كتب: عدنان أبوزيد
التقى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برئيس وزراء العراق (سرمد خميس الخنجر)، ومتزعمي الاقطاعيات، ومدير المكتب (محمد السوداني). هذه ليست نكتة، ولا سهوا اخباريا، ولا تجاوزا على أحد، إنّها الحقيقة التي نطقت بها الصور قبل الأفواه؛ العراقيون الذين لا ينامون على ضيم مهما عظم َ البلاء، التقطوا الرسالة، وسمعوا ما وراء السطور والكلام “الممحي” أيضاً….
أمير قطر يبلغكم: نحن ندعم متزعمي المناطقيات والاقطاعيات، لأننا لم نجد دولة، وإن رئيس حكومتكم هو تنفيذي علاقات، ينسّق ادارياتكم، حسب.
كم كان امير قطر ذكيا حين وضع ما يسمى “الدولة” العراقية في حجمها الحقيقي من خلال تلك الصورة الرسمية التي ترونها.
زار السوداني، مصر، فوجد فيها زعيما.
وحتى في سوريا الجريحة، ورغم النفوذ الإيراني الواسع، لكن الأسد يحرص دائماً على إن يبقى يقظاً على بروتوكول يرسم السيادة والزعامة الواحدة.
العراق، يرأسه الان مدير أعمال للأحزاب والدول، لا قائد، وأمير قطر تعمّد التقاط الصورة مع متزعمي الحارات. وانّ المراقب يلحظ الحرج الذي أصاب “رجل الدولة” نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان حين وُضع في هكذا موقف محرج عند التقاط الصورة.. الرسمية. ورأيناه في الصورة يحاول الميل الى” رئيس الحكومة”
حضر سرمد، اللقاء، بوصفه زعيماً متكافئاً مع السوداني والبيضاني والزرقاني (يذكرني بالزرقاوي).
وهل كان الشيخ تميم يدرك مدى الألم الذي أصاب ملايين العراقيين حين اختصر سنّة العراق الكرام، بسرمد. نريد ان نعرف السر؟
أكثر من ذلك، فان أمير قطر، الذي أطلق الوعود باستثمارات بمليارات الدولارات، لعله تأكد اكثر من أي وقت مضى
إنها لن تحقق ربحا في دويلات الطوائف المتصارعة، المنزوعة السيادة.
ومع ذلك فانّ هذه الوعود سال لها لعاب التجّار الزعماء، على اشكالهم الطائفية والمناطقية، والتبعية، فهرعوا إلى استقباله
جوعى لقبض ثمن أموال مواقفهم في ظل صراع إقليمي محتدم على كسب النفوذ بالعراق.
والشيء بالشيء، يذكر… هل يفعلها القادة الكرد في اربيل لو زرت يا شيخ تميم اقليم كردستان؟
هل حدث مرة ان جلبَ أحد الزعماء الكرد، أقاربهم معهم من خارج المناصب الرسمية لحضور استقبال زعماء دول؟
ثم بعد ذلك، تريدون يا زعماء “السيادة العراقية” في كل مناسبة النيل من اقليم كردستان كونه صنع تقاليد دولة بعد ان كان أحزابا وميليشيات، وانتم تسلمتم دولة وحولتموها الى حكم اقطاعيات واشخاص ومليشيات وتجّار مال ودم.
كم كان حنق الحلبوسي واضحاً، لعل العراقيين قرأوا بسهولة في وجهه ونظراته حسرته وندمه على ما فاته ، حين لم يجلب معه هو أيضاً “لاعبه الجديد” .. المتمكن؟
خلاصة الزيارة، هي انّ البداية جلبت معها، في نفس الدقيقة والساعة، نهاية المليارات الخمسة التي وعد بها امير قطر.
القيادة غيْر الادارة.
شراذم، بلا زعيم.
خدعوك يا تميم فقالوا لك هناك دولة.
عذراً التعليقات مغلقة