جبار عبدالزهرة
/ النجف —العراق
ابطال المعابر لا بل هم عمالقة التحدي وفرسان الهيجاء وعباقرة كل كريهة فهم ابطال من بين منتسبي القوات المسلحة المصرية عبروا المعابر على الحدود المشتركة بين مصر واسرائيل ونفذوا عمليات بطولية وجريئة ضد افراد قوات الاحتلال الاسرائيلي داخل عمق دولة الاحتلال وكان اخرهم الجندي المصري البطل محمد صلاح ابراهيم الذي نفذ عملية معبرالعوجة داخل اراضي الـ( 48 ) المغتصبة واسفرت عن قتل وجرح عدد من جنود الاحتلال من بينهم ضابط كبير برتبة جنرال0
هؤلاء الجنود المصريون هم شهداء الحق الانساني والحقيقة البشرية فهم لم يقوموا بعمل من اجل انفسهم او من اجل ذويهم وليس بمرتزقة هذه الايام الذين يضحون بانفسهم من اجل المال بل ضحو بهذه الانفس العزيزة ايثارا بها من اجل غيرهم من اللذين انتهكت حقوقهم الانسانية من اجل الانانية الباطلة وديست كرامتهم من اجل النزوات الخرافية لمجموعة سادية من البشر تستولي على حقوق الناس باسم الدين السماوي وباسم المظلومية الزائفة التي تستند الى الخرافة والخيال المريض في التلمود البابلي اولا وفي تلمود القدس ثانيا 0
وبما انهم جميعا من مصر العربية سقطوا دفاعا عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني داحل مصر مثل سليمان خاطر الذي تم شنقه في زنزانته في العام 1979م من قبل السلطات المصرية ايام الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ارضاءا لدولة الاحتلال وادعت الحكومة في حينها انه هو الذي شنق نفسه في زنزانته وفي وقتها كذب المنصفون في مصر وخارجها على المستويين الاقليمي والدولي الرواية الرسمية للحكومة المصرية 0
انهم بحق ليسوا شهداء مصر وليسوا شهداء القضية الفلسطينية ولا شهداء الامة العربية انهم شهداء الانسانية في جميع جوانب حقوقها المشروعة والمغصوب من قبل الضالمين والمبطلين والطغاة والعابثين بمكونات الحياة الانسانية السليمة والمنتهكين لحقوقها الانسانية والهادرين لكرامتها والسفاكين لدمائها من اجل نزعاتهم العدوانية0
انهم صوت الحق الانساني الهادر وانهم صرخة الضمير البشري المتيقظ في اعلى قمم الجبال وفوق السحاب وبين الاودية والوديان وبين السهول وفوق الروابي والاكمات يهتف بالانسانية جمعاء نحو النهوض ومقارعة الطغاة طغاة الاستبداد ومواجهة الطغام طغام الاحتلال والغصب والغزو ومختلف اشكال الاستعمار الثقافي والاقتصادي والعولمي والصناعي وغيره من اشكال استغلال الشعوب وانتهاك حرمة اوطانها ونهب خيراتها وثرواتها هذا وآخر غيره ما يمثله فدائيوا مصر الكنانة النجباء في المواجه الشريفة والتصدي الكريم للانسانية في نزاعها مع الشر والباطل بمختلف اشكالهما الخسيسة والعفنة وليس في اطار مواجهة عصابات الاحتلال التي تمارس القتل الهمجي والعشوائي والترويع القاسي للمواطنين العرب اهل فلسطين الشرعيين 0
واعود قائلا منهم بطل معبر العوجة الشهيد محمد صلاح الذي اجترح عملا بطوليا قل نظيره هذا العمل الذي حاولت الجهات الرسمية المصرية عبر تصريحات مسؤوليها وكتابات اعلامها طمس معالمه واختزله بانه ليس عمل يندرج ضمن اطار التصدي العربي الشعبي والوطني للعدو الصهيوني وانما هوكان ملاحقة لمهربين للمخدرات غير ان الله ابى الا كشف الحقيقة ان الشهيد محمد صلاح امتشق سلاحه وقرر مواجهة عدو الامة العربية اللدود الاحتلال في الوقت الذي يسير التطبيع مع العدو الصهيوني من قبل بعض الحكام العرب على قدم وساق ولا يفوتني ذكر ما قاله رئيس الاكنيست الصهيوني امير اوحانا في زيارته للمغرب يوم الخميس الماضي :- ( إن هذه المرة الأولى التي يُدعى فيها مسؤول بمنصبه إلى برلمان بلد مسلم.) كل ذلك العمل الدبلوماسي والستراتيجي السياسي كان في اطار التناغم مع الموقف الرسمي والشعبي لدولة الاحتلال 0غير ان الحقيقة ان الجندي المصري الشهيد حارب وحده الاسلحة العاتية للصهاينة وعلى مدى جاوز الخمس ساعات، وببندقية (كلاشنكوف ) روسية لا ياخذ مخزنها سوى ثلاثين اطلاقة وسكين عسكري اثبت لهم من خلالها ان العزيمة المضاءة والاصرارعلى الشهادة اقوى حتى من سلاحهم النووي ، لقد واجه هذا الشاب المصري المليء بعنفوان التحدي كتيبتين من جيش الاحتلال، وقتل ثلاثة جنود، وأصاب آخرين بينهم ضابط كبير برتبة عميد
عذراً التعليقات مغلقة