-قريش :
شارك الدكتور رياض حامد الدباغ رئيس أكاديمية مانشستر الدولية في المؤتمر الدولي الرابع للموهوبين الشباب والذي عقد في مدينة انتاليا في تركيا للفترة 9 – 12 يوليو تموز 2023 ،إذ القى بحثه الموسوم” نحو فلسفة تربوية لمواجهة تحديات التلوث الثقافي للشباب العربي.”.
وأشار الدباغ الى إن المستقبل كما يصوره أصحاب الدراسات المستقبلية هو تعبير عن أكبر ثورة يشهدها الجنس البشري منذ أن كان له تاريخ، أنها صورة لا نملك في الحاضر إلا لقطات عنها، ومن هذه اللقطات أن ثورة المعلومات التي عمادها التكنولوجيا الحديثة ومعطيات وخدمات الأقمار الصناعية التي تجاوزت آثارها بتراكم هندسي آثار الثورة الزراعية والثورة الصناعية وهما الموجتان اللتان سبقتا الموجة الثالثة وهي ثورة المعلومات،
وقال : هذه الثورة قادتها الجامعات أو مراكز البحوث فيها ومازالت تقودها، وأنها تعد من أكبر التحديات لجامعات أخرى لو لم تتدارك موقعها منها لغدت وقوداً لها. يواجه جيل الشباب في عصرنا هذا مشكلات فكرية وعقائدية واجتماعية واقتصادية وسياسية، ولا يجد في صورة مجتمعاته الحالية حلولاً لها، مما يحمل افراده في كثير من الحالات الى السعي في اتجاهات مختلفة بحثاً عن تلك الحلول، ولا ذنب لهم في ذلك، لأنهم مضطرون الى مسايرة العصر واللحاق بالركب العام، وإنما الذنب لأصحاب الفكر، واهل الحل والربط في العالم العربي
و اضاف الدباغ : حيث اننا امام تحديات خطيرة ، تُستخدم فيها احدث الوسائل العلمية والتكنولوجية التي تستهدف عقيدتنا وأخلاقنا وقيمنا وواقعنا الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، لابد لنا ان نفتح عقولنا واعيننا على ابعاد وعواقب هذه التحديات ، وان نعمل بعزيمة صادقة ، وإرادة لا تلين ، على انهاء هذه المرحلة وانشاء جيل بناء مبدع يعتمد على امكاناته وطاقاته الذاتية واضعين نصب اعيننا ان عالمنا العربي ومنذ انحطاطه ما بعد عصر الموحدين ، يواجه مشكلة افكار ، لا مشكلة وسائل
واكد ان ازمة الشباب الحالية هي في اساليب درايتها الفكرية وعلاقاتها التنظيمية الاجتماعية ، وليست أزمة عقائد وغايات ومثل بل هي ازمة فكر واسلوب وتمثيل وتنظيم.
والوقوف على مسببات التلوث الثقافي الذي يستهدف الشباب العربي وطلاب الجامعات بصفة خاصة في السنوات الاخيرة من هذا القرن بعد انتشار ظاهرة المثلية وما تروجه لها العديد من الدول وتحديد الابعاد والملامح والعوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على المجتمع المعاصر لكي يتحصن ضد هذه الأفكار الدخيلة والتخريبية
وكذلك قنوات التلوث الثقافي المؤثرة على قيم الشباب وممارساته. ويقوم البحث على تحديد المؤثرات الناتجة على التعليم وطرق تجاوز العوامل المؤثرة والحلول المناسبة لمشكلات التعليم المتأثرة بالتلوث الثقافي نحو جيل يتمتع بثقافة عالية لضمان استدامة التقدم والتطور الحضاري في جميع مجالات الحياة
ولفت الدباغ الى أن بعضاً من هذه الدول العربية والإسلامية أخذت منحى آخر متطورا وحديثا في نقل العلوم والمعرفة إلى أبنائها مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا الحديثة التي بدأت تطغى على باقي العلوم والمعرفة ومن بين هذه الدول هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي وضعت قيادتها الحكيمة ومنذ تأسيس الدولة خطة استراتيجية للتعليم، وهذه القيادة استهدفت الإنسان في خطتها الاستراتيجية في قيام الدولة ونموها وتقدمها فكان الإنسان مشروعها الاستراتيجي
والتي استطاعت بناءه بناءً علمياً صحيحاً قائماً على أسس الحداثة والتطور المستمر بعد أن تم الاخذ بنظر الاعتبار التطورات الكبيرة التي حصلت في مجال العلوم التكنولوجية وأهمية نقل هذه التجارب وطرق التعليم إلى أبناء المجتمع الإماراتي، والمتتبع لمسيرة دولة الامارات العربية المتحدة وقيادتها ومجتمعها يتلمس بشكل كبير طفرات التقدم والازدهار التي تنعم بها هذه الدولة ومجتمعها وعلى مختلف المستويات وبنسق واحد ولم نجد أو نلمس تفاوتا بين تقدم جانب من جوانب الحياة دون الاخر وهذه شهادة النجاح لهذه الدولة وقيادتها ومجتمعها والتي أصبحت مضرب مثل وتجربة يحتذى بها
عذراً التعليقات مغلقة