بغداد -أبو زينب المحمداوي- خاص
أفادت المصادر القريبة من رئاسة الوزراء ببغداد بأن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمر بتشكيل لجنة برئاسة وزير الثقافة لاختيار مجلس امناء لشبكة الاعلام العراقي خلال مدة اقصاها 30 يوماً.
وحسب القانون تنشر شبكة الاعلام العراقي اعلانا لمدة شهر، تستقبل خلاله السير الذاتية للمرشحين، ثم ترسله بدورها الى مجلس الوزراء الذي يقوم بالفرز والاختيار.
لكن واقع الحال، يؤكد على إن تشكيل اللجنة ونشر اعلان المرشحين، لا يعدو كونه اجراءً شكليا، للتغطية على “جريمة”
المحاصصة الحزبية والطائفية التي ستوزع الكعكعة بين الأحزاب المتنفذة وفي مقدمتها الشيعية التي يبلغ استحقاقها ثلاثة أعضاء في المجلس، وعضو لكل من الكرد والسنة والأقليات، ليبلغ العدد ستة.
المصادر تؤكد على إن اللجنة هي تعمية للحقيقة، وان رئيس اللجنة وزير الثقافة احمد فكاك شخص ضعيف، ويعرفون ضعفه بسبب ملف شقيقه “عدنان” المنتمي لتنظيم داعش منذ احتلال التنظيم للموصل ،والمعروف للأجهزة الأمنية والإيرانية التي تتصرف بهذه الورقة لبسط نفوذها على وزارة كاملة لا يستطيع فكاك ان يفك فمه فيها ، وبات ألعوبة بيد اللوبي الإيراني و خاصة لدى حميد الحسيني اليد الطولى لوزير الارشاد الإيراني مجتبى في العراق، ورئيس اتحاد الاذاعات الإسلامية الموالي لخامنئي ، فالمرشحون باسم الطائفية والقومية والمحسوبية والمنسوبية جاهزون،
وان الطبخة مكتملة على نار الصراع المرير بين الأحزاب والعوائل.
والتعيين في شبكة الاعلام العراقي ومفاصلها تنسجه العلاقات العائلية أو الانتماء السياسي دون الاعتماد على الاستحقاق المهني والكفاءة والمؤهلات الفنية المطلوبة للوظيفة. مع إعطاء اليد العليا للشيعة الموالين لخامنئي.
وفي معلومة أكثر تفصيلا، فانّ مليشيا عصائب أهل الحق رشحت ليث العذاري لمجلس الأمناء، فيما يدفع تيار الحكمة بالإعلامي علي صبري اليه، وكلاهما لاخبرة لهما ومن ذوي تجربة ضعيفة إن لم تكن معدومة في الإدارة والاعلام.
كما إن أحزابا أخرى ادلت بدلوها كي تمد نفوذها إلى الشبكة، في حين يحتفظ ائتلاف دولة القانون لصاحبه نوري المالكي بحقه فيها باعتبارها من حصته وفق نظام المحاصصة.
ولم تكن زيارة الحكيم الأسبوع الماضي إلى شبكة الاعلام الا جزءا من جهوده في مد نفوذه عليها، بعدما استحوذ على هيئة الاعلام والاتصالات على رغم تمثيله البرلماني الضعيف، وقد يكون أراد التعويض عن الشعور بالغياب البرلماني، فولج إلى هيئة والاعلام واليوم إلى شبكة الاعلام.
وأدى التعيين غير المبني على الاستحقاق في شبكة الاعلام العراقي إلى زيادة حالات الفساد وسوء الإدارة، بسبب تجاوز المعايير الوظيفية والمهنية في اختيار المرشحين، ما يؤدي إلى تدهور جودة الخدمات وعدم تحقيق الأهداف المطلوبة.
والمتوقع إن الاختيار المحاصصاتي الجديد سوف يطلق رصاصة الرحمة على ما تبقى من حياة في الشبكة، اذا لم تكف القوى المتفاهمة عن اسلوب تقسيم الغنائم، وتتنازل عن استحقاقاتها العوائلية والحزبية، لصالح كوادر مهنية، صاحبة تجربة في الإدارة والاعلام، لإنقاذ ما يمكن انقاذه. لكن فرصة انقاذ هذه المؤسسة التي عشعش فيها الفساد شبه معدومة.
عذراً التعليقات مغلقة