهم في مجال الفضاء في الإرسال عبر الأقمار الاصطناعية، لتصبح محطة موسكو من بين أوائل المحطات التلفزيونية في العالم التي بثت برامجها فضائياً إلى العالم، وفي اليابان يعود تاريخ البث التلفزيوني التجريبي إلى العام 1939، ثم باقي الدول.
نعود الى العراق إذ يعزو مختصون عراقيون في العمل التلفزيوني، أنه بالرغم من تأسيس العديد من القنوات الفضائية والارضية في البلاد إلا أننا نفتقد الى الهدف الرئيس والذي يتمثل بالمهنية والحيادية، لأغلب القنوات الفضائية، إذ أصبحت فوضى البث التلفزيوني تظهر للعيان فاقدة للخطط البرامجية المدروسة، وتبث برامج سياسية تستهدف تسقيط الاخر، وبرامج اجتماعية هزيلة رغم وجود قلة في البرامج الرصينة، وعزى المختصون في هذا الشأن ذلك الى سيطرة الكتل السياسية على معظم القنوات الفضائية ودعمها من أجل تحقيق أهدافها الحقيقية، في هذا اليوم يطمح العراقيون الى عودة المهنية والحيادية في عمل جميع القنوات الفضائية العراقية، من أجل خدمة المجتمع ونبذ كل ما يهدد أمن وسلامة العراق.
نصار النعيمي
عذراً التعليقات مغلقة