واشنطن- بيروت – الرباط – ” قريش”
تتحدث مصادر أمريكية عن تصعيد في ازمة قوية بين السعودية والامارات، تسعى الإدارة الامريكية الى تخفيفها بحذر كونها مرتبطة أصلا في أحد جوانبها بملف العلاقات النفطية مع روسيا والذي تشترك فيه أبو ظبي والرياض معا، كما هناك صلة للمقاربة السعودية مع إيران ايضا ، من دون وجود رضا امريكي، لكن لا إعاقة أيضا لتلك العلاقات من جانب واشنطن بسبب أهمية السعودية والامارات للولايات المتحدة.
المصادر الامريكية التي تتحدث الى ” قريش” تنقل عن مصدر سعودي قريب من “جهاز ملكي مهم” ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يرى ان تفاهماته مع رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد قبل أكثر من سنة بشأن تسوية الوضع اليمني بالتشاور مع إيران وسلطنة عمان لم تجد مجالا للتطبيق في الواقع، وان هناك انزعاجا من الرئيس الاماراتي من عدم إعطاء دور أساس لأبو ظبي في هذا الملف كونها طرفا في “التحالف العربي” في حرب اليمن وليس مسقط ” المحايدة” او ” طهران” المشتركة بالوكالة في الحرب.
وبحسب المصدر السعودي ذاته فإن محمد بن سلمان اتخذ قرار إعادة العلاقات مع إيران بعلم واضح من الامارات وان قراره في تسوية وضع اليمن هو قرار سيادي لما تشكله اليمن من تأثير على الامن القومي السعودي، وليس للإمارات حق في تحديد خيارات السعودية ذات الصلة بأمنها واستقرارها.
ولم يخف المصدر السعودي، بحسب ما تنقل عنه المصادر الأمريكية، وجود تحفظات شديدة لدى الأمير محمد بن سلمان على علاقات نفوذ خاصة للإمارات مع أطراف يمنية “خارج الرؤية السعودية الى حد المعاداة احياناً” ومساعيها للسيطرة على جزيرة سقطرى اليمنية.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية قالت قبل ايام إن العلاقات بين السعودية والإمارات تدهورت لدرجة دفعت ولي العهد السعودي للحديث عن توجيه أبو ظبي “طعنة في الظهر” للمملكة، والتلويح باتخاذ “إجراءات عقابية” ضد جيرانه ستكون “أسوأ من تلك التي اتُخذت ضد قطر”، وذلك بسبب خلافات بين الطرفين حول ملفي النفط والوضع في اليمن.
وأورد التقرير أن ابن زايد حذر ابن سلمان أواخر سنة 2022 من القُرب الزائد من روسيا وخصوصا في مجال السياسات النفطية، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات مع إيران دون التشاور مع الإمارات التي لها حساسيات مع سلطنة عُمان اللاعبة الأساسية في التقريب بين الرياض وطهران. وأفاد تقرير الصحيفة الامريكية أنّ الزعيمين السعودي والاماراتي دخلا في قطيعة ممتدة لأكثر من 6 أشهر، ظهرت ملامحها عندما غاب الرئيس الإماراتي عن القمة العربية في الرياض شهر ديسمبر 2022 بالتزامن مع زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ، ثم غياب ولي العهد السعودي عن لقاء محمد بن زايد بالزعماء العرب بعدها بنحو شهر.
وبحسب المصدر نفسه فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن دخلت في وساطة بين الطرفين لإنهاء النزاع، أفضت إلى اجتماع بين ولي العهد السعودي ومستشار الأمن القومي في الإمارات طحنون بن زايد في آيار الماضي، ويقول المصدر الأمريكي ذاته انّ الأمير محمد بن سلمان طلب من شقيق الرئيس الإماراتي عدم عرقلة محادثات وقف إطلاق النار في اليمن عبر اطراف على صلة بأبو ظبي، لكنه بعد ذلك أسرَّ لمستشاريه بأنه “لم يعد يثق في الإمارات”.
فيما ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة لمراسل ” قريش” ان احتمالات الوساطة العربية بين زعيمي الامارات والسعودية محدودة جدا، وانّ العاهل المغربي الملك محمد السادس هو الوحيد بين الزعماء العرب الذي يمكنه ان يلعب دور الوسيط ، وانه ليس مستبعدا ان يدعو العاهل المغربي من جانبه الرئيس الاماراتي الى المغرب وطنجة تحديدا، حيث من المرجح وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اليها في مناسبة حفل خطاب يوم العرش في الثلاثين من يوليو – تموز الجاري.
عذراً التعليقات مغلقة