د. محمدعياش
– كاتب وباحث سياسي
بالرغم من استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية وتصاعدها ، وانعدام الأفق بالسلام .. ووأد كل محاولة للتوصل إلى صيغة تفاوض أو قبول بوقف إطلاق النار ، وتمترس كل طرف بموقفه ، إلا هناك خيط رفيع يبعث على الأمل ، وذلك عبر الجهود الدولية الحقيقية لوقف الصراع الدموي ، وذلك على مبدأ الحرص على الأمن والسلم الدوليين .
آخر الجهود المبذولة لوقف هذه الحرب المسعورة ، المبادرة الإندونيسية التي رفضتها كييف . يعني أن القيادة الأوكرانية بالوقت الحالي مشغولة بالهجوم المضاد وإن أي مبادرة بوقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات يعتبر بمثابة ضياع الوقت والفرصة لاسترجاع الأراضي الأوكرانية بما فيها جزيرة القرم .
بطبيعة الحال لم تتوقف عجلة المساعدات الغربية بكافة الأشكال من سلاح وتدريب للقوات الأوكرانية ، والمليارات التي تتدفق لتحسين الدفاع الجوي الأوكراني بوجه الجيش الروسي ، إذ أن الغرب ماض في سياسته دون توقف ، لأن الغرب وواشنطن لا نية لديهم بالوقت الحالي بالسير دبلوماسيا ً لإنهاء الحرب ، طالما الأوكرانيين مستعدون لتلقي المساعدات والزج بهم على الخطوط الأمامية .
لماذا لا توافق الدول الغربية على انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي عبر بوابة حلف الناتو ، وذلك عبر سياسة العداء الكيدي لروسيا ، وطالما الحرب معلنة بالوقت الحالي إذ لا تخفي واشنطن وحلفائها الغربيين وقوفهم إلى جانب كييف ، الجواب يكون في عدم ثقة الغرب بانتصار كييف ، وفي حال تم القرار بالموافقة على انضمام كييف إلى حلف الناتو سيكون لزاما ً على الدول الغربية السير وفق الميثاق لحلف الناتو من الحماية والاشتراك بالحرب جنبا ً إلى جنب مع الجيش الأوكراني .
إن الزئبقية الغربية والمماطلة في تسهيل انضمام كييف يكشف حتمية الشك والريبة من الانتصار على روسيا ، وبقاء الجيش الأوكراني خارج حلف الناتو يرفع الحرج عن بقية الدول الغربية التي تحاول أن تقنع نفسها بإمكانية الانتصار على موسكو ، ولأن الحرب تديرها موسكو وفق إستراتيجية مقابلة للخطط الغربية .
واشنطن ليست متأكدة من انتصار أوكرانيا ، وبالتالي عليها أن تراوغ بمتطلبات الأوكرانيين ، وعليها أيضا ً تأجيج الصراع وإطالة أمده طالما لم ترسل ولا جندي أمريكي إلى ساحة المعركة ، وسياستها في فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا مستمرة والضغط على الصين وتهديدها مستمرٌ أيضا ً ، لو كانت جادة بانضمام كييف لحلف الناتو ، لكان الأمر سهلا ً ولا يحتاج لموافقة أو مشاورة أحد لأن القاعدة تقول لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .
عذراً التعليقات مغلقة