قريش” خاص”
في الساعة التي كانت تجري فيها مراسم افتتاح السفارة الايرانية في الرياض تعزيزاً للمصالحة السعودية الايرانية،
اجتمع الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي ، في قصر السلام بجدة، امس الثلاثاء، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي وصل السعودية حاملا حزمة من الملفات ظاهرها التنسيق بشأن ايقاف الحرب في السودان وباطنها القلق الامريكي من مخرجات متتالية للتصالح السعودي الايراني، لاسيما بعد اعلان طهران انها ستتولى بالتنسيق مع دول عربية في الخليج حماية الممرات البحرية للطاقة في الخليج .
مصدر في العمق ابلغ “ قريش” ان الامير محمد بن سلمان كان صريحا مع الوزير الامريكي وقال ان بلاده مثل الولايات المتحدة تتخذ القرارات التي تحمي امنها بحسب رؤيتها ، وان السعودية لا تريد الضرر بمصالح اي طرف لكنها تسعى ان توفر لنفسها الحماية وتفادي الحروب . ونقل المصدر ان وزير الخارجية الامريكي كان حريصا على تأكيد ان التنسيق مع السعودية في القضايا الاقليمية والدولية من الاولويات لاسيما في الطاقة والتحالفات الدولية وامن الخليج ، ولمح الوزير بشكل ضمني ان الجانبين يجب الا يتوقفا طويلا عند “ اخطاء” حدثت في علاقات البلدين لانها امور تجاوزها الزمن .
واللافت انه في اعقاب اجتماع ولي العهد السعودي والوزير الامريكي ، وفي خلال وجود بلينكن ، استقبل
نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، في ديوان الوزارة بالرياض، اليوم، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية الدكتور علي رضا بيكدلي، والوفد المرافق له.
وتأتي زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية، والوفد المرافق له، لافتتاح السفارة الإيرانية في الرياض، والقنصلية الإيرانية بجدة.
وعبّر الجانبان خلال اللقاء، عن تطلعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية وبحث سبل التعاون لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات الثنائية، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وكان مصدر دبلوماسي في بيروت قال ان السعودية عاتبت بشدة الادارة الامريكية عندما جرى قصف شركة ارامكو ، معقل الثروة النفطية للسعودية، في خلال اوج حرب اليمن ، وان الاتهام كان مصوبا نحو ايران واذرعها في اليمن والعراق ، وان الرد الامريكي كان باردا وكان هناك عدم مبالاة ، وان ذلك الموقف الامريكي كان نقلة نوعية في تغيير استراتيجية السعودية لحماية ذاتها بذاتها ، وقد اتخذت منذ ذلك الوقت قرارا المصالحة الكاملة مع ايران بغض النظر عن وجهة النظر الامريكية ..
و قال الاعلام السعودي الرسمي انه جرى خلال الاجتماع بين ولي العهد والوزير الامريكي استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وأوجه التعاون في مختلف المجالات وسبل تعزيزه، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
حضر الاجتماع الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة ، والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان.
فيما حضر من الجانب الأمريكي ديريك شوليت مستشار أنتوني بلينكن، والسفير الأمريكي في المملكة مايكل راتني، ومساعد وزير الخارجية باربرا ليف، وتوم سوليفان نائب رئيس موظفي أنتوني بلينكن.
عذراً التعليقات مغلقة