شَطَحاتٌ مازوشِيَّةٌ
الطاهر لكنيزي
شاعر من المغرب
اُنْفُثي مَقْتاً جاحِمًا
وَفَحيحًا أَزْرَقَ النّابِ
سَيِّدَ الْغابِ يَغْتالُ ثُغائي
وَيَرْقُصُ ” الرّوك” عَلى أَشْلاءِ نَوْحي
هُبّي فَصُبّي سَمومًا وَحَميمًا
عَلى خَضيمَةِ روحي
فَإِذا صَوَّحَتْ وأَضْحَتْ هَشيمًا
وَتَلاشَتْ في مَهْمَهٍ وَتَضاغَتْ
فَادْعَسيها تَحْتَ ” الأنا” في شُموخٍ
اِحْرِثي جِسْمي كُلَّ فَصْلٍ بِنَصْلِ الْوَصْلِ
أَوْ مِخْلَبِ الْمَهانَةِ والذُّلِّ
وَلا تَبْذَريهِ إلاّ جِراحًا وَنُواحًا
فَلَذّتي في عَذابي وَاصْطِباري
وَنَشْوَتي أَلَمٌ عَرَّشَ بَيْنَ الأَعْطافِ
يُسْقى شُواظًا مِنْ جَحيمٍ
عَوى بِقَلْبٍ زَنيمِ
اُمْزُجي زَقّومَ الْجَوى بِهُيامي
في جِفانِ الْجَفاءِ
ثُمَّ اسْقِنيها بِآنابيقِ الْقَهْرِ
في جامِ صَبْري
جَمْرَةً جَمْرَةً تُنيمُ جِراحي
بِسِياطِ الْغِلِّ اِفْلَحي الْقَلْبَ
رُشّيهِ بِغِسْلينِ الالْتِياعِ
وَجُرّي شَبَقي مَسْلوخًا
عَلى حَسَكِ النِّقْمَةِ
ثُمّ اعْصِري عَناقيدَ بَوْحي
واسْكُبي أَشْجاني بِدَنِّ عِياطي
فَإذا ما ثَمِلْتُ مِنْ أَلمي
سِرْتُ بِخَطْوٍ لا يَنْثَني
عَنْ صِراطِ الشّاربينَ احْتِراقَهُمْ
شُرْبَ هيم
اِسْحَقي جودي وَفُلَّ اُنْسي
وَصَلْصالَ وُجودي وَجُلَّنارَ احْتِشامي
وَاعْجِنيهِمْ بِأَدْمُعي
وَالْقِميهِمْ شُجونًا كَرَّتْ
وَنمّامَةً هَرَّتْ بِأَسْقامي
فَالْكِلابُ كِلابٌ تَحْتَ سَقْفٍ أَوْ غَيْمَةٍ
وَأنا لا أَجْتَبي غَيْرَ لُقْمَةٍ
غُمِسَتْ في حُلْمٍ مَجْذومٍ وَحُزْنٍ هَتونٍ
شَرّدي أَشْواقي وَعيسَ احْتِراقي
في مَفازات حَيْرَتي وَظُنوني
وَارْتَعيها قَتادَ شَكٍّ حَرونٍ
لَنْ أَثورَ كَثَوْرٍ في “الْكوريدا”
فَكِبْرِيائي تَهاوى نَخْوَةً بَعْدَ نَخْوَةٍ
وَتَشَظّى تَحْثَ أَضْراسِ مِعْوَلٍ
قُدَّ مِنْ صُلْبِ هَوانٍ يَرِنُّ فَوْقَ خُواري
اِخْلَعيني كَجَوْرَبٍ أَوْ مِشَدٍّ
لَيْسَ لي في مَذَلَّتي مِنْ شَنارِ
اِذْبَحيني بِمُدْيَةٍ مِنْ نُشوزٍ
وانْشُري في صَحائِفِ الْجَهْرِ سِرّي
رَتِّليهِ عَلى خَرائِبِ روحي
دَمْدِمي
كوني لَفْحَةَ الْقَيْظِ وَالْغَيْظِ
وَغيلانًا في صَحارى سُهادي
أَنْتِ جَلاّدي
وَأَنا” بروميثوس” أَصوغُ نَكالي
دَهْشَةً تِلْوَ دَهْشَةٍ لا أُبالي.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة