د. توفيق رفيق آلتونجي
الملابس والأزياء الشعبية في مدينة كركوك وضواحيها تعتبر مهرجانا ثقافيا تعدديا يحمل البهجة والسرور إلى نفس المشاهد. المدينة متحف حي للأقوام و العقائد ،فالأزياء والملابس الشعبية ارث ثقافي توحد مجموع الشعوب والأقوام والطوائف من قاطني هذه المنطقة الثرية ثقافيا واثنيا من العراق، أي الحاضرة كركوك. الحوار الحضاري الاثني والعرقي وعبر الدهور يقودنا إلى سفر في تاريخ الشعوب التي سكنت وادي الرافدين على مر العصور والأزمان مكونة البوتقة الاثنية العراقية التعددية الحالية. الجدير بالذكر إن مدينة كركوك هي الوحيدة بين مدن العراق التي يتجمع فيها أبناء جميع القوميات والطوائف والعقائد العراقية.
التاريخ مرآة يعكس الحاضر ويفسر طلاسم الزمن:
كان العراق جزءً من ولايات الإمبراطورية العثمانية إلى سنوات ما بعد الحرب الكونية الأولى (العالمية). وكانت الملابس المستخدمة إلى نهاية الحرب العالمية الأولى هي نفسها في معظم الولايات العثمانية. حيث تأسست الدولة العراقية في 23 آب عام 1921 في البدء من ولايتي بغداد والبصرة ،والحقت ولاية موصل بالدولة العراقية اثر إجراء استفتاء بين مواطنيها حول الانتماء إلى دولة العراق الفتية أو البقاء تحت الحكم العثماني المنهار من قبل عصبة الأمم ،و اختار أغلبية المواطنين الانتماء لدولة العراق.
التغير في أسلوب الحياة والملبس جاء مع الانتداب البريطاني. و من ثم تلا الحرب الأولى حربا ثانية وليس خافيا على الجميع أن من أهم إفرازات الحرب الأولى كان ذلك النمو العشوائي للأفكار القومية بين شعوب الشرق كوسيلة لمحاربة الدولة العثمانية ومن ثم عشية الحرب العالمية الثانية كانعكاس مباشر لأفكار العنصرية النازية وربيبتها الفاشية الإيطالية والفرانكوية الإسبانية والإمبراطورية اليونانية والطورانية التركية وقد اتخذ منحى جديدا في الشرق العربي وذلك بإضافة مبدأ التحرير من الاستعمار كانعكاس تاريخي للصراع الذي كان دائرا أبان الحرب الأولى بين الثورة القومية العربية الحجازية والتي قادها شريف مكة الحسين والدولة العلية العثمانية المنخورة بالأفكار القومية التركية .
ومن الجدير بالذكر أن تلكم المبادئ تطورت لاحقا في مصر متمثلة بالناصرية ،وذلك بتطعيم الأفكار القومية بالأفكار الاشتراكية القادمة من الاتحاد السوفيتي السابق , ونحى لبنان وسوريا منحى آخر ،إذ ربط الأفكار الفاشية القادمة من وراء بحر الأبيض المتوسط من إيطاليا واليونان وربطها بالتاريخ العربي مع تحليتها بالأفكار الاشتراكية وأفكار عصر النهضة الأوربية والتي انعكست على الشرق متخذا اسما جديدا النهضة العربية ومتخذا من الحكم العثماني الند لإنهاء التسلط العثماني الإسلامي الذي تحول هو كذلك وتحت أفكار المشروطية (الإصلاحية ) الغربية والأفكار القومية التركية لتركيا الفتاة إلى سلطنة قومية بعد أن كان المسلمون ومن جميع الأمم تجد حظها في تلك الإمبراطورية الإسلامية الواسعة، ولا ننسى الدور البريطاني والغربي في إنهاء ذلك الفترة التاريخية. كل تلكم الأفكار انعكست بصورة أو بأخرى على الحياة الاجتماعية لشعوب العراق. وإن مجمل الحركة والأفكار السياسية في المنطقة اتخذت ذريعة مشتركة وهي الصد للمد الشيوعي القادم من الشرق أي من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة.
هذا العرض التاريخي مفيد لفهم ذلك التنوع في الملابس الشعبية بين الأمم الشرقية وجواب على تلك التقارب الكبير في الشكل والتكوين العام للملابس وحتى الأقمشة المستعملة في الخياطة خذ مثلا الشروال الرجالي والنسائي تجده اليوم في لبنان وسوريا والعراق وتركيا وإيران والبوسنة وألبانيا وحتى كانت يلبس في ايطاليا وطبعا في الأندلس وبين الكثير من الشعوب الأخرى وقد يضيف شعب من الشعوب بعضا من الزخارف والنمنمات والتطريز الجميل الذي يبدعه الخيال الشعبي فى الملابس وبذلك يعطي للملبس طابعا محليا كما في الشروال اللبناني واليوناني مثلا.
التوحد في الملبس صفة تآخي الشعوب:
قد يكون من المفيد القول بانّ الملابس الشعبية صفة عامة للقاطنين في الأرياف ويتخذ معظم النازحين إلى المدن الكبيرة ما يسمى الملابس المدنية ملبسا لهم ويتركون الموروث للاحتفالات والأعياد.
ونرى النسوة اللاتي لم تكن تتحجبن وهن في قراهن تلبسن العباءة و الفوطة نوعان من الحجاب الأسود تتحجب به النسوة في العراق وسوريا ومصر والسعودية ودول الخليج مع شئ من الاختلاف بالشكل , وربما نجدها كذلك في دول أخرى , كانت النسوة في العهد العثماني تتحجبن والفرق الوحيد في لون الفوطة وأحجامها وألوانها ونوع أقمشتها التي تصنع منها وقد يطرز الفوطة كما تحلو لنساء مصر لبسها , وكما ذكرت فهن و بمجرد هجرتهن من الريف إلى المدينة تغيرن هيئتهن وملبسهن و تهجرن الملابس الشعبية , أما الرجال فيستمرون في ارتداء ملابسهم وقد يتحول أحدهم إلى لبس البنطلون والقميص ويبقي على عمامته على رأسه.
للعمامة تاريخ قديم ودور اجتماعي في العراق ولا يزال الكثير من البغداديين معممين ناهيك عن رجال الدين والشيوخ والسادة والملابس البغدادية التراثية هي نسخة من الملابس الشعبية التي يلبسها التركمان والأكراد الساكنين بجوار التركمان وبعض العرب اللذين جاوروهم أو ناسبوهم , ما عدا عمامة الرأس فقد حور عند العرب إلى الكوفية والعقال وقد يلبس أحدهم كذلك العباء ة العربية الرجالية ذي الألوان المختلفة وفي فصل الشتاء تراه في عباءة من الفرو .
الملبس الرجالي للتركمان وللأكراد والعرب في كركوك وجواريها موحد تقريبا ما عدا ربطة الرأس (العمامة) , العقال. و ما جرى من تغير في الملابس الكردية ،إذ بدأ الأكراد في مناطق مثل طوز خورماتو و مدينة كفرى وليلان وفي المنطقة المسماة سهل كرميان بلبس الشروال الكردي “كورتك و شروال” خاصة بعد سنوات 1970 (الصورة) وترك ملابسهم القديمة المسماة “كوا وساية” إما التركمان فقد استمروا في ملبسهم الشعبي ” زبون – جكت” وأضافوا إليها بعدا قوميا حيث تعتبر اليوم سمة أساسية من سماتهم القومية يعتزون بها ويلبسون أبناءهم في الأعياد والمناسبات.
أزياء الرجال تعكس شخصية الأفراد ومكانتهم الاجتماعية:
يتألف الملبس التراثي الرجالي من ( زبون) أو بالكردية ( كوا ) على شكل دشداشة مشطورة من وسطها تطرز أكمامها أحيانا وقد تطرز كذلك فتحة الرقبة (اليخا) وإحدى جيوبها ليسرى وتكون بألوان مختلفة رغم سيادة اللون الأبيض عادة , وقد يستعان بالزبون بالدشداشة العادية المعروفة , يلبس الرجل من تحت الزبون شروالا ابيض من الخام الأبيض وقد يلبس فانيلة بيضاء كذلك ويتمنطق إما بحزام جلدي ( في المدن)أو من القماش وبألوان كالون الأخضر والذي يدل إلى انتمائه إلى بيت السادة الهاشميين أي بالانتماء إلى بيت النبي محمد صلوات الله عليه . وقد يكون الشخص ممن حج الى بيت الله الحرام بمكة فتره يحزم وسطه بقماش من تلك التي يتعمم به الحاجون ، لربطة الحزام أشكال مختلفة وبأطوال مختلفة كذلك.
يلبس الرجال الجاكيت فوق الزبون أو اليلك القروي المصنوع من اللباد ويربط راسة بعمامة وللعمامة كما ذكرت سابقا مهمة اجتماعية – دينية , فالمتعمم يريد مثلا أن يقول أنا من العشيرة الفلانية أو أن مهنتي هو قصاب والعمامة يعود إلى فترات تاريخية سحيقة في القدم كما كان ملك العراق في الحضارات العراقية القديمة الملك كويا يتعمم ولم يستخدم التاج على رأسه.
جميع شعوب الشرق استخدموا العمامة من فرس وترك والعرب تعمموا قبل الإسلام وبعدها، وكان الأمويون والعباسيون والعثمانيون متعممين ومعظم الشعوب الأوربية من قاطني حوض البحر الأبيض المتوسط وحتى في الأندلس والظاهر إن العمامة لاحقا تحول الى رمز للمسلمين في أوربا فقد كانوا في كتاباتهم عند ذكر المعممين يقصدون المسلمين وخاصة الجيوش الإسلامية في الأندلس والعثمانية في الشرق ولم يكن شعوب شمال أفريقيا يرتدون الشروال أو يتعممون قديما بل استخدم الوشاح من قبلهم نتيجة البيئة الصحراوية يتقى عن طريقها من الرياح والرمال وأشعة الشمس المحرقة في الصيف كما في قبائل الطوارق والامازيغ البربر وكما نستدل ذلك من الآثار والصور الجدارية في معابد وقبور الفرعونية في حضارات مصر القديمة والليبية والقرطاجية في تونس وقد يكون الشروال والعمامة قد قدما لتلك البلدان لاحقا عن طريق المسلمين .
وقد استبدلت العمامة لاحقا بالطربوش والكاسكيت والشبقة (القبعة ) كما حصل في تركيا إبان ما يسمى بتطبيق العلمانية والأخذ بالمبادئ والقيم الأوربية حيث جرى تغيير الكتابة التركية من الكتابة بالأحرف العربية إلي اللاتينية وبذلك فقدت المكتبة الإسلامية في تركيا جل كنوزها وتراها الثقافي واليوم هناك القليلين ممن يستطيعون قراءة تلكم النفائس رغم انه جرى ترجمة معظمها وإعادة كتابتها باللاتينية وجريا مع تلك التغيرات العصرية فقد صدر أوامر من الدولة بنبذ استعمال العمامة كظاهرة تعيد إلى الأذهان الحكم العثماني , وثورة العمامة هذه غير بها اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة العمامة واستبدلها بالكاسكيت الجاري لبسه وبصورة جماهيرية في تركيا اليوم.
تاريخ العمامة أقدم من ذلك بكثير ف،قد كان الملك السومري كوديا والذي رفض حمل لقب الملك لمدة خمسة عشر عاما والذي جعل من مدينة لكش منتجعا ثقافيا وملأ قصورها ومعابدها والمرافق العامة بالتحف الفنية , كان هذا الرجل يتعمم بعمامة تشبه إلي حد كبير العمامة البغدادية والكركوكية رافضا التيجان الملكية.
أشكال العمامة , جمالية وهيبة لمظهر الرجال:
دلالا ت العمامة وأشكالها كثيرة وتختلف من منطقة إلى أخرى ،وقد تكون كيفية ربط العمامة دليلا إلى الانتماء القومي تركماني , عربي , كردي , أثوري وكذلك تدل أحيانا إلى انتماء الفرد الطائفي كانتمائه المذهبي السني والشيعي أو الطائفي (الكاكائية , الشبك ، أهل الحق, الكسنزانية، الرافضية , النقشبندية ,الايزيدية ) والطوائف الدينية الأخرى , كما أن العمامة تكون له شكلا وهيئة مختلفة باختلاف المناطق الجغرافية في كردستان بصورة عامة فالعشائر الكردية المختلفة تتعمم بصورة مختلفة وبالألوان مختلفة كذلك فأبناء عشائر البارزان قد اختارت لعماماتها اللون الأحمر والأبيض في تميز انتمائها إلي تلك العشيرة الكردية ونرى أن السادة من الشيعة يتعممون بعمامة سوداء لمن يعتبر نفسه من أصول عربية وهاشمية ،أما رجال الدين الآخرون فعمامتهم بيضاء في حين عمامة الشيوخ بيضاء , ويبدو أن للون العمامة دلالات أخرى كذلك كمهنة الشخص وعمله فنلاحظ عمامة بيضاء وأخرى سوداء وأخرى اسود – ابيض وبنوعين أو أحمر – ابيض وخضراء للسادة وصفراء للحجاج كما يتفنن المطربون والفنانون في شكل وهيئة ربطة العمامة.
بالإضافة إلى ذلك نرى أن نوعية القماش المصنوع منه العمامة مهم لإظهار مكانة الشخص فالفقراء من العامة يلبسون العمامة من قماش رخيص الثمن ما عدا في مواسم الأفراح والأعياد والتي تكون مناسبة لارتداء الملابس الجديدة وربما شراء عمامة غالية الثمن من الحرير.
لكيفية ربط العمامة على الرأس أهمية ودلالة كذلك وربما لحجمه دلالة اجتماعية , ككون المتعمم غنيا أو مقتدرا ذو جاه أو مكانة اجتماعية أو دينية ونرى هذه الظاهرة لحد يومنا هذا حيث يقوم رجال الدولة الكبار في إقليم كردستان بالتفنن في ربط عمامتهم حجما ونوعية ولونا , و ربما يكون المتعمم أحد الإقطاعيين ومن الجدير بالذكر إن الإقطاعية على شكل رؤساء عشائر لا تزال تلك المؤسسة تمارس دورها كمؤسسة اجتماعية لحد اليوم في القرى والنواحي المتاخمة لمدينة كركوك ويشمل إقطاعيي او شيوخ العشائر العربية والبيكات التركمان و الاغاوات الكورد.
نادرا ما يستعمل الرجل إكسسوارات إضافية لكن نرى في يده مسبحة من حجر كريم أحيانا وساعة الجيب الذي يتأرجح سلسلته من الجيب الصغير من بدلته وقد تجد هناك أناس ممن شاركوا في الحرب العالمية وحصلوا على أنواط يقلدون به صدرهم كذلك. حتى استخدام المحابس نادرة خاصة الذهب وربما نرى احدهم في احد أصابعه محبسا فضيا. لم يستخدم أهالي كركوك محبس الخطوبة والزواج بصورة عامة إلا في السنوات الأخيرة من نهاية القرن العشرين ولكني لاحظتها في أصابع السيدات المسيحيات في حي عرفة والماس وشاطرلو.
الشباب نراهم لا يتعممون بل يفرشون العمامة على أحد أكتافهم كالمصريين ويتركون( الكلاو) الطاقية البيضاء أو المطرزة بالألوان وبعض التصاميم من الزخرفة أو بكتابات (كردستان) كتلك التي رافقت كبير شاعر العراق المرحوم ألجواهري طوال حياته والتي أهداها له المرحوم الملا مصطقى البرزاني , ويضع الشاب التركماني (الكلاو) مائلا بعض الشيء على رؤوسهم كشقاوات بغداد وقد يريدون بذلك الخروج عن المعتاد والرغبة في إظهار الرفض لتقاليد المجتمع.
إكسسوارات مختلفة تزين رقبة وزنود النساء:
المرأة بصورة عامة تلبس الفستان الشبيهة بالدشاشة الرجالية الملونة أما المتقدمات في السن فتلبسن السواد أو ألوان غامقة وكما كنت قد ذكرت سابقا فان النساء يهجرن الملابس الشعبية بمجرد حلولهن مدينة كركوك فتراهن اخترن السفور أو لبسن العباءة وتحجبن.
تلبس النسوة (الزبون ـ الجلباب) الطويل فوق الفستان بلون مغاير للون الدشداشة وقد تكون للفستان النسائي أكمام طويلة جدا ترفع أعلى الزند وتربط بإحكام أو تعقد كلتا نهايتهما وترميها السيدة خلفها وبذلك ترتفع أكمامها بعض الشيء إلى الأعلى مستفيدة من ذلك في تسهيل عملها المنزلي، حيث أكمام الملابس سهلة الاتساخ وقلما نجد (الزبون ـ الجلباب) عند الحضريين من النسوة . والحضريات من النسوة وخاصة التركمانيات اللاتي يهتمن بمظهرهن كثيرا بالمقارنة مع مثيلاتها من سيدات الريف. وقد تكون الحضرية مسفرة ولا تلبس العصابة على رأسها. كذلك ومن الغريب أن تلتقي بنسوة مسفرات الرأس في الريف حيث الربطة النسائية جزء أساسي من ملبسهن اليومي وهنا يمكن ملاحظة الفرق الاجتماعي لدي النسوة في نوعية الأقمشة المستعملة لشد (عصبه) الرأس والقماش الغالي كالحرير لا يفارق زوجات الأغنياء و وجهاء القوم.
الإكسسوارات الذهب أحيانا فيها والنباتية وإكسسوارات من مواد معدنية رخيصة الثمن لا تفارق النساء الريفيات ضمن ولعهن بالألوان وكل ما كان براقا فنرى هنا القرط و(السلاحليغ ـ حزام الخراطيش عند الصيادين) يصوغها الصائغ من الذهب الخالص ( والميخك بند ـ قلادة من القرنفل الجاف) تتقلدها النسوة أو تربطنهن بشدة رؤوسهن( والبلازليك ـ أساور )وهي حلقات من الذهب تزين المعصم( و ( الحجل ـ الخلخال ) الخزمة ( حلقة أخرى صغيرة تستعملها النسوة العربيات والكرديات والتركمانيات في أنوفهن وخصوصا في مناطق الأرياف سها كرميان والـ ( يلك ـ الصدرية) ذو الحواف المنمنمة بأنواع الذهب وتستعمله النساء الكرديات في زيهن الاحتفالي البهيج المزركش بكل ما يلمع ويعكس النور،ويطلق عليه التركمان اسم (صخمة).
تربط النسوة رؤوسهن بعصابات رأس شبيهة بالعمامات عند الرجال ولكن لفاتها اقل , والبعض منهن تتفنن في شدها باستعمال عصابات من أقمشة متعددة الألوان. ويكون اللون الأسود غالبا على عصابة الرأس للمتقدمات في السن. ويبدأ ربط الرأس أحيانا في سن يتعدى العاشرة . وتعصب النساء رؤوسهن بعصابات زاهية الألوان . وخاصة في مواسم الأعياد والأفراح كالختان والزواج ،وتتقلد الحلي الذهبية ، حسب حالتها الاجتماعية والاقتصادية. وتتزين النسوة الغنيات بقلادات ذهبية ترجع إلى العهد العثماني من ليرات (رشادية) أو (غازية) صغيرة منها وكبيرة . يبقى أن نعرف بان النساء بحكم جوارهن وتقاربهم من النساء العربيات أخذن منهن أشياء كثيرة ومنها الوشم الذي يكثر فقط في ربوع الريف التركماني والريف الكردي.
هذه السياحة الثقافية ارث ثقافي يمثل هوية تعددية جاءت ووصلت إلى يومنا هذا نتيجة حوار حضاري سلمي بين شعوب وأمم بلاد الرافدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميع الصور الفوتوغرافية من مجموعتي الخاصة وهي صور عائلية وشخصية ومن تصوير الخال عبد الصمد جبار زند سنة 1954 وقد رحل معظم الشخصيات إلى البارئ عز وجل فرحمة الله عليهم جميعا وغفرانه.
عذراً التعليقات مغلقة