بقلم المراقب السياسي
“ واشنطن“
دخلت الولايات المتحدة في تنفيذ مرحلة جديدة في العراق، تستند الى الإفادة من تجربة الإخفاق المخزية في انهزام جيش حكمت غني في أفغانستان في ساعات بعد اعداده مدة عشرين عاماً.
الوفد العسكري العراقي تلقى من البنتاغون ايجازا بطبيعة التحديات وبعض التفاصيل التي كانت بمثابة صدمة لخطورتها وطبيعة المفاجأة التي لم يتوقعها الوفد بخصوص الوضع الامني للعراق، كما تلقى الوفد رسالة شديدة الوضوح والصرامة في ان لا مجال للحياد في معركة البقاء والوجود، وانّ المؤسسة العسكرية يجب ان تكون مستقلة عن اية حكومة تتصدر السلطة في بغداد، كما ان مهادنة الجيش تجاوزات مليشيات تنضوي تحت الحشد الشعبي او خارجه سيكون دليلا على ان الدعم الأمريكي للقوات المسلحة العراقية يذهب الى غير محله، وهذا لا يمكن ان يحدث .
المعلومات تفيد انّ الأجهزة الأمنية الامريكية أبلغت الوفد العراقي انّ المرحلة القريبة المقبلة ستشهد عمليات للمليشيات الموالية لإيران يتم استخدام الطائرات المسيرة في تصفية مسؤولين في بيوتهم او مقارهم الحكومية، الامر الذي حرّك الجيش العراقي لوضع مضادات قوية على بعض المباني الحكومية في حزام بغداد وبعض مناطقها كما في الغزالية، واتخاذ سياقات جديدة في نشر وحداته وفرقه .
بالرغم من ان المسيرات ايرانية الصنع التي بحوزة المليشيات لا يمكن مواجهتها بالمضادات الارضية التي تعد من الناحية الفنية “ عمياء”، لكن تلك المضادات قد تنفع في التصدي للسمتيات في حال كانت بيد طرف ما داخل العراق .
كما لفت المسؤولون الامريكان الى خطورة تكريس مصطلحات التنظيمات الايرانية المستنسخة في العراق ، مثل الباسيج العراقي .
صحيح، ان واشنطن تعاملت مع وزير الدفاع الذي رأس الوفد رسميا، وهو طرف لا يعول عليه كثيراً من الناحية الشخصية، وان عمره قصير في الحكومة، لكن أطراف الوفد الاخرين كانوا معنيين بكل كلمة لاسيما عبد الوهاب الساعدي رئيس مكافحة الإرهاب، أو عبدالامير يارالله رئيس أركان الجيش العراقي الذي سجلت الاجهزة الامريكية عليه نقاط مهادنة وربما ضعف ومسايرة في التعامل مع المليشيات الشيعية الموالية لإيران. باختصار فقد جرى تبليغ الوفد العسكري العراقي بأن تجربة الحرس الثوري الإيراني لن يسمح باستنساخها في العراق مطلقا وتحت أي ظرف ، وانّ هذا خط احمر، وانّ الأجهزة الامريكية لديها معلومات على انّ المليشيات لن تلتزم وستحاول أن توغل في مسارات إيرانية محرمة داخل الوضع الأمني والعسكري والحكومي في العراق، وهذا قد يقود الى مواجهة عسكرية ، وانّ المؤسسات العسكرية العراقية مطالبة بتطبيق مبادئ حفظ السيادة تطبيقا كاملا، حتى لو دخلت في حرب داخلية لبعض الوقت ، وانّ المساندة التكنولوجية والجوية الامريكية ستكون في خدمة الجيش العراقي .
لكن واشنطن حريصة في الوقت ذاته على عدم استفزاز المليشيات في المرحلة الحالية وترك التصرف للجهات العراقية، لاسيما ان المليشيات جزء لا يستهان به من الإطار التنسيقي الحاكم اليوم، الذي يرسل رسائل تطمين كثيرة الى واشنطن للاستمرار في الحكم اليوم وفي دورات مقبلة ، الا ان كل تلك الرسائل لم توفر قناعة لدى البيت الأبيض بقبول زيارة محمد شياع السوداني رئيس الحكومة الى واشنطن ولقاء الرئيس بايدن، وان نائبة الرئيس الأمريكي قالت بوضوح لطرف عراقي معني، بأنه لا توجد موافقة على زيارة السوداني الى البيت الأبيض حاليا، بعد ان اظهر عدم القدرة على تنفيذ أي بند أساسي في الاتفاق الضمني الذي صعد من خلاله الى كرسي الحكم ، واهم تلك البنود بناء مؤسسات عسكرية وامنية خارج النفوذ الإيراني على الأرض .
جبارعبدالزهرة /كاتب من العراق منذ سنة واحدة
هذا دليل واضح على ان الحكومة العراقية تابعة للادارة الامريكية وان تقدير هذه الادارة للمسؤول العراقي ينبع من قدرته على تنفيذ برامج المخططات والسيناريوهات الخاصة بالمصالح الامريكية في الهيمنة وتوسيع النفوذ والتنافس بينها وبين الصين وروسيا لأن الدول الأستعمارية منطقها واحد مع الشعوب الخاضعة لمخططاتها الاستعمارية لا يتغير وهو رسم سناريو
للمشهد السياسي والأقتصادي يتناغم مع مطاليبها واهدافها في المنطقة 0