أيّتها النّفسُ اللاَّ مُطمئنة
فاتحة مرشيد
شاعرة من المغرب
أيتها النفس اللا المطمئنة
يا وثبتي خارج ذاتي
أ صحوٌ أنت أم صدع؟
أم كشفٌ أم سؤال؟
أم تراك ذكرى
من حياة أخرى؟
……….
أيّتها النفسُ
المجبُولة من طينَة الحالمين
مثلهم
لكِ الخيبات مُدَّخرة
كلّما حفرتِ أعمق
تفتّتت اليقينيات
كفاك طوافاً حول الجُنون
فلا من قداسةٍ في الجحيم
……….
بصرخة منكِ
وقّعت مسودة التاريخ
ابتلعتِها رويداً رويداً
كما يَبتلعُ النّور
القبْو المُعتم
أدركتِ قسْراً
أن لا معنى للحياة
غير الذي نمنحُها
ولا حقيقة
سوى التي نُسمّيها
……….
أيّتها النّفسُ اللاَّ مُطمئنة
يا من تعشقُ في الأرواح
شروخها
وترتدي الأخطاء تاجاً
لكبرياء الحقيقة ثقل
لن يحمله عنكِ أحد
ليس حتما أن نُوجِع لكي نُشفى
ولا أن نَفهم لكي نُحِب
……….
فلا تتبرّئي من هفواتكِ
واحص مع كلِّ هفوة عفّة
قد لا يَغيب عن ذاكرة الأخطاء نُبل
……….
تبحثينَ عن حلم
في وضح النّهار
يمشي على قدمين
وعن معنى
يُسدل على الغياب
غياباً أرقى
……….
كلّما التامَ جُرحٌ
مزَّقتِه
وفاءً لغياب أبدي
محترفة اليُتم أنتِ
لا حُضن يَشفيكِ
……….
تتشبَّثين بقلم
يُوقِّع نهاياتٍ
إلاّ نهاياتك
علَّ الحبر
يأخذ أبعاد الدم
وتتفجَّر الحياة
من غبش الحياة
وما أوراقكِ
سوى كفنٌ مُرجأ
……….
إلى متى ستحترفين الوُقوف؟
وكمن يختزل العمر
في انتفاضةٍ
تستعجلين السُّقوط
قبل الخريف؟
……….
التَّشظي
قدرُ المرآة
حين لا شيء
يملأ الهُوة
أسفل الذات
……….
هو ذا الرّأس عارياً
مُشرعاً على الرّيح
تُبعثر ما تبَّقى منكِ
ومنهم
كلٌّ إلى زوال
ضحككِ كما بكاكِ
حبّهم لكِ
حبّكِ لهم
إلى زوال
أحلام الصِّبا
أشباح الكآبة
إلى زوال
فمتى كان على الحبِّ أن يركع
لكي يكون؟
……….
خذلتكِ العواطف
ما حسبتِها كأعْضائك
تتقادم
……….
أيّها العالم الفسيح
ذرّة أنا ترتطم بأخريات
فهل من ناي يعكس صدى الأنين؟
للخرير نُواح
لا يسمعه سوى من خبر الغرق
……….
ولا شيء غير الألم
يرسُم أبعاد الجسد
……….
أيّها الظلُّ العاكسُ لظلمتي
أثرتَ ما يكفي من الضيق
أما حان لأحدنا أن ينسحب؟
……….
استنفدتِ أوهامك
ولم يعُد في الأفق
ما يدلُّ على غدٍ
لكِ فيه أفق
فترجَّلي أيّتها اللاَّ مُطمئنة
قد يكون الخلاص
ممّا لا يطاق
في الذهاب بعيدا
في ما لا يطاق
……….
هكذا هي الحياة
عودةٌ دائريةٌ
إلى ما هجرناه
شوقٌ لحبل سُرَّة
خلناهُ قيداً
فافتقدناه
……….
فانْهضي
واطوي التَّفاصيل الرَّتيبة
هوذا العالم يتَهاوى من حولكِ
غير آبِهٍ
بما سيُخلِّفه
من أثر
وما كلُّ نفسٍ ذائقةُ الحياة
……….
فابتسمي بخفَّةِ عابر
خبَر الطريق
لفرط ما تعثَّر بالحجارة
وأحبِّي الطريق
حدّ الاستغناء
……….
أرَى خلفَ الأفق ضياء
لا حزنَ لي الآن
مقتطفات من ديوان ” لا حزن لي الآن” خاصة لصحيفة قريش – لندن
عذراً التعليقات مغلقة